من الصعب بمكان ان نضع وجها للمقارنة بين الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي والشاعر محمود الحليبي في الامسية التي اقيمت مؤخرا على بساط احدية المبارك الثقافية فكان الوضع متفجرا بالحضور من كل طبقات المثقفين من داخل الاحساء وخارجها الذي لا يحتمل الا شاعرا واحدا اضطر القائمين على الامسية الى نقل الامسية الى مجلس المبارك حيث كان للشاعر العشماوي حضوره كالعادة تلمس احاسيس ومشاعر الحضور ووصف حضوره الى الاحساء بانه وهج المشاعر في البلد الطيب في مساء جميل ليمد جسور الكلمة الشعرية (اما ما اشعلت بالاشواق ناري) قصيدة بدأ بها العشماوي رحلته في الامسية بكل هدوء حتى وصل الى العمق بمعاناته كشاعر اسلامي ليلحق قصيدته هذه بقصيدة اخرى (نحن كالشمس وضوح). بعدها قدم الحليبي نفسه في الامسية فوضح تعامله مع الحضور والجو المفعم بالمشاعر المتجه نحو العشماوي واضعا النقاط على الحروف وشكر الشيخ احمد المبارك راعي الاحدية على تفضله بدعوته للمشاركة في الامسية ليقدم بعدها تحيته للضيف وقصيدة مهداة للشاعر العشماوي (ضميني) وقصيدة اخرى (شكرا لكم) تفاعل معها الحضور بكل حماس استطاع الحليبي ان يوجه الانظار اليه كشاعر متمكن، العشماوي وفي جولته الثانية لم يخرج عن اطاره المعهود بالرغم من الحاح مقدم الامسية نبيل المحيش في القاء قصيدة في الاحساء او حتى في الغزل حيث اعطى العشماوي احاسيسه ومشاعره في هذه المرحلة الصعبة للاسلام والمسلمين فولدت قصيدة (سحب تلوح) جسد فيها الشاعر المعاناة الحقيقية التي تمر فيها الامة حتى وصل الى قصيدته الثانية (وبغداد) فقد كان للقصيدة وقع كبير على مشاعر الحضور. بعدها حاول الشاعر الحليبي ان يخرج عن اطار العشماوي بقصيدة اجتماعية (وتزوج على اخرى) ثم بقصيدة ضد المؤجرين بعدها واصل الشاعر ان تقديم الامسية من خلال عدد من القصائد فالعشماوي قدم قصيدة (على شط دجلة والفرات) وقصيدة (اعاني من الفراق والاسى) وقصيدة (قالوا ارح عينيك) وقصيدة (ضدان يا اختاه) ليتيح لنفسه التحدث وبكل صراحة حول الازدواجية في الشخصية من خلال تجربته التي تلمسها من احدى الاخوات المسلمات بعدها قدم قصيدة (رسالة من عاشق فلسطين) ثم عرج مقدم الامسية نبيل المحيش على الحليبي ليقدم قصيدة اجتماعية (اعترافات امرأة مهزومة) ليواصل الشاعران تقديم قصائدهما في الامسية وسط تفاعل من الحضور واخيرا تمت المداخلات والاسئلة من قبل الجمهور. عموما الامسية تعتبر من الامسيات الجميلة التي قدمتها الاحدية حيث حضر الامسية راعيها الشيخ احمد المبارك واسرة آل مبارك وعدد من المثقفين وجمهور الشعراء وقد اكد الشاعر محمود الحليبي حضوره بالرغم من أن الامسية كانت عشماوية حيث استطاع الحليبي ان يخرج من اطار المقارنة بينه وبين العشماوي من خلال وجه مختلف في كثير من الامور. جانب من الجمهور