بعد عام على رحيل أحد كبار الأغنية السعودية وأحد كبار المطربين والموسيقيين العرب، طلال مداح، وفي وقت يعود فيه "مطرب العرب" محمد عبده، بعد غياب، عودة قوية، وتنتشر الأغنية الخليجية، شرائط وأسطوانات ومن على شاشات الفضائيات العربية، بات التساؤل: من أين جاءت هذه الأغنية؟ ما هي جذورها؟ من هم فرسانها؟ وما هي الأسباب التي أدت الى الانتشار الذي تعيشه؟ هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على عدد من المطربين والموسيقيين والشعراء والمتابعين. يقول الصحافي علي فقندش رئيس القسم الفني في صحيفة "عكاظ" ان للأغنية السعودية الحديثة فرسانها، الذين استطاعوا ان ينطلقوا بها الى خارج الخريطة المحلية بتأثير واضح من تراث الغناء الشعبي الثري فيها، الذي كان له رواده بلا شك، فهي لم تكن نبتاً غريباً. وفرسان الأغنية الحديثة في المملكة كان أستاذهم الموسيقار العميد طارق عبدالحكيم الذي هذّب الأغنية وصنع لها صورتها الحديثة التي بدت عليها منذ نصف قرن. إذ كان أول من خرج بمذهب "التهجين"، أي هجّن الأغنية العربية. وكانت أولى نتائج هذا التهجين الأغنية السعودية الشهيرة التي انتشرت على المستوى العربي "يا ريم وادي ثقيف" وهي من ألحانه وكلمات رائد الكلمة الغنائية السعودية الأمير الشاعر عبدالله الفيصل. وهي الأغنية نفسها التي صدحت بها المطربة اللبنانية نجاح سلام. تبعت ذلك سلسلة أعمال لطارق عبدالحكيم غناها بعض كبار العصر الذهبي للأغنية العربية من صباح الى هيام يونس، ومن فايزة أحمد ونجاة الصغيرة الى محمد قنديل وغيرهم. وفتح ذلك، الطريق، في رأي علي فقندش، للاقبال على ألحان غير طارق عبدالحكيم من الموسيقيين السعوديين، وهكذا راحت تنتشر أعمال من ألحان جيل من أبرز أبنائه جميل محمود وغازي علي وعبدالله محمد، ثم من أبناء جيل تالٍ أبرزهم سراج عمر وسامي إحسان ومحمد شفيق. ويرى فقندش انه من ناحية الغناء كان الراحل طلال مداح ومحمد عبده، أبرز من قدمتهم المملكة الى العرب من أصوات. "بدأ الاثنان مسيرة متكاملة وناجحة، وها هي المسيرة ذاتها يكملها الآن محمد عبده بعد رحيل مداح، ويشاركه فيها فرسان اليوم مثل عبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد وغيرهما. وهؤلاء يقدمون ما يضفي جديداً على تاريخ الأغنية الحديثة في المملكة، وهو تاريخ بنيت انطلاقته على جذور فنية وتراث فولكلوري ثري". علاقة بالشعر النبطي ويؤكد طلال سلامة ان اهم أساطين مدرسة الغناء السعودي الحديث هم غازي علي وعبدالله محمد وسراج عمر، اضافة الى فوزي محسون وطلال مداح وطارق عبدالحكيم ومحمد شفيق وغيرهم. أما بالنسبة الى الغناء فيرى سلامة انه الى جانب الراحل طلال مداح، هناك محمد عبده وعبادي الجوهر ومحمد عمر وعبدالمجيد عبدالله وعبدالله رشاد. واذا كان سلامة يرى ان واقع الغناء السعودي كبير الأهمية وكذلك مميزاته، من الناحية الإيقاعية وخصائصه الشعبية، فإن مستقبله ايضاً كبير جداً، لا سيما من خلال علاقته الوطيدة بالشعر النبطي. ويرى الفنان عبادي الجوهر، الذي يعد من أشهر المغنيين السعوديين ان للأغنية السعودية، قديماً وحديثاً، مدارس فنية كبيرة. ويضيف: "انني أتكلم عن الذين عاصرتهم وتعاملت معهم. وفي مقدمهم عميد الأغنية السعودية الأكبر الموسيقار طارق عبدالحكيم. صحيح انني لم أتعامل معه كملحن الا في أغنية واحدة لمناسبة تكريمه في تلفزيون الكويت وهي أغنية "يا ناعس الجفن"، لكنني شعرت بكثير من السعادة لذلك التعاون الذي جاء متأخراً. تعاملت ايضاً مع الملحن الكبير عمر كدرس في بدايتي الفنية وذلك من خلال أغنية "طعم الهوى" من كلمات الأمير خالد الفيصل. وكان لي الحظ في التعامل مع صاحب مدرسة كبيرة من مدارس الأغنية السعودية هو الفنان عبدالله محمد الذي غنيت له "ليه يا قلبي" من كلمات ابراهيم خفاجي، كما تعاملت مع أبرز الملحنين الآخرين في المملكة مثل سراج عمر وسامي إحسان ومحمد شفيق وطلال بافقيه وعبدالرب ادريس وجميل محمود. أما تعاملي المميز فكان مع الراحل الكبير طلال مداح الذي قدمني في أول عمل غنائي لي من ألحانه وهو أغنيته "يا غزال. بهذه الأسماء وغيرها - يقول عبادي الجوهر - مرت الأغنية السعودية بمراحل كثيرة من التطور المستمر، وعرفت نقلات واسعة نحو الأفضل. ولأن الأغنية السعودية تنبع من تراث قديم وجميل وأصيل، استمرت متقدمة الى اليوم. ويرى الجوهر ان الدليل الملموس على أصالتها "انتشارها اليوم بشكل كبير، وغناء عدد كبير من المطربين والمطربات لها. فالأغنية السعودية تزخر بالكثير من المقامات الموسيقية والايقاعات الخاصة بها، القائمة على الموروث السعودي، كالسامري والمجرور والمزمار والعرضة والدوسري والخبيتي والمجسات والدانات والطرايق والكثير غيرها. وكل هذا يجعل الفنانين ينهلون من هذا المخزون مع بعض التطوير والصياغة، ليقدم بطريقة تنم عن أصالتنا وتراثنا". ويختم الجوهر حديثه الى "الوسط" بالقول: "كم أتمنى للفنانين القادمين الى الساحة الفنية الغنائية الا يهملوا تراثنا وان ينهلوا منه ويحفظوه. فهو قاعدة يرتكز عليها جميع الفنانين المبدعين الذين سبقوهم". البداية محلية وأوضح الشاعر عبدالرحمن المريخي ان تاريخ الأغنية السعودية الحديثة "يرجع في أصله الى نمط الأغنية المحلية نفسها ومدى تأثرها بما جاورها من أنماط غنائية أخرى، فالأغنية في المنطقة الشرقية لها صله وطيدة بالأغنية الخليجية وكذلك الأغنية الحجازية ترتبط في سياقها بالأغنية المصرية والشامية، والأغنية السعودية الجنوبية تأثرت باليمنية والأغنية في المنطقة الوسطى تأثرت بما يحيط بها. وحقق هذا الاندماج والتباين في التأثر تمايزاً واضحاً في أنماط إنتاج الأغنية في مختلف المناطق، لذا تبرز أمامنا إشكالية تحديد تاريخ دقيق للأغنية السعودية، ولكن من الجائز إرجاعها إلى اجتهادات قريبة تمت على أيدي بعض الفنانين المخلصين الذين عايشنا محاولاتهم الفنية في تطوير الأغنية المحلية وتحديثها لكي تنطلق في مسارٍ موازٍ للأغنية العربية الحديثة ومنهم الفنان طارق عبدالحكيم وعبدالله محمد وطلال مداح ومحمد عبده وسراج عمر وعمر كدرس وسلامة العبدالله ومطلق دخيل وعبدالرحمن الحمد وسعد الخميس ومبارك السعيد وسعد الجوف وغيرهم من الفنانين الذين كان لهم دور فعال في تشكيل هوية خاصة تميز الأغنية السعودية وتضعها الآن في صدارة الغناء العربي الحديث". وأضاف المريخي: "الأغنية السعودية الحالية ارتبطت بطبيعة النصوص الغنائية وتفاعلت في أجوائها بمضامينها وأشكالها الكتابية، فالأغنية المحلية تنهل من الشعر العربي الفصيح وتتأثر به وصولاً إلى الشعر الشعبي والعامي الذي ترتبط الأغنية به ارتباطاً وثيقاً في حسها وإيقاعها وشكلها الفني. فالأغنية الخفيفة نجد مفرداتها عامية شعبية بسيطة بخلاف الأغنية التي تكون كلماتها من الشعر النبطي أو الفصيح. هناك خصائص تميز النوعين وتشكل شخصية الأغنية وفق كلماتها ومفرداتها الغنائية ومن الطبيعي أن علاقة الأغنية المحلية بالشعر النبطي ليست جديدة، كذلك علاقتها بالشعر الشعبي أو الفصيح كل هذا الارتباط الحميمي له تاريخه القديم الذي يعود إلى مراحل زمنية بعيدة تزامنت مع تاريخ الأغنية وتحولاتها وتطورها خلال مسارها الفني. لا سيما ان ولادة الشعر في أساسه تمت بفضل الحداء الذي غناه شاعرنا العربي القديم على ظهر جمله. اذن هذه العلاقة الوثيقة بين الشعر والغناء لها تاريخها الضارب في القدم". خصائص الأغنية المعاصرة الأغنية السعودية القديمة أو الحديثة لها الكثير من الخصائص الغنية الذي تميزه الأذن عند سماعها. فهي تختلف في تركيبها عن الأغنية العربية الأخرى وأحياناً تشابهها ونستطيع ملاحظة اختلافها في الإيقاع الخاص بها الذي يتنوع وينأى عن الإيقاع الواحد، وأيضاً في كلماتها الشعبية أو النبطية التي تمتاز بحسها الشعري الجيد المختلف في صياغته عن الكلام العادي والمستهلك أو ما يسمى بجودة السبك. وهذا الكلام الغنائي المميز تناولته الجمل اللحنية السلسة المشبعة بطابعها المحلي والشرقي. وما يعطي للأغنية السعودية هويتها القدرة من مطربينا على أدائها بشكل لافت يرسم لها مكانتها الخاصة أسوة بغيرها من الأغنيات العربية المتطورة. والكثير يشهد بتفوق الأصوات الغنائية السعودية ويفضلها على غيرها من الأصوات. ويكفي أن الأغنية السعودية حققت تقدماً ملموساً يضعها في المرتبة الأولى قياساً الى نظيراتها". ويرى المريخي ان الساحة السعودية مليئة بالشعراء الغنائيين ومنهم الجيد والمتواضع المستوى. وأضاف ان الإعلام يشهد على تفوق الشاعر الأمير خالد الفيصل والأمير بدر بن عبدالمحسن وأسير الشوق والأستاذ علي عسيري وسامي الجمعان وغيرهم. إلى جانب مجموعة من الملحنين المعروفين قل انتاج بعضهم وبعضهم الآخر لا يزال مواصلاً الانتاج، ومن أهم الملحنين حالياً صالح الشهري ومحمد عبده وناصر الصالح ورابح صقر وعبدالرحمن الحمد وغيرهم. بدءاً من "الشيلة" ويتأمل الملحن المعروف محمد شفيق تاريخ الأغنية السعودية ويرسم خلفياته على هذا النحو: "نظراً الى وجود الحرمين الشريفين في المملكة تفد إليها أعداد كبيرة من الناس من أنحاء العالم، وعدد ليس قليلاً منهم يفضل الإقامة فيها. وهؤلاء يأتون بثقافاتهم المتعددة، وينقلون تلك الثقافات وحضارات أممهم وعاداتهم وتقاليدهم وتراثهم. وقد انصهرت تلك الثقافات في ثقافتنا وتبلورت ثقافة مختلفة هي خليط من هذه وتلك في شتى المجالات، ومنها الموسيقى والغناء". ويضيف شفيق قائلاً: "عندما أدركت الفن، كان طارق عبدالحكيم أحد الرموز الفنية الكبيرة يليه عبدالله محمد وعمر كدرس وطلال مداح ثم محمد عبده وعبادي الجوهر ثم توالت الأسماء إلى يومنا هذا. وقديماً كانت الأغنية عبارة عن قصيدة أما اللحن فعباره عن "شيلة" يترنم بها قائل القصيدة أو مغنيها، حتى أن القصائد التي تكون على وزن واحد تقال بلحن واحد. وحين ظهر طارق عبدالحكيم أضاف إلى هذه "الشيلة" المقدمة الموسيقية وتغيرت الشيلة وأصبحت لحناً يتفاعل مع الكلمة مع ملاحظة أن الشيلة قد لا تتناسب مع الكلمة لأنها قد تكون حزينة أو طربية أو حربية. ثم أصبح اللحن يواكب الكلمة ودخلت الفرقة الموسيقية مع عبدالحكيم عندما كان مديراً لمدارس الجيش الموسيقية، مما اثرى ساحتنا الفنية بالعازفين السعوديين ومنهم عبدالله ماجد وعبده مزين وثواب عبيد وسمير مبروك وغيرهم". ويرى شفيق ان هؤلاء ساعدوا في تعليم كثير من الشباب السعودي العزف، "وكنت واحداً ممن احتضنهم هؤلاء وضموني إلى الفرقة الموسيقية وشجعوني على تعلم الموسيقى حتى أصبحت أجيد قراءة وكتابة النوتة. وهذا ساعد على تدوين أغاني معظم الفنانين السعوديين. وكما ذكرت فإنه أصبح للأغنية مقدمة من اللحن نفسه، بعد ذلك تغيرت المقدمة بلحن مختلف للأغنية نفسها وظل المقام نفسه. واستكمالاً لما بدأه طارق عبدالحكيم واصل الفنانون تطوير قالب الأغنية حتى صارت لها كوبليهات متشابهة ثم بعد ذلك كوبليهات مختلفة اللحن والإيقاع". ويقول شفيق ان الأغنية السعودية مرت بثلاث مراحل "لو افترضنا أن الأولى هي الشيلات أو الألحان التي تركب عليها الأغاني التي على وزن واحد، والثانية هي التي بدأت فيها الكوبليهات تتغير وهي الفترة الذهبية للأغنية السعودية والعربية أيضاً، فقد أصبحت الأغنية تجمع مقامات وإيقاعات عدة، مما كان يساعد الملحن في التعبير عن معنى الكلمة فيجعل اللحن والكلماتتتفاعل فيما بينها، بمعنى أن هناك انسجاماً بين الكلمة واللحن والأداء. وتطورت الحياة والتكنولوجيا. وبالنسبة الى الأغنية تطورت في مجال التسجيل الموسيقي، مما أفقد الموسيقي روح الحياة والفاعلية. وهذا عكس المرحلة الثانية والتي كانت الفرقة الموسيقية تجتمع فيها لتقدم الأغنية في نحو ساعتين". "إلا ان زحمة الحياة أفقدت الاتصال بين المغني والملحن والشاعر، مما افقد الأغنية روحها. وبتطور التكنولوجيا اصبحت القنوات الفضائية كثيرة وهذا أتاح الغناء لمن هب ودب، منهم من نجح ومنهم من لم ينجح، بالإضافة إلى تصوير الفيديو كليب الذي سلب المستمع إصغاءه من خلال المشاهد المتلاحقة التي قد لا تكون مريحة للمستمع فتربكه، لأن هناك اتصالاً بين العين والأذن إذ لا تكون العين مرتاحة لما ترى. مع أنه كنا في السابق على التقنية القديمة نسمع بآذاننا فقط وليس بأعيننا وذلك عن طريق المذياع. ومع كثرة الفضائيات دخل فنانون كثيرون معظمهم ليس له علاقة بالفن ولكن يملك مادة يستطيع من خلالها أن يغني ويهديها للقنوات الفضائية التي يهمها أن تملأ ساعات بثها وبالتالي أصبح "إللي يِسْوَى وإلي ما يسوى يغني"، فاختلط الحابل بالنابل وضاعت الأغنية الجميلة وسط الأغاني السيئة. فقد رجعت الأغنية إلى المرحلة الأولى وأصبحت معظم الأغاني رتمية فالالحان لا تختلف عن الشيلة ويمكن غناء أغانٍ عدة بلحن واحد". ونسأل الملحن شفيق عن الوضع الراهن، فيجيب: "الآن هناك بعض الألحان لا تعبر عن الكلمة ولكن تؤدي العروض أو الوزن الشعري حتى إذا كانت هناك قصائد فأنه يمكن غناؤها باللحن نفسه، مثل الشيلات تماماً مع اختلاف التوزيع الموسيقي الجديد والايقاعات الغربية والاخراج التلفزيوني الغربي للفيديو كليب ولكن الأغنية لم تختلف، وما يثبت ذلك أن كثيراً من الأغاني الحالية مقتبسة من الفولكلور القديم. وهنا يحضرني سؤال: هل نضب معين معظم الفنانين فبدلاً من ان يأتوا بالجديد صاروا يلجأون إلى الفولكلور أم أن الأغنية الجديدة انحرفت عن مسار اللحن الشرقي الدافئ؟ أم أنها افتقدت شرقيتها فلجأت الى قديمها لتستقي منه؟ هل تعلم أن هناك أغنيات في المرحلة الثانية لا يزال يحفظها كثيرون، في حين لا يحفظ من الأغاني الحديثة إلا قلة. وأعتقد بأن كثرة الانتاج تضعف النوعية، فبعض الملحنين يعمل 50 لحناً في السنة بمعدل أغنية كل أسبوع وهذا كثير، في حين لا يتجاوز عدد الألحان التي يبتكرها الملحن الحقيقي خمسة ألحان في السنة. وبالتالي فالفنان ينتج في السنة 3 - 5 أغانٍ والان في الشريط 12 أغنية لا يستمر عمرها أكثر من شهرين، لا سيما أن الألحان متشابهة حتى أننا لا نستطيع في بعض الحالات أن نفرق بينها، على عكس الأغنية القديمة التي كانت تنجح ويستمر نجاحها لان كلاً منها بلون، ولأن كل واحدة أخذت فرصتها الكافية مما يجعلها تعيش حتى يومنا هذا". ويضيف شفيق: "هناك فرق بين جمهور الأمس واليوم، فجمهور الأمس كان يستمع بأذنه وجمهور اليوم يستمع بخصره، فكما ذكرت يتاح الغناء هذه الأيام لكل من يملك مالاً، أما في فترة تألق الأغنية السعودية فإنه لم يكن يذاع لأي فنان ما لم يجزْ للشاعر والملحن والمطرب ممارسة العمل الفني من خلال اختبارات يخضع لها"