سؤال يجب أن يطرح بقوة ويناقش بقوة لأنه يستحق الطرح ويستحق المناقشة بوضوح وصراحة. أقيمت ثلاثة لقاءات ثقافية ناجحة جداً في جامعة الملك سعود بالرياض من فعاليات معرض الكتاب الدولي لهذا العام، محاضرة للشيخ عايض القرني، ومحاضرة للشيخ صالح بن حميد، وأمسية شعرية أحياها الشاعر عبدالرحمن صالح العشماوي والشاعر فهد المعطاني، وهي لقاءات ناجحة بكل مقاييس النجاح التي نعرفها، وضيوف لهم حضورهم الثقافي والفكري والأدبي، وتخطيط سليم، وحضور يملأ القاعة يتجاوز ثلاثة آلاف شخص غير حضور النساء في قسم الطالبات في عليشة الذي كان يتابع من خلال الشبكة التلفزيونية والذي تميز بالكثرة والمتابعة، أين صحافتنا عن تغطية هذا النشاط الكبير؟ لماذا لم تحضر؟ باستثناء ما كتبته الاقتصادية في عدد يوم الخميس 27/7/1423ه عن الأمسية الشعرية من كلام تشكر عليه. أين تلفزيوننا العزيز عن هذه اللقاءات الناجحة والمفيدة، وأين إذاعتنا عنها؟ لقد شاهدت في تلفزيون البحرين أمسية كاملة مدتها أكثر من ساعة للشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي، وكانت مادة تلفزيونية جميلة ناجحة، فهل يعز على تلفزيوننا أن يقدم للمشاهدين مثل هذا النشاط الثقافي الممتاز؟ إني أشعر بالفرحة والانتشاء حينما أحضر كثيراً من اللقاءات والمحاضرات والأمسيات الشعرية لرموز ثقافية وأدبية ناجحة في بلادنا، ولكنني أشعر بالحزن حينما أرى هذه المناشط لم تنقل الى الناس في الصحافة أو التلفزيون وأشعر بالخسارة في عدم وصولها الى عامة الناس الذين يضيعون مع الشاشة في كثير من البرامج التي لا تفيد. أمسية معرض الكتاب الدولي في جامعة الملك سعود كانت من الأمسيات النادرة فعلا، شاعر كبير بحجم العشماوي، يشاركه شاعر مجيد وهو الأستاذ المعطاني وجمهور كبير محب للشعر متفاعل معه، ومقدم للأمسية أديب وناقد وهو الدكتور عبدالرحمن السماعيل أستاذ النقد بجامعة الملك سعود، كلية الآداب، أمسية ناجحة بكل المقاييس فلماذا تتجاهلها الصحافة، حتى الصفحات الثقافية في جريدة الجزيرة رغم أن الدكتور العشماوي أحد أبرز كتاب هذه الجريدة إلا أنها ما أشارت الى الأمسية بعبارة واحدة فلماذا؟ لماذا يغيب النشاط الثقافي الناجح عن وسائل اعلامنا، أعطوني سببا واحدا يقنع في تبرير هذا الغياب. الدكتور محمد السديس أستاذ الأدب في كلية الآداب بجامعة الملك سعود علّق على الأمسية الناجحة تعليقا طريفا صفق له الجمهور قال: أنا معجب هذه الليلة بهذا الشعر الرائع وهذا الالقاء الجميل، وأكد أن هذه الأمسية متميزة بالمشاركين فيها وخاصة الشاعر الكبير عبدالرحمن العشماوي، وبالجمهور الذي كان يتفاعل بصورة رائعة مع الشاعرين، ويكاد يطير مع قصائد العشماوي، وشكر الدكتور السديس من الأعماق جامعة الملك سعود على هذا النشاط الممتاز في هذا العام، وأشار الى التلاحم بين جامعات المملكة ومؤسساتها الثقافية الذي هو جزء من تلاحم المملكة الكبير. وهناك فكرة جميلة أحب أن أشيد بها وهي فكرة التوقيع على الدواوين من قبل صاحبها الشاعر عبدالرحمن العشماوي حيث رأيت عشاق شعره يتزاحمون عليه في جناح مكتبة العبيكان بين المغرب والعشاء ليوقع لهم على دواوينه بصورة كانت رائعة وفيها مظهر ثقافي ممتاز. بيت من الأمسية يقول العشماوي من قصيدة عنوانها يا خالق الكون: للغرب عين ترى طفلا رمى حجراً ولا تشاهد صاروخاً إذا ضربا صفق الجمهور لهذا البيت كثيراً لأنه يصور المأساة الحقيقية لما يجري علنا في هذا الوقت من ظلم الأعداء في بيت واحد ممتع. لماذا غابت الصحافة؟ سؤال مهم نرفعه إلى مقامات رؤساء التحرير في صحفنا.