غيب الموت رجل من أعز الرجال ومن أكرمهم، غيب الموت صديقي وحبيبي نعيم بن إبراهيم النعيم مدير ميناء الملك عبدالعزيز سابقًا، ذلك الرجل الذي تعجز الأقلام عن وصفه أو الكتابة عن مآثره وتعجز الألسن عن وصفه، فهو بحق خيرة الرجال وصفوة الأحباب، كان طيلة عمله لم يشعر أحد أنه وصل إلى أعلى مرتبة في السلم الوظيفي، فهو نفسه، كما كان طيب القلب حسن المعشر وحسن الخلق طيب السريرة يداعب الموظفين من أصغر موظف إلى أكبرهم، لم يتكبر على أحد أو يتغطرس على أحد أو يغلق باب مكتبه في وجه أحد، كم صاحب حاجة قضاها له وكم من بيت وظف أبناءه، كان يوجب كل الناس لا يتأخر عن تلبية دعوة لأحد أصدقائه، نعم الكل يفتقدك يا أبا إبراهيم وأنا أول شخص يفتقدك، لقد لازمتك سنين طويلة كنت لي الأخ الأمثل والصديق الأصدق، ابتسامتك لا تفارق محياك ولم أحس في لحظة واحدة أنك تتضايق من شيء، لقد كنت معي أكرم الناس وأحسن الناس وأعز الناس، فكيف أنساك يا صديق العمر، ستظل في نفسي وفي ذاكرتي وفي قلبي لن تنسيني السنين صداقتك أو ذكرك أو الترحم عليك لن أعزي أولادك إبراهيم ومعاذ وأحمد أو أسرة النعيم كلها فقط، بل أعزي معهم نفسي، فإلى جنة الخلد بإذن الله يا صديق العمر، تنعم مع الصديقين والشهداء {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي} صدق الله العظيم. ** **