لم يشكل إعلان صاحب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس إدارة شركة نيوم، عن مشروع "ذا لاين " استغراب شريحة كبيرة من عموم المواطنين والمقيمين في المملكة، في ظل الطموحات الكبيرة التي رسمتها رؤية 2030 لمستقبل بلادنا، وفي ظل معرفة الكثير بتوجهات الدولة وقيادتها نحو رسم مستقبل مشرق لهذه البلاد وفق معطيات عصرية وغير تقليدية، وتحقيق أحلام جيل يعيش عصراً تقنياً وفترة تحولات رقمية كبرى، وفي الوقت نفسه يستطيع ويطمح للتعايش مع رؤية مستقبلية ترسم خطوط الواقع بعيداً عن المعطيات في الواقع المعيشي التقليدي الحالي في مختلف مجالات شؤون الحياة. فكرة "ذا لاين" قد تكون ضرباً من الخيال عند البعض، ولكنه خيال له أسس واقعية نلمسها في واقع الحياة الحديثة، وإن كانت لا تزال بمثابة خطوط بداية في مختلف دول العالم، ولكنها ستكون واقعاً معيشياً جديداً لا مثيل له عالمياً، حتى الآن، وجميع معطيات العصر ومخترعاته على مدار أكثر من عشرة عقود مضت كانت بمثابة شيء من نسج الخيال، ومن أمثلة ذلك الطائرات والأقمار الصناعية وعالم الإنترنت، ثم أصبحت لجيل ثورة الصناعة الرابعة شيئاً معتاداً وتقليدياً، وجزءاً من الحياة اليومية، مقارنة مع التوجه نحو استخدامات تمكن حضور التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي الذي سيكون جزءاً محركاً للحياة المعيشية في مشروع "ذا لاين" العملاق بمساحته وفكرته وتوجهه وخياله، الذي يضاهي متغيرات حياتية ستصبح مستقبلاً جزءاً مهماً لمجتمع متطور ويعيش واقعاً متقدماً يسخر كل الاختراعات والتقنيات لخدمة الإنسان وحياته. جيل "ذا لاين" سيكون جزءاً من نسيجها الجديد، يعيش فيها ويتعايش مع رؤيتها بسهولة، ويتعاطى مع مختلف أوجه حضارتها وتطورها بتناغم، كونه ابن جيل الألفية الجديدة الذي رأى السيارات ذاتية القيادة، ورأى إنترنت الأشياء وكيف تسيّر "الروبوتات" مختلف الأعمال الحياتية التي يقوم بها الإنسان، وفي شتى المجالات العملية، هذا الجيل لن يصعب عليه تفهم واقع أوسع خيالاً مع مدينة تقنية ذكية تعبر عن فكرة وترسم خياله واقعاً معيشياً، بل وسيكون أبناء وبنات هذا الوطن جزءاً منها، وهو من سوف يسهم بتسيير مفاصل حياتها العصرية ويشرف على خدماتها وما تقدمه للقاطنين فيها من أساليب حياة وفرص ترفيه وترويح لكل زوارها من خارج وداخل الوطن. مشروع "ذا لاين" سيخدم جوانب اقتصادية جديدة للحياة في المملكة، وسيكون له إسهام مباشر في تنويع موارد الدخل، وتغيير التوجه الذي يركز على منتج النفط كمورد وحيد يتحكم بنمو وتأثر اقتصاد البلاد، وكذلك سيسهم في وجود فرص عمل جديدة تناسب تخصصات لغة العصر العلمية التقنية، وأيضاً سوف تستقطب أصحاب المهارات والاختراعات التقنية التي تركز على نماذج سهولة الحياة بأدوات تخلف عن الحضارة المدنية الموجودة في مختلف دول العالم، كما أن هذا المشروع يهتم بالبيئة ونقاوتها كأساس للحياة، وبالتالي تحسين الصحة العامة، وسوف ينعكس ذلك بشكل اقتصادي عبر التوفير في الصرف على المنشآت الصحية، وكذا توفير ما يصرف لمجابهة آثار التلوث الذي تشكي منه كبريات مدن العالم في عصرنا الحديث. هذا المشروع سيخدم اقتصاد الوطن وتعزيز موارده من خلال كونه مقصداً لفئات من السياح تتطلع لمعرفة وجود التجارب الحضارية الجديدة، وكيف يكون أسلوب العيش فيه وما أسسه، وأيضاً ما سيقدمه للسياح والباحثين عن فرص ترفيه جديدة في موقع عصري متكامل، ليس له مثيل عالمي حتى الآن، وأيضاً يعيش بالتجربة الحية كل قصص العصر التقني الحديث، وما يميز موقع المشروع في منطقة تبوك، كونه على ضفاف سواحل تنبض بالطبيعة البكر التي تعزز الحياة الصحية والبيئة المثالية. يذكر أن مشروع "ذا لاين" يقع في نيوم شمالي غربي المملكة، عند طرف خليج العقبة على البحر الأحمر، وتبرز أهمية موقعه على البحر الأحمر في كونه على مفترق طرق العالم في شمالي غربي المملكة، ما يدعم موقع نيوم أن تكون مركزاً عالمياً للابتكار، حيث يستطيع 40 % من سكان العالم الوصول إلى نيوم في أقل من 4 ساعات، كما أن قرابة 13 % من حركة التجارة العالمية تمرُّ عبر البحر الأحمر. المشروع يخدم جوانب اقتصادية جديدة للحياة في المملكة طبيعة مشروع «ذا لاين» توفر بيئة صحية مثالية