لا يوجد هناك أدنى شك أنه مع إطلاق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمشروع (ذا لاين) المذهل والعملاق في منطقة نيوم يدرك أن المستقبل هو للحالمين شديدي الذكاء وليس للمفكرين التقليديين الذين يعزفون عن المغامرة واستشراف المستقبل. بل إنني أزعم أن الرواد والمفكرين المستقبليين وعلى رأسهم سمو الأمير محمد يريدون خلق مشاريع عملاقة جديدة لخدمة الإنسانية قاطبة لا مكان فيها للرؤى والاستثمارات التقليدية. من كان يصدق قبل 5 سنوات فقط أن تصل القيمة السوقية لشركة تسلا التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لأكثر من 500 مليار دولار وتتعدى قيمتها السوقية لوحدها أهم شركات السيارات التقليدية مثل تويوتا وفولكسفاغن وجنرال موتر وفورد وغيرها. إن فكرة (ذا لاين) قد تكون للبعض ضرباً من الخيال العلمي ولكن المتمعن في هذه الفكرة الخلاقة يدرك أسس الواقعية لتحول البشرية نحو هذا المحيط المعيشي الجديد، ولعله من المناسب القول إن غالبية الاختراعات ومعطيات العصر التي نتعايش معها الآن على مدى عدد من العقود الماضية كانت من نسج الخيال مثل الهاتف الجوال والطائرات والشبكة العنكبوتية والأقمار الصناعية والتسوق الالكتروني. ومن خلال التسارع في الاختراعات العلمية المذهلة فإن فكرة (ذا لاين) تمهد للدخول إلى الثورة الصناعية الخامسة وللتحول إلى تقنيات حديثة جدا مثل الطاقة النظيفة والمتجددة ووسائل نقل ذاتية القيادة وفائقة السرعة والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والتكنلوجيا فائقة الصغر النانوية. وبذلك فإن المملكة العربية السعودية من خلال مشروع نيوم - أكثر منطقة محافظة على الأرض والبحر في العالم بنسبة 95 %. وفكرة مشروع (ذا لاين) ستكون الدولة الرائدة في العالم في وضع هذه المدينة المستقبلية المليونية بما يمهد لبزوغ الثورة الصناعية الخامسة التي تجعل فكرة الطائرات والأقمار الصناعية والانترنت من الماضي، والدخول في تقنيات حديثة جداً يصعب الخيال عن تصورها مثل الروبوتات والسيارات ذاتية القيادة وطائرات الدرون وفي بيئة صديقة للبيئة وذات انبعاثات صفرية وبما يوفر لجيل الألفية الجديدة 380 ألف فرصة عمل بحلول 2030م وإضافة 180 مليار ريال إلى الناتج المحلي السعودي. ومع استقراء منهجي، فإن فكرة (ذا لاين) لن تخدم المملكة العربية السعودية لوحدها بل ستخدم البشرية جمعاء في التوجه نحو إنشاء مدن مستقبلية مليونية ذكية معززة بالذكاء الاصطناعي خالية من الطرق والمركبات مشغلة كلياً بالطاقة المتجددة بما يساعد على جعل الخيال العلمي واقعاً معيشياً جديداً لا مثيل له متناغماً مع طموح جيل الألفية الجديدة، بما يجعلها ثورة حضارية متكاملة لصالح الإنسان.