صرح مسؤولون فلسطينيون بأنهم سيردون رسميا في غضون أيام على خطة سلام طرحتها الولاياتالمتحدة ولكن الإسرائيليين أشاروا إلى أنه سيتم تأخير ردهم بسبب انهيار الحكومة الائتلافية الإسرائيلية. ومن المقرر أن يصل ديفيد ساتيرفيلد نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية إلى الشرق الأوسط يوم غد الاثنين لاستئناف جهود واشنطن للتهدئة قبل أي حرب أمريكية محتملة على العراق. وقالت مصادر حكومية إسرائيلية إنه لن يكون هناك «تحرك يذكر» بشأن «خارطة الطريق» المدعومة دوليا إلا بعد أن يقرر حزب ليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء ارييل شارون من الذي سيقود الحزب في الانتخابات المقبلة. وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث لرويترز إن الجانب الفلسطيني صاغ تقريبا رده وأنه قد يرسله في وقت مبكر حتى يستطيع ساتيرفيلد أن يأخذ فكرة عن الموقف الفلسطيني. وصرح مسؤولون أمريكيون بأن ساتيرفيلد سيتوجه خلال مهمته التي تستغرق اسبوعا إلى العاصمة الأردنية عمان لإجراء محادثات دولية بشأن الإصلاحات الفلسطينية وهي عنصر أساسي في خارطة الطريق. ومن بين العناصر الأخرى التي تشملها خطة السلام إنهاء الهجمات المسلحة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من المدن الفلسطينية المحتلة وبذل جهود مشتركة نحو التوصل لتسوية سلام نهائية وإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بحلول عام 2005م. وزعمت إسرائيل أن خارطة الطريق لا تحمي أمنها بشكل كاف في حين قال الفلسطينيون إنها تفتقر إلى جدول زمني صارم للتنفيذ. وتأمل مجموعة «الرباعي» للوساطة في الشرق الأوسط وهي الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا في تبني نسخة نهائية من خارطة الطريق فور إعطاء إسرائيل والفلسطينيين ردهم النهائي. وصرح مصدر في مكتب ارييل شارون رئيس وزراء إسرائيل بأن إسرائيل ما زالت تصيغ ردها على خارطة الطريق ولكنها لن تكون مستعدة لتقديمها لساتيرفيلد. وقال المصدر «لا نتوقع التحرك بشأن خارطة الطريق إلا بعد أن يصبح الموقف السياسي أكثر وضوحا»، في إشارة إلى انهيار الائتلاف الحكومي بزعامة شارون في الاسبوع الماضي. واختار شارون إجراء انتخابات عامة قبل موعدها بتسعة أشهر بعد ان انسحب حزب العمل شريكه الرئيسي في الائتلاف من حكومته التي شكلت قبل 20 شهرا في خلاف بشأن تمويل المستعمرات اليهودية في الأراضي الفلسطينية التي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها. وأسند شارون وزارة الخارجية في الحكومة الانتقالية الإسرائيلية لخصمه في حزب ليكود بنيامين نتنياهو، وسيتنافس الاثنان في مؤتمر أولي سيختار زعيماً ليقود ليكود في الانتخابات العامة المتوقع أن تجرى في يناير/كانون الثاني. وأظهر استطلاع للرأي نشر يوم الجمعة أن شارون يتقدم على نتنياهو في السباق على زعامة حزب ليكود. وجاء في الاستطلاع الذي نشرته في صحيفة معاريف أن 48 في المئة من ناخبي ليكود سيعطون أصواتهم لشارون «74 عاما» في الانتخابات الحزبية التي لم يعلن عن موعدها بعد مقارنة مع 38 في المئة قالوا إنهم سيعطون أصواتهم لنتنياهو «53 عاما».