حينما تكون الصورة واقعًا نتحدث عنها بإيقاع مختلف واضح للعيان وحين نتملك أبجدياتها تسعنا بوابة مشرعة بين القول والعمل والوضوح.. حينها فقط سنعرف أن الديار يسكنها قامات أدبية وبداخلها (إنسان) الأديب والقاص والروائي عبدالله بن محمد الناصر. مساحة تحمل صفاء البياض، وبياض يحمل حبر زرقة البحر، ونقاء كحبات رمل الصحراء بدفئها ونقائها، ونافذة مشرعة تُطِلُ على قامات نخيل وادي حنيفة من نبض قلب الجزيرة العربية (الدرعية) حاملةً أصالة الموروث. ومنها لاح آثار غبار وادي حنيفة ليكون غيمات المزن بحروفه. هو الصديق الذي لا أمله، وحين تكون ذاكرته دافئة يسيل وادي ذاكرته بين أصالة التعبير، وجوهر قوافي خزانة ثقافته، ومخاض تجربته فأوجدت كل التعابير لقلم من معين ذاكرة أصالته عبر زواياه في الصحافة، وأنشطته الإعلامية التي كثفت متابعيه بين الحين والآخر؛ لخلق حوار لا ينتهي بين الجذب وبعد الرؤية وحسبان الأثر لمحيطه المعايش، نكهة خاصة لمحاوريه كمتلقين يسكنهم متابعته، ورؤياه بثقة شجاعته الكتابية وملامحه بتفرد أسلوبه. ونراه كأديب يتلمس صفحات المفارقة في التعبير وملامح إحساسه في إيقاع مفارقاته وأسلوبه الأدبي الخاص بنكهته وتمايزه عن الآخرين في طبيعيته الأدبية. أما الحديث عنه كدبلوماسي في عمله بالجزائر وملحق ثقافي في بريطانيا لأكثر من عشرين عامًا فمليء بمفارقات كبيرة في المنجز والثقافة ومعاصرته لقامات الأدب بوابة لتاريخ مختلف يطول نقله بما يليق به قامة ومقامًا. وأما عن الناصر كأديب وقاص فإنه يمتلك أسلوبًا راقيًا في السرد الجميل لقصصه في جميع مطبوعاته من حيث الاختلاف. وحين تعانق إحدى مجموعاته القصصية لا تملك إلا جاذبية مواصلة القراءة؛ لأنك ستدرك في كتابته جمال تعبيره ليرسم للمخيلة عنوانًا وإحساسًا بتفرد الصياغة وكأنك أمام شاعر بأبعاد الصورة البلاغية ومدارك الحس الموسيقي. وكوني فنانًا تشكيليًا فإنني أدين له ببعض ما أستل فكرًا وترجمةً لبعض لوحاتي؛ ليقيني بأسلوبه التصويري الممتد من مخزونه الثري لفتح نافذة لعالم يثري فضاء لوحاتي. ولعلي اليوم وأنا أدوّن هذه الشهادة المعاصرة عنه أتذكر أنني وفي برنامج «كتاب وقارئ» لمقدمته ميسون أبو بكر الذي تمت استضافتي فيه تحدثت لأكثر من ساعة عن أحد كتبه وأسلوبه في التعبير؛ ليثير في داخلي تأكيد بناء رؤياه؛ لأميل إلى تتبع خطوته بين الرمز والواقع وهذه دلالة بأن الإيقاع في مجاميعه القصصية التي منحتني إثراء الكثير من لوحاتي البارزة والغاية التي أنسِب سرعة تأثيرها من مخيلة معجمه لذائقتنا كمتلقين لمحاورة كتاباته. ومهما قلتُ وقيل عنه سيظل الأديب عبدالله الناصر مؤثرًا بإبداعه، وثريًا؛ يثرينا بمعرفته، ووفيًا لوطن يحبه. ** **