ما إن نبدأ في مشوارنا حتى ننظر إلى نهاية الطريق.. وما أبعدها.. ولكن!! السير في هذا الاتجاه صعب.. والانتظار في مكانك اصعب.. نخرج بين الحين والآخر ببعض الأفكار.. عن الوعي الصحي.. والوعي الثقافي.. والوعي الاجتماعي.. وكل منها طريق لألف ميل وأكثر.. ولكن علينا ان نبدأ.. علينا ان نخطو تلك الخطوة. علينا ان نبدأ بالفهم أولاً.. فكما علمونا في مراحل التعليم الاولية.. ان فهم السؤال نصف الطريق الى الاجابة الصحيحة.. فالوعي كما يعلم الجميع.. ليس معلومات تضخ الى عقول الناشئة او حبة دواء توصف فتكسب الانسان الوعي.. بل هي سلوك حضاري ممارس.. لا يكفي ان نعرف عنه كل شيء.. بل يجب ان نتقن فن التعامل به ومن خلاله.. وان يكون جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، دونما إفراط أو تفريط.يجب ان نعلم ان الجهود الجبارة التي تبذل في سبيل رفع المستوى المعيشي للفرد من خدمات صحية وتعليمية وأمنية وغير ذلك، ما هي الا الخطوة الاولى في مشوار الألف ميل وأما الخطوة الثانية وما تلاها فهي مسؤولية كل فرد في المجتمع، وهذه المسؤولية تتضمن الحق في استخدام هذه التسهيلات على الوجه الأمثل.. كما تتضمن الواجب في المحافظة عليها كمكتسبات للمجتمع. وفي ظل التطورات العلمية المتسارعة في كل المجالات وخاصة في مجال الاعاقة اصبح لزاماً على الجميع ان يقوموا بدورهم الفاعل.. كلٌّ في مجاله. فعلى الأسرة ان تعي ضرورة الاكتشاف المبكر للإعاقة وما يترتب على ذلك من برامج للتدخل المبكر.. والتعرف على امكانية استفادتهم من الخدمات المتوفرة في الوقت والمكان المناسب.. كما التعرف على إمكانات طفلهم وقدراته الخلاقة.. التي تمكنه من الاستقلالية الشخصية. أما العاملون في الحقول ذات الصلة بالخدمات المقدمة للأطفال ذوي الحاجات الخاصة، فعليهم العمل على اكتساب الخبرات والتدريب ومواكبة التطور العلمي والعملي في هذا المجال.. ويجب علينا ان نستفيد من المرحلة التي تلت اصدار القانون الاول لحقوق الاطفال ذوي الحاجات الخاصة في زيادة الوعي لدى المجتمع بأهمية هذه الفئة وقدراتها في العطاء والمشاركة الفاعلة في بناء مجتمع حضاري يقوم على أسس المودة والرحمة والتكامل. وبذلك نكون قد خطونا خطوات إيجابية واعية في الاتجاه الصحيح لتقديم خدمات إنسانية أكثر رقياً تتناسب مع حضارة المجتمع.. على طريق الألف ميل.