إنها لمناسبة عزيزة على قلوبنا أن نشكر أولي الفضل من معلمينا الأفاضل، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، وبمناسبة «يوم تكريم المعلم» وإن كان المعلم يستحق منا التكريم والتبجيل كل لحظة وكل ثانية ولا يتقيد تكريمه بيوم معين، أو يقترن بمناسبة خاصة، فنذكر المعلم في كل لحظة من حياتنا، ونكرمه في كل مناسبة إذ إنه هو من أضاء لنا معالم الطريق وهو ذلك المعين الذي ننهل من علمه، ونتفيأ ظلال معرفته طوال فترة دراستنا فأستميح قراءنا الكرام بتوجيه رسالة مختصرة لمعلمينا الأفاضل: معلمي الكريم: إن كانوا قد حددوا يوما معينا لتكريمك فلا يعني ذلك تجاهلك بقية العام، فنحن نذكرك في كل موقف من حياتنا نذكرك موجهاً فاضلاً، ونذكرك قدوة صالحة، ونذكر تعاملك الحسن، وأسلوبك الراقي فلا نملك إلا الدعاء لك. نتصورك كالشمعة التي استمرت بالاحتراق وهي في ذات الوقت مستمرة في الإنتاج والعطاء فلقد أمضيت عمرك في ردهات الفصول وقاعات العلم.. تعلم الجاهل وترشد التائه تبذل العرق ليجني طلابك الرحيق، ولقد دفعك سمو رسالتك إلى تحمل أخطاء طلابك، والصفح عن جاهلهم، واللطف بهم وفي معاملتهم.. فلك منا جزيل الشكر والامتنان. معلمي الفاضل: هل رأيت الداعية العالم الذي يحمل هم دينه، ويلتف حوله طلابه، وينهل الناس من علمه، أم هل أبصرت الجندي الذي يقف في الميدان حامياً لعرين الأمة، وحارساً على ثغورها، أم هل قابلت الطبيب الذي يداوي الناس بإذن الله، أم هل رأيت القاضي الذي يحكم في دماء الناس وأموالهم؟!. إن كل أولئك إنما جازوا من قنطرة التعليم، وعبروا بوابة الدراسة، ونهلوا منك ومن أصحابك أصحاب الرسالة السامية رسالة التعليم، ويكفيك قول الشاعر: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا أعلمت أشرف أو أجل من الذي يبني وينشئ أنفساً وعقولا فأنت صاحب اللبنة الأولى، وحجر الأساس في أي مشروع صالح ينعكس نفعه على الأمة والمجتمع. وختاماً، فنحن نعرف أن أغلب المعلمين لا يريد المدح، ولا الثناء على أداء الرسالة ويطلب الجزاء من الله، إلا أن النفس مجبولة على حب من أحسن إليها وشكره وثنائه وهذا من عاجل بشرى المؤمن فبارك الله فيك، وأكثر من أمثالك، وجزاك عن أبنائك الطلاب خير ما جزى معلما عن طلابه.