أكد الناقد الدكتور سحمي الهاجري أن أكثر نصوص السباعي إثارة وهي روايته «فكرة»، لأنها تعبر عن إحساس مرهف يسعى من خلالها الكاتب إلى الانفتاح على العالم ويتخلى عن عاطفة التفكير، وقال: «مما يميزها أنها أول رواية محلية بطلها امرأة وهي شخصية مبتكرة ومرسومة بعناية؛ فيها وعي واضح لما استجد بعد الحرب العالمية الثانية من أحداث سياسية»، وزاد: «سعى في نصوصه الأدبية إلى الإصلاح والتنوير». وأعلن الهاجري في محاضرته «أديب مكة أحمد السباعي» التي ألقاها البارحة قبل الأولى في نادي مكة الأدبي عن بدئه في إعداد كتاب عن الرواد في الأدب السعودي، وقال :«نحن لا نزال نسير على أفكار الرواد؛ فشعب بلا رواد شعب بلا ذاكرة»، وأضاف: «على الرغم من قلة الموارد وصعوبة الظروف في ذلك الوقت إلا أن هؤلاء الرواد رسموا أنموذجا لازلنا نقتدي به حتى الآن». وتحدث الهاجري عن شخصية الأديب الراحل أحمد السباعي و إبداعاته في القصة وفي التربية والإعلام، وقال: السباعي من أبرز الرواد تأثيرا؛ فلم تقتصر إبداعاته على كتبه ومؤلفاته بل تعدى ذلك حيث يعتبر رائد المسرح؛ فقد ضحى بأرض تتسع لأربع عمائر واستقدم مخرجا على حسابه الخاص، وأضاف: رغم أنه يعتبر شيخ الصحفيين إلا أنه وصف بالأديب؛ وذلك يعود لأسباب ثلاثة يأتي في مقدمتها حصوله على جائزة الدولة في الأدب، ولان الأدب هو المصدر الأول للمعرفة حيث كان بوابته إلى دخول قضايا الشأن العام، وزاد في وصفه لشخصية السباعي: السباعي إنسان عصامي صنع نفسه بنفسه ولهذا تفرد برؤيته الخاصة وقد أعجب النقاد بقصص السباعي وحللوها فنالت الإعجاب مع أن تلك النصوص لها استقلالية خاصة عن غيرها؛ فهو يستخدم أساليب إبداعية لتوصيل فكرته للمتلقي فيختار النماذج القصصية إلى نفسه ويتركها تتحدث بلهجاتها ولو كان على حساب الفصحى؛ ولديه مهارات وملكات عالية في الكتابة رغم أنه لم يصدر إلا مجموعة قصصية واحدة ولكنها كانت كافية لتمنحه كل هذه السمعة وتمنحه الريادة القصصية، مشيرا إلى أنه كان هناك اتفاق بين النقاد بأنه كان قصصي بالفطرة ،ثم تطرق إلى بعض الأدباء الذين تناولوا نقد الإنتاج الأدبي للسباعي ومنهم معجب الزهراني ومنصور الحازمي.