بعد غياب طويل نأى بي عن أسرة الجريدة المفضلة العزيزة على نفسي الدوحة الغناء والكوكبة المضيئة والشمس المشرقة جريدة «الجزيرة» فقد كنت من أسرتها المشاركين بعطاء محدود ثم أسرتني بعض الشواغل فصرفتني ولكني على صلة وثيقة ولهف شديد بالمتابعة اليومية بل أوليها جلّ اهتمامي وغاية عنايتي، ومنتهى اعجابي. ولعلِّي بعد هذا التقصير أوفق في بذل محدود ببعض ما يرضي أسرة «الجزيرة» من كتّاب وقراء فهو جهد المقل، وعطاء المجتهد ونزر يسير من واجب الوفاء. ولعلِّي ألحق الركب على ظهر لجة عجزت الأمواج من أن تعصف بها، فاتخذت سبيلها واثقة أبية متخطية كل العقبات تشق البحار والمحيطات متجاوزة الصعوبات منافسة الشقيقات تناطح السحب الثقال تتباهى في حلل من الحرير والديباج تكسوها الجواهر فبدت عروسة الصحافة يعلوها تاج النجاح في مسيرتها الطويلة تتخطى الآفاق تجوب الدنيا بخطى واثقة تبحث عن كل ما يسر ويعجب ذويها وعشاقها وأسرتها لا يعتريها وهن، ولا يضعفها وسن. إنها وجه مشرق معبر عن المستوى الراقي الذي تتميز به صحافتنا في طابعها الإسلامي، وأدبها العربي ومصداقيتها وحصافتها فملكت القلوب وحازت على اعجاب الخاصة المثقفة والعامة البارَّة بأم العطاء والغذاء والدواء جزيرة المحبة. ومن المهم أن نشيد بأسرة التحرير الأكفاء الأمناء الأسخياء بالجهد، الأوفياء بالعهد، أيدٍ أمينة وأقلام مخلصة ونفوس كريمة، وكفاءة عالية، وبلاغة في القول وقوة في الأسلوب، وصفاء في الفكر، وأمانة في النقل وأدب في النقد، فهُمُ العماد، وهُمُ المداد زادهم الله توفيقاً، وألهمهم السداد، وإلى لقاء إن كان لنا بقاء..