إن مرض التهاب البروستات مبالغ بكثرته هنا ومع الأسف يقوم بعض الأطباء أحيانا بعلاج عدد من المراجعين الذين يشتكون من بعض الأعراض البولية أو التناسلية، سواء كان سببها عضوياً أو غير ذلك، على أساس انهم مصابون بالتهاب البروستات ويعطونهم العلاجات القوية والمختلفة لمدة طويلة وقد يخضعونهم لجلسات أسبوعية متكررة ويكون في هذا استنزاف للوقت والجهد والمال هذا بالإضافة إلى القلق والتعب النفسي الذي يصاب به الشخص المعالج وكل ذلك دون أي مبرر. والسبب في ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى الطبيب المعالج الذي لا يمضي الوقت الكافي مع المريض، ويهمل الأمور السريرية ويعتمد فقط على نتائج الفحص المخبري لسائل البروستات الذي قد يتعرض في بعض الأحيان للتلوث أثناء أخذ العينة أو يكون فيه بعض التغيرات البسيطة لأسباب أخرى دون أن يعني ذلك حقا التهاباً في البروستات. إن الطبيب كان يسمّى في السابق «الحكيم» لانه بدون الحكمة فلن يستطيع ان يكشف ويعالج الأمراض بشكل صحيح، ولا بد من أجل تشخيص التهاب البروستات الجمع والمطابقة بين شكاية المريض والفحص الطبي الدقيق والفحوص المخبرية وربما الشعاعية أحيانا، إذا احتاج الأمر إلى إعادة الفحص الطبي أو المخبري قبل أن نبدأ بالعلاج. وأنا لا أريد بذلك أن أقلل من أهمية هذا المرض الذي يحتاج عند وجوده إلى علاج دقيق وفعال وربما طويل الأمد بحسب نوعه ومسبباته ولكني أحب أن أخلص إلى القول بأن الطبيب المعالج لا بد أن يتوفر فيه أمران لا غنى عنهما: العلم والإخلاص في العمل. (*) استشاري المسالك البولية والتناسلية