يربط كثيرٌ من الرياضيين والمحلّلين عند الحديث عن مستوى ونتائج فريق الاتحاد لكرة القدم هذا الموسم ومركزه (حتى الآن) في مسابقة دوري الأمير محمد بن سلمان؛ مع وضعه وما كان عليه الموسمين الماضيين في المسابقة نفسها، حتى كثير من الاتحاديين يفعلون ويسيرون في نفس الاتجاه ويرددون عبارة متداولة (أين كان الاتحاد وأين صار؟) ويتناسى أولئك أو يجهلون أن الفريق الاتحادي الحالي الذي ينافس هذا الموسم بقوة على (المقاعد الأولى) في الدوري ويبحث عن (مركز آسيوي) ليس هو فريق الموسمين الماضيين، إنما هو فريق مختلف كثيرًا بأسمائه وعناصره وقائمته المشاركة، فهو يضم عشرة لاعبين - فريقاً كاملاً - تقريبًا لم يكونوا مشاركين معه في الموسم الماضي، ما بين محترفين أجانب تم استبدالهم أو من تمت استعادتهم، ومحليين (جدد) تم استقطابهم أو منح الفرصة لهم، ويعتبرون بمثابة إضافة قوية للفريق وتدعيمًا لصفوفه ولدكة البدلاء، وهو أمر يسجل لإدارة النادي وعملها المميز في هذا الاتجاه، خاصة نائب رئيس النادي أحمد كعكي (المشرف العام على الفريق) وما قام به هو نتاج الاستقرار الإداري الذي نادينا به كثيرًا، حتى وإن كان العمل أقل من المطلوب كثيرًا، وذلك يعود إلى الملاءة المالية، والتي كانت سببًا في عدم الحصول على (شهادة الكفاءة المالية) التي حرمت النادي من الاستقطاب في فترة التسجيل الثانية (الشتوية) رغم الحاجة الماسة للتغيير وإكمال النقص الواضح والمؤثِّر على الفريق، حتى يكمل (العمود الفقري) وتحديدًا صناعة اللعب وراس الحربة (اللاعب الهداف) وكان المؤمل أن يسهم الاستقرار الفني باستمرار السيد كاريلي في الاستفادة بشكل أكبر وأكثر وأقوى مما يقود به الفريق باعتبار معرفته التامة به وجميع لاعبيه، ومعرفة مع المجموعة وبالتالي سهولة وسرعة الانسجام، وأيضاً معرفته وإلمامه التام بجميع فرق الدوري ومستوياتها وطريقة لعبها، مما يسهل عليه اختيار الطريقة الأنسب للعب والأكثر نجاعة أمام الفرق وفرض شخصيته عليها خلال المباريات، وهو ما لم يحدث في كثير منها، وخسر الفريق بسبب ذلك الكثير من النقاط المتاحة، ورغم ذلك احتل المركز الثالث بعد الجولة الحادية والعشرين، وهو قادر على أن يحافظ عليه إن وجد عملاً فنيًا يتواكب وعناصره وأدواته على النحو الذي كان في بعض المباريات وآخرها مباراة القادسية. كلام مشفَّر * أربعة أسماء محترفين غير سعوديين يشاركون مع الفريق الاتحادي هذا الموسم لم يكونوا موجودين الموسم الماضي، هم (الهرم) أحمد حجازي والبرازيلي برونو هنريكي والعائدان رودريغيز وبريجوفيتش بعد استعادتهما. * أما اللاعبون المحليون الذين تمت إضافتهم فهم (عبد المجيد السواط وعبد العزيز الجبرين وعمر هوساوي وعبد الرحمن اليامي وحمد آل منصور)، بالإضافة إلى مهند الشنقيطي الذي لم يكن يشارك في الموسم الماضي. * قليلة هي المباريات التي وجد فيها الفريق الاتحادي عملاً فنيًا حقيقيًا هذا الموسم، رغم الفوز في تسع مباريات والتعادل في ثمانية، كواحد من أكثر ثلاثة فرق تعادلاً مع الفيصلي والقادسية وخسر أربع مباريات، وهو أقل فرق الصدارة الأربعة تسجيلاً للأهداف (30 هدفاً). * مباراة القادسية (الجولة 21) أكثر مباراة ظهر فيها للفريق عمل فني بعد (الضغط) والانتقادات الكبيرة التي وجدها المدرب إعلاميًا وفي وسائل التواصل الاجتماعي، فتغيَّر التشكيل والأسلوب وخطة اللعب وفي ذلك تأكيد على أن ما كان يطرح صحيحًا ولمصلحة الفريق. * من دلائل سوء العمل الفني أن الفريق لا يستفيد من الضربات الركنية، حتى إنه في مباراته الأخيرة حصل على 8 ركنيات، استفاد من واحدة (هدف زياد) وقبله له هدف واحد من ركنية سجله الهرم في مرمى الأهلي بالقدم. * يقول حمد المنتشري إن دفاع الاتحاد سجَّل في أحد المواسم (23) هدفًا موزعة بين (رضا تكر وأسامة المولد وحمد) وأقول هذا الموسم احتسب له أكثر من سبعين ضربة ركنية (حتى الآن) لكنه لا يسجِّل ولا يستفيد منها، رغم وجود لاعبين طوال القامة، وتحديدًا حجازي وزياد وبرجوفيتش وأيضاً كمارا. * ذلك دليل كبير على غياب بعض العمل الفني والاستفادة من مزايا الفريق وأدواته، والأمر ينطبق على الكرات الثابتة أمام المرمى، فلا يستفاد منها ولا تلعب حتى بشكل يدل على أن هناك تدريباً عليها، وحتى دكة البدلاء لا يُستفاد منها بشكل عملي قوي وفني مفيد، وإنما تغييرات تقليدية محفوظة.