عندما يفشل الفنان.. وتتبلبل أفكاره.. وتتحجر لديه ملكة الابداع يبرر عجزه وتقصيره باضافة كلمة «فولكلور» أي بمعنى فن شعبي قديم. هناك البعض من الفنانين يظلمون الفن الشعبي ويسيئون اليه.. عمدا وبلا خجل وحياء.. يظلمون الفن ببعض محاولاتهم «الخنفشارية» الارتجالية وينسبونها الى الفن الشعبي القديم وهي منه براء.. أكثر تلك الأعمال ليست من الفن الشعبي القديم.. بل لون دخل الينا وقرب من بيئة أخرى.. صحيح تفسيره منطقيا «بفلكلور» لأن هذه الكلمة الأجنبية تعني لوناً قديماً.. ولكن البعض من الفنانين لا ينعت هذا العمل بهذه الصفة «كلون قديم» بل ان الفنان يعني بها فنا شعبيا من البيئة. * محاولات احياء الفن الشعبي لدينا قد تكون تشويها أكثر من بعث وتجديد وعلى هذا بقي الفن الشعبي القديم مبعثراً ومنسياً والبعض منه مشوها، اللهم إلا محاولة الملحن الأستاذ عمر كدرس في أغنية «يا سارية» هذا اللحن أعطى للفن الشعبي بعض الشيء من الكرامة.. ونقل بدون تحريف على الأقل. * إننا بحاجة الى أفكار نظيفة.. الى خيالات خصبة.. حتى نحفظ ماء الوجه للفن الشعبي القديم. * الألحان الشعبية كثيرة جدا.. ومتعددة.. حيث ان لكل منطقة لونا خاصا يميزها عن الأخرى.. هذه الفنون لو لو تعاونا جميعا وبحثنا عن أصولها وسجلناها على نمطها القديم، ومن ثم أعطيت للأساتذة الملحنين لصياغتها في قوالب موسيقية حديثة.. كما لو استعنا على الأقل بما يقدم في برامج الاذاعة والتلفزيون التي تقدم مثل تلك الألوان.. وحاولنا تجديدها وتوزيعها موسيقيا.. مثل ما يقدم ببرنامج من الحاننا الشعبية الذي يقدمه الأستاذ عبدالله الزامل. السندويتشات الغنائية * أغانينا بحق مجرد سندويتشات خفيفة.. يستطيع ان يسمعها الانسان «على الطاير» ما زالت الأغنية الطويلة بعبعاً مخيفا يرعب الفنان السعودي.. لماذا..؟ لأن شركات الاسطوانات تفرض هذا على الفنان..؟ ومتى كانت المادة كل شيء للفنان.. صحيح ان الفنان بحاجة الى لقمة العيش.. ولكن هذا لا يمنعه من التمرد على شركات الاسطوانات وفرض هذا اللون.. ثم ماذا يهم إذا لم تقبل شركات الاسطوانات المستغلة هذا الطلب.. * أعتقد ان وزارة الاعلام تمنح الفنان مكافأة عن الأغاني التي يسجلها للاذاعة والتلفزيون.. ألا تكفي هذه المكافأة للقمة العيش.. أم يتحول الفنان الى انسان مادي يتاجر بفنه..؟ بصرف النظر عن الفشل أو النجاح وارضاء أذواق عشاق الفن.. فيما اعتقد ان الفنان كذلك يقاسم شركات الاسطوانات هذا الاتهام حتى لا يكلف نفسه عناء ومشقة.. يود ان ينهي أغنيته الجديدة كما قال الفنان «...»؟ في مشوار تكسي وضع لحنها..؟؟ يريد الفنان ان يشرع في أغنية جديدة.. يكسب من ورائها المادة أولاً.. ثم استمراراً وحيوية في الانتاج حتى يصاب الفنان وجمهور الفن بالاسهال الفني.. وفي ذلك فرط ذوقي ونصبا واحتيالا على الجماهير.. حيث ان أغنيات الاخوة الفنانين لا تستحق ما تدفعه جماهير الفن ومتذوقيه ثمنا لتلك الساندويتشات، فمعظمها لا يتعدى مقطعا واحدا.. تخضع له المسامع عنوة في رتابة وملل.. لا تختلف فيها نبرات الموسيقى من البداية الى النهاية.. يبرز فيها جهد شاعر الأغنية أكثر من الملحن كقصيدة يلقيها خطيب على منبر.. لماذا لا نحاسب الفنان على استغفاله لأذواقنا.. وعناده واصراره مثل ما هو يفرض علينا كهذه السخافات.. لماذا لا نناقش محاسن ومساوىء أي أغنية جديدة يقدمها الفنان.. حتى يستقيم الفنان ويكرس جهده في عمل متقن.. بعيداً عن الارتجال.. وعن المغالطة.. كلمات مبعثرة «زمان أول تحول والفن أصبح كله ارتجال» هذه العبارة رواها محرر صفحة فنية عن الفنان طلال مداح.. الجملة هذه يغلفها شيء من الغموض.. لأنني أعتقد ان طلال مداح كفنان يقدر الفن.. وقدم للفن الكثير، لا يمكن ان يتهم نفسه أولا ثم زملاءه الفنانين ثانيا بهذه العبارة.! هل يعني هذا ان فن أيام زمان أحسن من الآن.. بالطبع كلا.. فننا الآن بالنسبة لأيام زمان بخير والى خير. وأعتقد ان الموضوع فيه شيء من «الشعلقة».. مقطع طازة اسمع حياتي لاتسىء الظن بيه حكم ضميرك قبل ما تحكم عليه المحبة.. هية.. هية.. كل مالها.. تزيد شوية.. حبي أغلى من عينيه.. ابتدى مني.. اليه. * كلمات حلوة سهلة تذوب في الأعماق صاغتها قريحة غادة الصحراء.. وأبدع لحنها خيال طلال مداح. علامة..؟ * شادي الرياض.. أسأله عن ركوده فلا يجيب.. فتجيبني الحانه التي تقبع في جعبته الفنية.. تنتظر ساعة الفرج سيضطر الى تسجيل الحانه في بعض اذاعات الأقطار الشقيقة..! سألته عن السبب فداعب الوتر وغنى: اللي مو عالبال.. حاله صعيب حاله.. ترتسم علامات الحيرة عليه.. يكاد الفن يذوب في نفسه لأنه لا يحبذ تسجيل أغانيه على «القوالب».. بقي ان تعرف ان أغانيه الجديدة عمر بعضها أكثر من ثمانية أشهر ولم تسجل للاذاعة.. أو التلفزيون..؟