يتوافد زعماء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى العاصمة الأمريكيةواشنطن تلبية لدعوة الرئيس الأمريكي، لإجراء محادثات تهدف إلى إرساء استراتيجية أمنية جديدة في المنطقة وتبادل الرؤى فيما يتعلق بالاتفاق الأمريكي مع إيران الذي يجري طبخه لإعلانه في يونيو القادم. وسوف يستقبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما الزعماء الخليجيين يوم الأربعاء في البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية الفيدرالية واشنطن. وتعقد المحادثات في اليوم التالي في منتجع كامب ديفيد الرئاسي الشهير في ولاية ميرلاند على مسافة 100 كم شمال غرب واشنطن. وينوب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في رئاسة الوفد السعودي إلى القمة، يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد وزير الدفاع. ويحضر القمة الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، والشيخ سلمان حمد آل خليفة ولي عهد البحرين ممثلاً للعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ممثلاً لرئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وفهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء في عمان ممثلاً للسلطان قابوس بن سعيد. وتسعى واشنطن الى تبديد مخاوف دول الخليج من اتفاق الدول الغربية مع إيران بشأن الملف النووي، والسلوك الذي بدا وكأنه نأي أمريكي عن التصدي لمحاولات الهيمنة الإيرانية على الدول العربية في منطقة تشهد نزاعات متفجرة واحتمال استمرار قدرة ايران على تطوير سلاح نووي بموجب الاتفاق النهائي الذي تحاول الدول الكبرى التوصل اليه مع طهران في الشهر المقبل. وتبدي دول الخليج قلقا ازاء النفوذ المتزايد لايران في العراقوسوريا ولبنان واليمن. وكان وزير الخارجية الامركية جون كيري التقى قبل أيام في باريس وزراء خارجية دول الخليج للتحضير للقمة الخليجية الأمريكية. وقال مسؤول امريكي ان احد اهم اهداف هذه القمة سيكون بحث مسألة تشكيل بنية دفاع مشتركة في الخليج تشمل «مكافحة الارهاب والامن البحري والامن الالكتروني ومنظومات الدفاع البالستية المضادة للصواريخ». وقال كيري في أثناء محادثات أجراها في الرياض الأسبوع الماضي إن المحادثات ستبحث «كيف يمكننا تقديم تطمينات أكبر بشأن المسار القادم إلى جانب وضع تصميم يسمح لنا بالتعاون على نحو أكثر فاعلية»، في إشارة العلاقات فيما الاتفاق الأمريكي الإيراني. كما من المفترض ان يتم التباحث خلال القمة في النزاعات التي تشهدها سوريا وليبيا والعراق. وتأخذ الدول الخليجية على واشنطن ترددها وأخيراً تقاعسها عن مساندة الشعب السوري للإطاحة بنظام الأسد، وبدا الموقف الامريكي في سوريا منحازاً لإيران، فيما ترى دول الخليج أن إيران تحتل سوريا بجلبها ميلشيات متعددة الجنسيات لمقاتلة السوريين في أرضهم ومحاولة إخضاعهم لنظام الأسد بهدف استمرار النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان. وهو النفوذ الذي يثير الفتن والاضطرابات في الدول العربية ويتمدد إلى بلدان عربية أخرى، آخرها اليمن، حيث تشعل ميلشيات الحوثيين الموالية لإيران حربا ضد اليمنيين لفرض النفوذ الإيراني في اليمن، مما اضطر المملكة والدول العربية لتشكيل تحالف عسكري لمواجهة عبث الحوثيين في اليمن، وبدأت عمليات «عاصفة الحزم» في 26 مارس الماضي لتحرير اليمن من القبضة الحوثية وإعادة الشرعية وإنفاذ المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني. وشدد خادم الحرمين الشريفين قبل يومين على أن «عاصفة الحزم» تهدف إلى «نصرة اليمن الشقيق والتصدي لمحاولة تحويله الى قاعدة تنطلق منها مؤامرة اقليمية لزعزعة الامن والاستقرار في دول المنطقة وتحويلها الى مسارح للارهاب والفتن الماحقة والصراع الدامي على غرار ما طال بعض دول المنطقة». وتمارس الميلشيات الإيرانية في العراق انتهاكات واسعة للسيادة العراقية وتوغلاً على حكومة بغداد وتستهدف العراقيين العرب بحرب طائفية معلنة غير مسبوقة في التاريخ الحديث للمنطقة. وتتطلع الدول الخليجية إلى إقناع واشنطن بأهمية دورها المساند لتأمين المنطقة وكبح جماح إيران المثير للفتن والاضطرابات في الدول العربية والمنطقة. وتشارك عدة دول خليجية بينها المملكة في عمليات عسكرية تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي الذي يحتل مناطق واسعة في شمال العراق وشرق سوريا ولا يخفي نيته مهاجمة جميع البلدان العربية تقريباً. وترى الدول الخليجية أن سبب صعود قوى إرهابية مثل داعش وإنتاج مثيلات لها في المنطقة هو الحرب الطائفية التي تشنها إيران وميلشياتها في سورياوالعراق ولبنان اليمن.