نوه عدد من الأكاديميين والأدباء والمثقفين بجهد رواد الصحافة الذين حملوا مشاعل المعرفة رغم ضعف الامكانيات، وقلة الموارد المادية التي اكتنفت تلك المرحلة وما شابها من ظروف صعبة تجعل بناء قاعدة صحافية متينة امراً شبه مستحيل، إلا ان هؤلاء الرواد اثبتوا انهم أصحاب مبادرات وعمل مخلص يصب في مصلحة المجتمع. لفتة طيبة فقد بين الدكتور محمود زيني بأنه لا شك أن التكريم لفتة طيبة من وزارة الثقافة والإعلام وكانت لحظة منتظرة من الجميع لأن هؤلاء قدموا الكثير واسسوا للصحافة، ولذلك يرى الناس ان هذه الاحتفالية جاءت في وقتها، واذ الوزارة تفعل ذلك انما تؤدي واجباً تهتم به هي كثيراً. وتشكر الوزارة ممثلة في معالي وزيرها الاستاذ اياد بن امين مدني الذي كرم رواد صحافة الافراد. وكانت الاحتفالية عظيمة ومتزامنة مع الاحتفال بالجنادرية وحضرها حشد كبير كما تزامنت المناسبة مع المؤتمر الخاص بمعرض الكتاب الدولي والذي شارك فيه نخبة من الاخوة المثقفين ومنهم اليابنيون ولقد كانت الاحتفائية أكثر من رائعة التي تشرفت بحضورها. مزيد من التكريم وتحدث الدكتور محمد مريسي الحارثي عن صحافة الأفراد بقوله كانت صحافة الأفراد هي المنبر الذي اطلت من خلاله المعرفة والفن في المملكة منذ تأسيس هذه الصحافة على ايدي الرجال الأفذاذ الذين تحملوا مسئولية امانة الكلمة الهادفة وايصالها الى القراء وهذه المرحلة التي تأسست فيها صحافة الأفراد شهدت زخماً من العاملين فيها على مستوى المملكة العربية السعودية منذ صوت الحجاز حتى تحولت الصحافة الى صحافة مؤسساتية عام 1383ه وهذه المرحلة التي زادت على أربعين سنة هي مرحلة مليئة بالانتاج الصحافي في مقالات الصحافة المتنوعة والمتعددة حتى أصبحت الصحافة مرجعاً موثقاً للدارسين الذين تناولوا الحراك الثقافي في هذه الحقبة التاريخية من عمل الصحافة وعندما تلتفت الدولة ويلتفت المسؤولون الى تقدير هذه المرحلة بكل معطياتها فانما يقدرون المثقفين على كل المستويات من كتاب وقراء وممولين لهذه المنافذ الثقافية وهذا يعطي بلاشك دفعاً للمهتمين بتاريخ الصحافة في المملكة لإعادة النظر في ما تم انجازه في مرحلة صحافة الأفراد والمقارنة بين تلك المعطيات على شح الالة وتباعد اصواتها وبين ما تقدمه صحافة المؤسسات منذ تأسيسها قبل ما يقرب من 50 عاماً الى اليوم ليكون في تلك الموازنات ما يحدد صورة النمط الصحافي في مرحلته الاولى وصوره الآنية ولعل مثل هذا الاهتمام يعيد النظر في تأسيس صحافة تنبثق من النمطين السابقين وتؤسس لها نمطاً صحفياً جديد (سمه ما شئت!) انما ينبغي التذكير في هذا النمط الثالث من الصحافة بجدية في هذه الظروف التي تعددت فيها المشارب الذهنية والاهتمامات الثقافية وتطور الآلة وكل متعلقات هذه الأمور فالى مزيد من التكريم والى مزيد من التطوير والى ثقافة صحافية تلبي رغبات المرحلة. فضل الريادة وأوضح الدكتور صالح جمال بدوي انه ليس بالغريب ابداً على هذا المجتمع الآخذ بقيم الوفاء ومقابلة صنائع المعروف والاحسان في العمل، ان يقدر لأهله جهوداً بذلوها ويثمن لهم فضل الريادة والمبادرة في وقت كان فيه العمل الصحفي محفوفاً بالصعوبات وندرة الموارد البشرية والمادية ولقد اعطى هؤلاء المكرمون ومن سبقوهم وامثالهم الكثير من جهدهم ووقتهم وفكرهم لصحافتنا الناشئة يومذاك، وسنوا مبادىء وقواعد للعمل ما تزال مرعية بحمد الله، وما كان تكريم وزارة الثقافة والاعلام لهم الا قياماً بغرض الكفاية عن المجتمع الثقافي الصحافي في البلاد، التي اصبحوا اليوم رموز نهضتها ومازالوا يشاركون في نمائها وتطورها في أكثر من صعيد ادبي وثقافي. إخلاص وأمانة واشار عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى الدكتور فوزي صالح بنجر ان تكريم رجال الصحافة الاوائل الذين خدموا قادتهم وبلادهم ومجتمعهم ايام صحافة الافراد قبل أكثر من 45 عاماً هو تكريم للفكر والادب والثقافة وهو في الوقت نفسه يعد وساماً في صدور كل من اولئك الرجال يعتزون به نظير ما قدموه من فكر نير وادب جم عملوا من خلال كتاباتهم الصحفية وادوا رسالة ثقافية عظيمة هي رسالة القلم وحصافة الرأي وثقافة الفكر وايصال المعلومات والاخبار والاراء والأفكار الاجتماعية والثقافية باخلاص ووعي وامانة في وقت كانت فيه الامكانات محدودة والمشاركات قليلة وضعيفة وقنوات المعرفة والمعلومات والاتصالات غير متوفرة كما هي عليه الآن اضافة الى قلة الامكانات المادية والفنية الا ان رجال الصحافة الاوائل كانوا متميزين بفكرهم وجهدهم وابداعهم وكان المسئول في الصحافة سابقاً يعمل ساعات طويلة في أكثر من وظيفة وعمل لكنه متميز ومبدع ومنتج ويبذل جهوده بطاقة اكبر واكثر من عدد من الموظفين الحاليين وكان يتابع الأمور والقضايا الصحفية بفكره وعقله وجهده ويناقش قضايا المجتمع بحرص واهتمام واخلاص واقدر وأشيد بجهود رواد الصحافة الأوائل على أعمالهم المجيدة. جهد رائع واكد حمزه فوده ان التكريم وفاء طيب وجميل كما هو واجب علينا جميعاً لانهم بدأوا بالصحافة من البداية مع صحافة الأفراد. وان هذا الاتجاه للوزارة هو اتجاه طيب ورائع بالاحتفاء بهذه الكوكبة وتشكر عليه فهذا تذكير بالرواد وما قدموه واعتراف بالجميل وأتمنى تكريم من توفى فلهم علينا حق وواجب. أهل الثقافة وقال الشاعر المعروف فاروق بنجر هذه بادرة ثقافية طيبة من وزارة الثقافة والإعلام للمثقفين لتقدير وتكريم جهود جيل رواد الصحافة والثقافة والأدب وهي خطوة رائعة لانها تحاول ان تدرك هؤلاء الاعلام الاحياء وهم يعيشون بيننا وان تقدرهم وتكرمهم وتبرز صورتهم المتألقة لجمهور الثقافة والادب. ومن المؤكد ان أهل الثقافة سيكونون سعيدين وممنونين للوزارة حين تواصل احتفاءها بالكوكبة المشرقة من رواد الاعلام والثقافة الذين تتلمذ عليهم اجيال من الإعلاميين والصحفيين البارزين الذين يديرون الصحافة ويحملون اضواء الأقلام المشعة في مرآة الحياة الثقافية.