مع الأيام الأخيرة من فبراير، وفي أجواء شتوية ماطرة حالمة في الرياض، تسبق دخول فصل الربيع، أخذت الجميع عالياً إلى حب جمال محيط شامل، امتد لكل شيء بحكم التأثر والتأثير، ولأن للرياض عاصمة الوطن الغالي مكانتها الكبيرة الخاصة على كل الأصعدة، فإن جزئية رومانسيتها العذبة وردت في سياق قصائد الكثير من الشعراء على اختلاف أجيالهم وتجاربهم الشعرية. ومن أبرز من جسّد أجواء الرياض الشاعرية الحالمة بتجلّي خالد هذه الأيام، الشاعران الكبيران الأمير بدر بن عبدالمحسن والشاعر والروائي والقاص الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- الذي قال: وحين تغيبُ الرياض أحدّق في ناظريك قليلاً فأسرح في «الوشم» و«الناصرية» وأطرح عند «خريص» الهموم وحين تغيبين أنتِ أطالع ليل الرياض الوديع فيبرق وجهك بين النجوم وفاتنة أنتِ مثل الرياض (ترق ملامحها في المطر) ويقول الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن: في الليالي الوضح.. والعتيم الصبح.. لاح لي وجه الرياض.. في مرايا السحب.. كفّها فلة جديله من حروف.. وقصة الحنّا طويله في الكفوف.. من نده عطر الرفوف.. لين صحّاه.. في ثيابك يا ألف ليله.. وفي الهبوب.. انثنينا يا هبوب النعاس والحلم.. ألف غصن من اليباس.. فز لأجلك.. وانثنى.. اكسري الأوهام كاس والمواجع فم.. وإن عشقتيني أنا.. ما أبي من الناس ناس.. ما علينا لو طربنا وانتشينا.. آه ما أرق (الرياض) تالي الليل.. أنا لو أبي.. خذتها بيدها ومشينا..