تجسّد المبادرة السعودية موقفًا خاصًّا أكثر قيمة، وتهدف بالأساس لاستقرار اليمن وازدهاره، ويكون القرار لأبنائه، وإنهاء الأزمة اليمنية، والتوصل إلى حل سياسي شامل، دعت إليه كل الأطراف اليمنية، بمن فيهم الحوثيون، إلى قبولها، وتغليب مصلحة الشعب اليمني، والدعوة إلى مسار السلام، ووقف نزيف الدم، ومعالجة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، والتحولات الأكثر أهمية بإعلاء مصالح اليمن على أطماع النظام الإيراني. وكما هو متوقع، رحبت الحكومة اليمنية الشرعية بالمبادرة السعودية المعلنة بشأن وقف إطلاق النار الشامل، وفتح مطار صنعاء لعدد من الوجهات، واستكمال تنفيذ «اتفاق استوكهولم»، ولكن يصعب التفاؤل بقرار الحوثي؛ لأن طهران تملكه، وهي رسالة لكل أطياف اليمن؛ ليكونوا مسؤولين، ويشاركوا بالاستفادة من هذه الفرصة التي قد لا تتكرر. فيما رد قادة الميليشيات الحوثية بتصريحات، فُهِم منها أنهم يرفضون المبادرة بشكل غير مباشر للعودة إلى تاريخهم المتلون. بينما الخارجية الإيرانية في بيان لها قالت بمناسبة دخول الحرب اليمنية عامها السابع إن طهران أكدت منذ بدء الحرب أن «لا حل عسكريًّا» للأزمة اليمنية، وأنها تدعي دعم أي مبادرة سلام في اليمن، تشمل - كما تزعم - «إنهاء العدوان ووقفًا شاملاً لإطلاق النار»، مع أن إيران - في الحقيقة - هي سبب الحرب والانقسام في اليمن وقتل الشعب.. نظام واسع الآفاق، ينسج القصص كبيوت العنكبوت، ويختبئ خلفها، ينتهج التعميمات، وكأنه لم يخترق العديد من المجتمعات في الدول العربية. وبشكل مباشر أعربت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن ترحيبها بمبادرة المملكة العربية السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية، والتزامها مع الحكومة اليمنية الشرعية بوقف إطلاق النار الشامل في اليمن تحت مراقبة الأممالمتحدة. وأكدت نائبة المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية جالينا بورتر ترحيب بلادها باستئناف العملية السياسية في اليمن داعية الأطراف إلى الالتزام بوقف إطلاق النار على الفور، والدخول في مفاوضات تحت رعاية الأممالمتحدة. اليوم أصبحت الكرة بملعب المجتمع الدولي، وأولهم أمريكا وأوروبا والأممالمتحدة، لكشف حقيقة الحوثي، والتعامل معه لأجل سيادة واستقرار اليمن. علمًا بأنه العقبة الرئيسية، ودوافعه المغايرة التي تدور في خلده؛ إذ يشكل تهديدًا حقيقيًّا للشعب والبلد، ولن يكون معنيًّا بالسلام والجهود التي تبذل من أجل اليمن وشعبه، فليس سوى خادم لإيران عطفًا على ما يبديه المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن عن أملهم في السياسة الخارجية المعلنة من جانب الرئيس جو بايدن للضغط من أجل السلام، وإنهاء حرب السعودية باليمن، وقتلهم المدنيين بلا ذنب. من هنا يزداد الإيمان بأن الحوثي لا يريد سلامًا ولا حوارًا، وهو في ذروة مرحلة الضعف والخسارة.