هذا المرض يصيب الاطفال عامة وهو يصيب الجهاز العصبي نتيجة الاصابة بفيروس شلل الاطفال الذي يأتي عن طريق الفم لدى المصاب، نتيجة التلوث ويتكاثر بالجهاز الهضمي.. تكون بداية المرض بعد فترة حضانة حوالي 10 ايام ومن ثم تبدأ الاعراض على هيئة التهاب بالحلق وارتفاع في درجة الحرارة، صداع، غثيان وخمول عام وهذه الاعراض تشابه معظم اعراض الالتهابات الفيروسية التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي ومن الصعب تشخيص المرض في هذه المرحلة او التكهن بذلك. حوالي اكثر من 95% من المصابين يشفون بإذن الله ولا يتطور المرض الى اكثر من هذه الاعراض، اما حوالي 2-3% يتطور المرض فيصاب المريض بشلل في الاطراف وهو شلل دائم لا شفاء فيه ويحتاج المريض كمعاق بدني الى تأهيل وعلاج مستمرين حيث ان الخسارة البشرية والمادية لا تقارن بقيمة التطعيم. لذا من اهداف الحملة اعطاء جرعتين خلال شهر للاطفال دون الخامسة من العمر حيث لا يتعارض ذلك مع جدول التطعيمات العادي وذلك لتنشيط من لديهم مناعة واعطاء مناعة لمن ليس لديهم مناعة، كما ان الحرص على اخذ التطعيمات الاساسية في حينها والاهتمام بمبادئ النظافة العامة وخاصة غسل اليدين بعد قضاء الحاجة وقبل الاكل وكذلك نظافة اواني الطعام تسهم في الوقاية من المرض. دور التطعيمات في استئصال الامراض المعدية ومنها شلل الاطفال: تعد التطعيمات من اعظم انجازات الطب الحديث في هذا القرن وذلك في نجاحها من الحد واستئصال معظم الامراض المعدية والوبائية، الامر الذي لم يتحقق بوسائل العلاج الاخرى مثل العقاقير، وخير مثال لذلك الجدري الذي استؤصل من العالم منذ السبعينيات وهذا الجيل لا يعرفه الا من خلال آثاره على وجوه المصابين من الشيوخ وكبار السن. وبنظرة عاجلة إلى الامراض التي يشملها التطعيم يلاحظ المرء انها كلها امراض معدية وفتاكة ومعظمها ان لم تكن كلها تصيب الجهاز العصبي ولا يوجد دواء شافٍ لمعالجة المصاب، واذا حدثت اي مضاعفات فتتسبب في اعاقة دائمة بدنية كانت ام ذهنية، لذا يمكننا القول إن التطعيم هو الاساس في الحماية من شر هذه الامراض وعواقبها العاجلة والآجلة، وشلل الاطفال خير مثال لما ذكرت آنفاً. الدكتور عبدالله الحربش استشاري طب الأطفال والغدد