مع وصول الرئيس جو بايدن لسدة الحكم في أمريكا ومباشرته وحكومته أعمالهم ظهر الملف الخارجي على رأس أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة التي تواجه تحديات خارجية عديدة أولها حرصها على العودة لقيادة العالم بالتعاون مع حلفائها في أوروبا والشرق الأوسط وشرق آسيا. ولذلك يعد ملف الشرق الأوسط ذا أهمية بالغة تتطلب نشاطاً دبلوماسياً كبيراً من أمريكا يسهم في الحل السياسي في دول أرهقتها الفوضى مثل اليمن وسوريا وليبيا والعراق ولبنان وذلك بمنع القوى الإرهابية التي تعبث بها، وعلى رأسها إيران وميلشياتها الإرهابية، وفي الوقت الحاضر، ينبثق بوضوح المحاولات الجادة بعد جملة من التصريحات والتحركات الأمريكية، فالعالم اليوم يشهد نشاطاً واسعاً في دبلوماسية المنطقة، وستظل المعلومات التي قد تصدع يقين النظام الإيراني وتجعله من الضحايا بملء إرادتهم، تلك الطرائق التي يمكن أن تستخدمها أمريكا وأوروبا بإيقاف النظام الإيراني عن مزاولة أنشطته الإرهابية، وهذا ما سنشهده مستقبلاً. ولن ينفعهم ذلك الغرور وتلك السيطرة اللتان ارتبطتا ارتباطاً كلياً بالنظام، فقد عكفوا على صناعة الإرهاب واتقنوا اللعبة وجعلوا العراق ساحة قتال ومواجهات دامية وتصفية حسابات، ويهدد هذا النظام الإرهابي أمن واستقرار الدول العربية عبر ميليشياته، واستهداف الحوثيين للمنشآت المدنية في السعودية واليمن. لقد ازداد حرص أمريكا على تأييد الدول التي تعاني إرهاب إيران، وأكد قائد المنطقة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث ماكنزي، أن «إيران رعت الإرهاب على مدى 40 عاماً، وقامت بتصرفات سيئة ليس فقط في المنطقة، بل على مستوى العالم». وإن «إيران تستعمل العراق كساحة معركة ضد الولاياتالمتحدة»، واعتبر أن «إيران مصدر أساسي للاضطراب في سوريا واليمن». وشدد على أن «الولاياتالمتحدة ستتابع مساعدة السعودية في تحسين قدراتها للدفاع عن نفسها ضد أي هجمات». يمكننا الحديث هنا عن الآثار المدمرة للحرب على الشعوب والممتلكات وحجم الخسائر البشرية والمادية والصراعات القائمة، ومواجهة التهديد الذي يمثله إرهاب إيران وفيروس كورونا كوفيد 19، ما من شك أن واشنطن تتبع الآن دبلوماسية بايدن المدعومة اقتصادياً وعسكرياً وهي تدين هجمات الحوثيين وسلوكهم البغيض ضد المدنيين وستواصل الضغط على قيادتهم في اليمن، كما تساند الولاياتالمتحدة الرؤية الليبية بأن تكون ليبيا دولة يعمّها السلام ومزدهرة وموحدة مع حكومة شاملة يمكنها تأمين البلاد وتلبية الاحتياجات الاقتصادية والإنسانية لشعبها، ولكن هل تعد هذه التطورات مؤشراً على استقرار المنطقة وينتهي الإرهاب؟