نشرت خلال الأسابيع الماضية الجزء الأول والثاني من موضوع (الفنان التشكيلي السعودي ومتطلباته)، وذلك حسب ما تم جمعه وتصنيفه لآراء الفنانين التشكيليين الذين تجاوبوا مع سؤالي: ماذا يحتاج الفنان التشكيلي السعودي؟ وما هي متطلباته؟ فكما ذكرت سابقاً أني قد فوجئت بعدد الأجوبة التي وصلت إلي ومدى تنوعها, لذلك تم تصنيفها حسب الجهات المسئولة عن تلبية هذه الاحتياجات للفنان التشكيلي التي تحددت بالآتي: (المجتمع, الإعلام, وزارة الثقافة, وزارة التعليم, الجهات والهيئات الحكومية, الجهات الخاصة). وتطرقنا في الجزء الأول إلى المجتمع والإعلام, وفي الجزء الثاني إلى وزارة الثقافة ووزارة التعليم, وفي هذا الجزء الثالث والأخير سنختمها بالحديث عن الجهات والهيئات الحكومية, والجهات الخاصة. ولهذا ستكون هذه المقالة طرحاً موجزاً أمام هذه الجهات المعنية، على أمل أن تأخذ اهتمامها وتضعها ضمن مقترحاتها لخطط قادمة، نتأمل منها أن يكون فيها الفنان التشكيلي السعودي هو المستفيد من هذه المقترحات, وهي كالتالي: خامساً: متطلبات الفنان التشكيلي السعودي من الجهات الحكومية: لوحظ أن هذه المتطلبات التي يحتاج إليها الفنان التشكيلي السعودي من الجهات الحكومية بشكل عام هي الأقل عدداً في المتطلبات التي ذُكرت في إجابتهم عن سؤالي, نذكر منها التالي: 1 - الالتزام بقرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- باقتناء الأعمال الفنية للمواطنين من قبل الجهات الحكومية كوزارة الصحة والدفاع والتعليم و.. غيرها, وعرضها في المقرات الرسمية دعماً للفنان التشكيلي السعودي. 2 - اهتمام المؤسسات التي من شأنها الاستفادة المباشرة من الحراك الفني التشكيلي والإنتاج المصاحب له، كوزارة السياحة والهيئة العامة للتراث، والمؤسسات التي قد تستفيد من منتجات الفنان التشكيلي كبقية الوزارات والهيئات الحكومية، بحضور ودعم المعارض الفنية التشكيلية وحرصها على اقتناء أعمال الفنانين السعوديين وتوثيقها، باعتبارها ثروة يزداد ثمنها كلما تقادم تاريخها. 3 - إعفاء من الضريبة المضافة على المستلزمات الفنية الغالية السعر, دعماً لعمل الفنان التشكيلي الذي يعد إنتاجه الفني من أهم مقومات الثقافة السعودية. 4 - إتاحة الصالات الموجودة في مقرات الجهات والهيئات الحكومية المناسبة لإقامة فعاليات تشكيلية ومعارض فنية لتعريف منسوبيها بالفن التشكيلي السعودي وأهم الفنانين ورفع ذائقتهم الفنية. 5 - إصدار تعاميم وزارية صادرة من قبل الجهات المسئولة عن الفنادق والمنتجعات والاستراحات، يتضمن اقتصار اقتناء أعمال فنية سعودية لتزيين مقراتها. 6 - ضرورة اهتمام أمانات المدن والبلديات والجهات المسئولة عن الحدائق العامة والساحات العامة والمطارات بتزيينها بالإنتاج الفني السعودي كالميادين الجمالية والجداريات الفنية. 7 - إعطاء تسهيلات خاصة للفنان التشكيلي لمساعدته على إنجاز معاملاته الحكومية التي تختص بعمل إجراءات إقامة معرض فني أو فعاليات ثقافية. 8 - منح تسهيلات لأصحاب الصالات الفنية التي تقدم حراكاً ملحوظاً للفن التشكيلي السعودي. 9 - تبني المبادرات الفنية التي يقدمها الفنانون دعماً للفن التشكيلي السعودي. 10 - العمل مع وزارة الثقافة جنباً إلى جنب بغرض تسويق المنتج التشكيلي للفنانين السعوديين. 11 - تبني مسابقات فنية تشكيلية تعمل على رفع المستوى الفني لأفراد المجتمع ودعم الموهوبين فنياً مع تخصيص جوائز مناسبة للفائزين. سادساً: متطلبات الفنان التشكيلي السعودي من الجهات الخاصة: جميع المتطلبات التي يجب على الجهات الحكومية توفيرها للفنان التشكيلي السعودي، تنطبق معظمها على المتطلبات من الجهات الخاصة، والتي تتمثل في: (الصالات الفنية, البنوك, المستشفيات الخاصة, الفنادق العالمية والمحلية و.. غيرها)، ولكن هناك متطلبات تنفرد بها هذه الجهات الخاصة، مثل: 1 - النهوض بمستوى الفنان التشكيلي السعودي, من خلال تبني موهبته ورعاية معارضه واقتناء أعماله الفنية وإمداده بالخامات والأدوات لإعانته على الإنتاج الفني دون القلق على عملية التسويق وملاحقة المقتنين, من خلال تفعيل نظام الوكالة الفنية للفنان السعودي دون استغلال مادي له. 2 - التسويق المحكم للفن التشكيلي السعودي من قبل المؤسسات المصرح لها برعاية الفنون, كونها تعتبر واجهة العالم ونقطة وصل مهمة بين الفنانين التشكيليين ومؤسسات الفنون العالمية، وعليها السعي للاطلاع على أبرز الفعاليات العالمية لمشاركة الفنان السعودي. 3 - تبني المبادرات التي يقدمها الفنانون والعمل مع المؤسسات الحكومية جنباً إلى جنب بغرض تسويق المنتج التشكيلي للفنان السعودي. وأخيراً.. نؤكد دور الفنان التشكيلي السعودي في مجتمعه، كونه أحد أفرادها, يتأثر ويؤثر بالمواضيع التي يطرحها مشاركة منه في قضاياها، والفن التشكيلي هو أساس ارتقاء الأمم وتطور الشعوب عبر التاريخ، وهو الوجه الحضاري لكل أمة في تربية وتنمية الجانب الوجداني والروحي لأفرادها، ولن يرتقي الفنان التشكيلي ولن يحقق طموحه ويقوم بدوره الاجتماعي ما لم يتلقَّ الدعم المعنوي والمادي من مجتمعه الذي يعيش فيه، ومن الجهات الحكومية والخاصة التي ترعى الفنون التشكيلية. ** ** د. هناء بنت راشد الشبلي - فنانة تشكيلية- الرياض