أكد رئيس نادي جدة الأدبي في افتتاح ملتقى قراءة النص ال17 (الأدب العربي وفضاءات المثاقفة) أن الحركة الإبداعية والخطاب الأدبي لن يتوقف ما دامت مساحات النص (بكل أبعاده) مزدانة بالإبداع، مشيرًا إلى أن حضور الخطاب الأدبي والإبداعي بين نحن (بعقل الذات) ونحن (بمساحة الآخر واستحضاره) أصبح كفيلاً بصياغة منتج يخدم ثقافتنا، ويثبت أطناب هويتنا، ويرفع منزلة مبدعنا، ويبني جسورًا مع آخر كنا نراه ونسمعه ونحرم ملامسته أو نرتعد منه، واليوم نتثاقف معه. واستطرد د. السلمي: إن ملتقانا هذا العام جسر يعبر بأدبنا، أو يقرأ عبوره. وقدم د. السلمي شكره لأعضاء اللجنة العلمية للملتقى لجهودهم في اختيار عنوان الملتقى ومحاوره، وللشريك الاستراتيجي والداعم للملتقى: جامعة الأعمال والتكنولوجيا، ولرئيس مجلس أمنائها د. عبدالله صادق دحلان. مشيدًا بما قدمه ويقدمه للنادي، ومعتبرًا أن هذا الملتقى وما يحمله من شراكة حقيقية ودعم يشكّل أنموذجًا للشراكة الفاعلة بين رجال الأعمال والمؤسسات الخاصة من جهة، والمؤسسات الثقافية من جهة أخرى. ويقف د. السلمي عند الشخصية المكرمة هذا العام: الدكتور عبدالله مناع - رحمه الله - معتبرًا أنه مدرسة مستقلة من سمو الفكر وعمق الطرح وسعة الثقافة. وهذه شهادة للتاريخ أن المناع صعد كل منبر من الصحافة والإعلام والموسيقى والمسرح، والسينما والسياسة والفن؛ فهو مدرسة متنوعة التخصصات، عشق جدة، بحرها وأهلها. وأضاف بأننا كنا نرتب لتكريمه بتنسيق ودعم وتشجيع من أخي د. عبدالله دحلان غير أن القدر كان أسرع من خطوتي إليه. فرحمه الله، وأسكنه فسيح جناته. ونحن لا نملك إلا أن نقوم تجاهه بما يسعنا فعله من الدعاء أولاً، ثم بتناول منجزاته. فنعلن الليلة أننا طبعنا مقالاته وكتابًا آخر خطه المجايلون له والعارفون به؛ ليكون الكتابان أحد عناوين التكريم لهذا الرمز. كما عرضت على زملائي رؤساء الأندية أن يقيموا ندوات عن حياة ومنجزات المناع في مناطقهم من الحدود الشمالية فالجوف فنجران والباحة والرياض فأبها. وختم د. السلمي بتقديم الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة ولصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان نائب أمير المنطقة، ولصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة. كما امتدح خالد المالك في كلمته الدكتور عبدالله مناع، وقال إنه حالة خاصة بين الكُتاب.. (نص الكلمة في مكان آخر من هذه التغطية). في حين امتدح د. عبدالله صادق دحلان رئيس مجلس إدارة جامعة الأعمال والتكنولوجيا اختيار النادي الأدبي الثقافي بجدة موضوع الأدب العربي وفضاءات المثاقفة، مضيفًا بأن هذا الملتقى الذي يجمع الأدباء والمثقفين وأساتذة اللغة والأكاديميين في كل أنحاء المملكة ودول الخليج والعالم العربي لأول مرة يفتح المجال بدون حدود لجميع المهتمين بالأدب وقراءة النص من جميع أنحاء العالم هذا العام نتيجة إقامة هذا الملتقى من خلال البث المباشر من النادي. ويرى د. دحلان أنه من الضرورة القصوى العودة إلى ثقافات العصور القديمة في عالمنا العربي؛ إذ كانت هناك ثقافات وحضارات تركت لنا أثرًا، وربطها بالحاضر ضرورة. وعزم النادي الأدبي بجدة على تضمينها في هذا الملتقى ضمن محاوره الستة لما لها من أهمية قصوى. وأشاد د. دحلان بجهود نادي جدة الأدبي بقيادة الأستاذ الدكتور عبدالله السلمي وزملائه من أعضاء مجلس الإدارة والقائمين على اللجان، التي تخدم هذا الملتقى. وأضاف بأن مشاركة جامعة الأعمال والتكنولوجيا مع النادي في هذا الملتقى تنطلق من مسؤولياتها الاجتماعية لخدمة المؤسسات الثقافية والأدبية والفنية، وأن تبنّي الجامعة المنتدى الثالث يؤكد أننا شركاء أصيلون، ولا يمكن للجامعات الحكومية والأهلية أن تكون بعيدة عن الأندية الأدبية؛ فنحن نكمل بعضنا بعضًا. ووجّه د. دحلان رسالة لجميع الجامعات الحكومية والأهلية وإلى جميع مؤسسات القطاع الخاص والشركات والبنوك والغرف التجارية لمزيد من التعاون مع الأندية الأدبية، ودعمها ومساندتها. وأثنى د. دحلان على خطوة تكريم الدكتور عبدالله مناع - رحمه الله - بقوله: كما عودنا النادي الأدبي في تكريم الرواد من الأدباء والمثقفين والأساتذة والإعلاميين يأتي هذا العام ليكرم أحد أبناء هذا الوطن الذي عمل في مجال الأدب، وأضاف إضافات كثيرة للأدب وللإعلام والصحافة، وهو أستاذ الصحافة وعميدها، قضى فيها ستين عامًا بعد أن خدم في قطاعات مختلفة. ونيابة عن المشاركين في الملتقى جاءت كلمة د. سعد عبدالعزيز مصلوح التي أشار من خلالها إلى عراقة نادي جدة الأدبي ومكانته الكبيرة، مشيدًا بما قدمه الراحل الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين - رحمه الله - وإدارة النادي الحالية. وفي ختام كلمته تقدم د. مصلوح باسم المشاركين في الملتقى بالشكر لولاة الأمر في بلاد الحرمين الشريفين، وإلى القائمين على النادي. انطلقت بعد ذلك ندوة تكريم الدكتور عبدالله مناع برئاسة د. عبدالله المعطاني، ومشاركة د. عبدالله دحلان، ود. عبدالمحسن هلال، والأستاذ خالد المالك، ود. عمر يحيى. كما شاركت في الندوة زوجة الراحل د. مناع - رحمه الله - الأستاذة هدى أبوزنادة. وألقى المشاركون الضوء على جوانب من حياة ومسيرة الراحل ومنجزاته الأدبية والفكرية، وإسهاماته الثقافية.