باريس - "الحياة" نفى المستشار الطبي للسفارة المصرية في باريس الدكتور هاني هندي الاشاعات التي ترددت عن وفاة شريهان الموجودة حالياً في غرفة الانعاش في أحد المستشفيات الباريسية. وأكّد أن الحال الصحية للفنانة شريهان، مطمئنة في الوقت الحالي. ونقل هندي عن الدكتور المعالج لشريهان فيليب مينار، أن الحال النهائية للنجمة المصريّة التي تعالج حالياً في العاصمة الفرنسية، لن تعرف إلا بعد مرور ثمانية أيام على الجراحة التي أجريت لها. وكانت الفنانة شريهان خضعت لجراحة لاستئصال القناة اللعابية. وأوضح المستشار الطبي للسفارة المصرية ان الفنانة اصيبت بورم في تلك القناة، وأثبتت التحاليل الطبية انه غير خبيث... إلا أنه في الوقت نفسه يعد من الحالات الغريبة والنادرة، ومن هنا مصدر القلق من خطورته المحتملة. ,في الوقت الذي أعلن فيه مهرجان الاسكندرية السينمائي مساء الاثنين الماضي فوز شريهان بجائزة احسن ممثلة عن دورها في فيلم "العشق والدم" من إخراج اشرف فهمي، كانت النجمة المصريّة ترقد في مستشفى "بيتييه سالبترير" الباريسي الذي وصلته يوم 19 الجاري، استعداداً لجراحة خطيرة في خدها الأيسر لإزالة ورم نادر. وأجريت الجراحة الثلثاء الماضي واستغرقت نحو اكثر من 18 ساعة قضت منها شريهان حوالى 15 ساعة داخل غرفة العمليات. وقام فريق طبي متخصص مكون من سبعة أطباء من اميركا وكندا وهولندا وانكلترا وفرنسا بقيادة الجراح الفرنسي مينار بفتح خد شريهان، وإزالة الورم الذي يقع في منطقة حساسة جداً من الوجه، بجوار القناة اللعابية وأعصاب تربط عضلات الوجه بالمخ. ثم قام الفريق الطبي بملء فراغ الورم بأخذ عضلة احتياطية من الفخذ. ونقلت شريهان الى غرفة الانعاش التي ستبقى فيها حتى الاربعاء المقبل، ريثما يتمكّن الاطباء من تحديد مدى نجاح العملية تبعاً لمدى استجابة الجسم للأجزاء التي زُرعت. وأكد جمال أنور السكرتير الشخصي لشريهان ل"الحياة"، نقلاً عن الاطباء الذين يتولّون علاج النجمة المصريّة البارزة، أن هذا النوع من الأورام نادر جداً، وأن حال شريهان هي السابعة والعشرين على مستوى العالم التي يظهر فيها هذا الورم. وكانت شريهان شعرت بألم، قبل عام تقريباً، اثناء مضغ الطعام... ولم يستطع الاطباء في البداية معرفة اسباب الألم بدقة. لكن بعد ان كبر حجم الورم زاد الألم بحدة، ما جعل شريهان لا تستطيع تناول الطعام ووصل وزنها الى 39 كيلوغراماً فقط. وبعد الفحص تبين وجود هذا الورم، وضرورة اجراء جراحة لإزالته. ويرافق شريهان في رحلتها العلاجية زوجها رجل الاعمال الاردني علاء الخواجة، وابنتها الوحيدة لولوه، وشقيقتاها جيهان وهويدا. ونقل سكرتيرها الخاص ان شريهان كانت قبل اجراء العملية هادئة ومؤمنة بقضاء الله وقدره. ولم تكن خائفة على نفسها بقدر خوفها على ابنتها وزوجها وشقيقتيها. وكانت آخر كلماتها "أنا لم أخطئ في حق أحد، ولو قابلت ربي سأكون سعيدة ولو كتبت لي الحياة من جديد سأكون سعيدة لملاقاة ابنتي". والمستشفى الذي ترقد فيه شريهان حالياً هو المستشفى نفسه الذي نقلت اليه قبل نحو عشر سنوات للعلاج من كسر فقرات ظهرها، بعد حادث سيارة مروع. وكانت وقتها معرضة لشلل كامل، لكن أحد الأطبّاء الفرنسيين أجرى لها جراحة في العمود الفقري، وقام بزرع شرائح تدعم الفقرات المصابة بكسور. وبعد ثمانية اشهر من العلاج استطاعت شريهان الوقوف على قدميها، بل وقدمت بعدها مسرحية "شارع محمد علي" التي تشتمل على رقصات عدّة، وهي آخر مسرحياتها. وتوقف عرضها العام 1995 بعد ان حققت نجاحاً كبيراً على مدى ثلاث سنوات. وأكّدت شريهان قبل ظهور هذا الورم، انها لا تعاني من أية آلام في الظهر، على رغم وجود شرائح تدعم الفقرات، وان طبيبها الفرنسي الذي توفّي قبل فترة قصيرة، قام بتسليم ملفها الطبي لمساعده البريطاني الذي يقوم بمتابعة حالها الصحية كل ستة اشهر. ونفت شريهان ان يكون سبب غيابها عن المسرح والفن عموماً، عدم قدرتها على تحمل تقديم استعراضات والوقوف امام الكاميرا. وأكدت مراراً انها ستعود لتقديم الفوازير وللوقوف على المسرح. بل اعلنت قبل شهور انها ستقدم في رمضان المقبل مسلسل "رابعة العدوية". لكنها لم تكن تعرف ان الاقدار تخبئ لها امتحاناً جديداً... وعرض فيلم "العشق والدم" الذي تلعب فيه دور البطولة، في مهرجان الاسكندرية السينمائي أخيراً، لكنّها لم تتمكّن من مشاهدته، ولا من استلام جائزة احسن ممثلة التي كانت من نصيبها. والفيلم أنجزه المخرج الراحل اشرف فهمي العام 1997، لكنه لم يعرض بسبب رحيل المخرج، ووقوع خلافات بين الانتاج والورثة. وبعد تسوية الخلافات خرج الفيلم الى النور في الاسكندرية. وتجسد شريهان في فيلم "العشق والدم" شخصية نوارة الصعيدية التي تعيش قصة حب محرمة مع صديق زوجها، وتجد نفسها في صراع كبير مع التقاليد والعادات ومع مشاعرها. وسيعرض الفيلم على الشاشات في عيد الفطر المقبل.