الامر الذي نفته جيهان وهويدا شقيقتا الفنانه شريهان واكدتاه في اتصال هاتفي ل «الفنية» ان العملية الجراحية التي اجريت لشريهان في مستشفى بيبه سالبيتر بفرنسا لم تترك آثاراً سيئة على وجهها قد يحول دون استمرارها في التمثيل وقالوا ان هذا هو ما اكده فريق الاطباء المصالح وطالبوا الجميع بالدعوة لها حيث ترقد في غرفة العناية المركزة وممنوع الدخول اليها غير فريق الاطباء، وان نتيجة العملية مازالت في علم الله. ولدت نجمة فمنذ طفولتها لاحقتها الاضواء، وتوفرت لها كل السبل كي تسير في طريق النجومية حتى مداه، وقالوا عنها انها ولدت وفي فمها ملعقة من ذهب، لكن شريهان وحدها كانت تشعر انها تمسك بيدها جمر النار وتمشي على الاشواك وتدرك في قرارة نفسها انها مثل الفراشة التي تحترق كلما اوغلت في طريق الفن والزمن. ترقد شريهان حالياً في غرفة العناية المركزة بمستشفى بيبه سالبيتر بفرنسا بعد جراحة دقيقة لاستئصال ورم سرطاني من خدها الايمن حيث تم استئصال الورم وعضلة الفك والقناة اللعابية وزراعة قناة لعابية صناعية واجزاء بديلة من عظام الرأس وينتظر الجميع خروجها خاصة بعد ان اشيع خبر وفاتها. قبل الاعلان عن العملية لم يكن يتخيل احد ان ما تعانيه شريهان من الم في الوجه سيتطور بهذه السرعة والخطورة، فقد كانت المفاوضات تجري معها على بطولة مسلسل بت من شبرا عن قصة الاديب الكبير الراحل فتحي غانم لكن النبأ الفاجع الذي فوجىء به الجميع ان حياة شريهان سارت ومنذ طفولتها بين ثنائية الالم والامل، وازدواجية الشهرة والمتاعب. طريق الاشواك مواهب شريهان تفتحت مبكراً كما تفتح وعيها على المتاعب والالم فمنذ نعومة اظافرها دأبت والدتها عواطف هاشم على تهيئة الحياة السهلة والمريحة لها الا ان المتاعب لم تتركها في هذه السن المبكرة فحينما بلغت شريهان الرابعة عشرة بدأت متاعبها مع قضية اثبات نسبها بعد وفاة والدها عام 1978م وظلت القضية متداولة في المحاكم لمدة تزيد على ست سنوات ولم تكن شريهان تفيق من هذه القضية والسعادة تدخل قلبها بالحكم الذي صدر لصالحها حتى فجعت بوفاة والدتها، وكانت شريهان في ذلك الوقت في قمة توهجها الفني وتألقها في الفوازير الرمضانية فكان قلبها يدمى وهي توزع البسمات والمرح على المشاهدين عبر الشاشة وبعد اقل من ثلاث سنوات على رحيل الام كانت الحياة تخبىء لها فاجعة درامية جديدة كادت تودي بحياتها أو على الاقل تتركها قعيدة الفراش نهائياً حيث تعرضت شريهان لحادث مروري خرجت منه باصابات بالغة في العمود الفقري استدعت سفرها للخارج والبقاء لسنوات تحت اشراف الطبيب الفرنسي روا كاميه وتوقع الجميع بعد هذا الحادث الذي مازالت ملابساته غامضة ألا تعود شريهان للحياة الفنية مرة اخرى أو على الاقل لا تستطيع معه تقديم الاستعراض ولكن ما حدث كان اشبه بمقدرة فريدة على تجاوز الالم والمتاعب فقد عادت شريهان للحياة الفنية بكل قوة وظهرت بكامل نشاطها وحيويتها في مسرحية«شارع محمد علي» مع فؤاد المهندس وقدمت عدداً من الاستعرضات التي تحتاج الى مجهود شاق واثبتت للجميع انها فنانة من طراز فريد. وتوالت الصدمات في طريقها ولم تتركها حتى حياتها الخاصة فقد مرت شريهان بزيجة فاشلة من علال الفاسي وتم الطلاق وبعد فترة تجاوزت احزانها لتتزوج من علاء الخواجة رجل الاعمال الاردني وتدخل بهذا الزواج صراعاً مع زوجته اسعاد يونس وتبادلت الفنانتان الاتهامات وسرعان ما هدأت الامور حتى ان اسعاد يونس الان تدعو بالشفاء لشريهان والخروج من ازمتها. الالم والامل الاعلان عن مرض شريهان جاء على لسانها في رسالة قصيرة ارسلتها إلى جمهورها قرأها ممدوح الليثي في حفل توزيع جوائز مهرجان الاسكندرية السينمائي الذي حصلت فيه على جائزة احسن ممثلة عن دورها في فيلم«بالشفاء» بأنها بصدد اجراء جراحة دقيقة، غير ان الاعلان عن مرضها قوبل بتكهنات كثيرة وقال البعض انها تتعالى عن الحضور وحدثت بلبلبة وانزعاج عقب ترويج شائعة وفاتها حتى تأكد خبر مرضها. بوادر المرض بدأت مع شريهان قبل اربع سنوات حيث كانت تشكو على فترات من صداع في الرأس والم وجفاف في جلد الوجه لكنها لم تتصور ان الامر بهذه الخطورة وقبل اربعة اشهر بدأت الالم في الرقبة والكتف حتى الوسط بطول الجانب الايمن للجسم وذهبت إلى باريس قبل شهرين لعمل عينة تحليلية قرر بعدها الاطباء انها تعاني ورماً في وجنتها اليمنى، شريهان قالت لرئيس فريق الاطباء قبل دخولها غرفة العمليات، سأخرج من هنا لألقى وجه ربي او وجه ابنتي وفي الحالتين انا راضية وسعيدة. مسيرة شريهان الفنية بدأت منذ الصغر حينما انتجت لها والدتها مسلسل«المعجزة» التي ظهرت فيه طفلة لا تتعدى السنوات العشر ثم شاركت بعده في فيلم«قطة على نار» ضمن مجموعة الاطفال مع بوسي ونور الشريف وفي عام 1983م انتجت لها والدتها فيلم«الخبر المر» من اخراج اشرف فهمي لتقدم بعده اربعة وعشرين فيلماً اهمها«العذراء والشعر الابيض» و«قفص الحريم» «خلي بالك من عقلك» «مين فينا الحرامي» «كريستال»«ميت فل»، «جبر الخواطر»،«كش ملك»، وفيلمها الاخير«العنف والدم» الذي نالت منه جائزة التمثيل في مهرجان الاسكندرية الاخير وكانت انضج تجارب شريهان السينمائية في فيلم «الطوق والاسورة» للمخرج خيري بشارة، وفيلم «عرق البلح»، للمخرج الراحل رضوان الكاشف، وهما الفيلمان اللذان نالت عنهما عددا من الجوائز وعرض في عدد من المهرجانات الدولية والمحلية، اما تجاربها في المسرح فقد بلغ رصيدها خمس مسرحيات هي«المهزوز»،«وانت حر» مع محمد صبحي،«سك على بناتك» و«علشان خاطر عيونك» مع فؤاد المهندس، و«شارع محمد علي» مع الراحل فريد شوقي، وفي مجال الدراما التلفزيونية«رحلة هادئة»، و«دعوني اعيش»، «بطل الدوري»،«نار ودخان»،«حسن ونعيمة» ، بالاضافة إلى انها تربعت على عرش الفوازير الرمضانية وحلقات«الف ليلة وليلة» مع الراحل فهمي عبدالحميد لمدة ثلاث سنوات وهي التي صنعت نجوميتها في عالم الفن الاستعراضي، ومن قمة الشهرة لم يتبق لها سوى حسرة المرض ودعوات الاصدقاء ومعجبيها وجمهورها.