قرأت بكل الاعجاب ما سطرته ريشة الفنان «صايل» في عدد الجزيرة ليوم الأحد المصادف ل 15/7/1423ه وفيه اشارة لقرار وزارة العمل بتثبيت نسبة السعودة عند 30% بالنسبة لبعض مؤسسات القطاع الخاص، وقد أعجبت أيما اعجاب برسم الفنان للشاب الجامعي وقد «حوصر» في قالب ثلجي، كناية عن تجميد مصيره الوظيفي لعامين آخرين!! وقد زاد من اعجابي ما أوصله فناننا ذو الرؤية الرائعة من خلال تعليق الأب الذي حاول تهدئة الموقف باقناع ابنه بوجوب الصبر تجاه قرض الصندوق العقاري وسعودة الوظائف الادارية. وهذا للأسف قرار يساق لشبابنا في ظل وجود آلاف الوظائف الادارية التي لم يتم سعودتها في الدوائر الحكومية قبل القطاع الخاص، كوظيفة المترجم، والمدقق، والكاتب، والسكرتير.. إلى آخره.. وقد لامس فناننا بكاريكاتيره هذه معاناة عشرات الشباب الجامعيين الطامحين لشغل إحدى هذه الوظائف التي عادة ما نجدها مشغولة بأحد الوافدين الأجانب دون وجود مبرر لذلك. وباعتقادي المتواضع ان التركيز على محاولة سعودة المهن اليدوية «كالسباكة، والنجارة، والميكانيكا، وغيرها» سوف يستغرق وقتاً طويلاً كان من الأجدر استثمار الجزء الأكبر منه في الوقوف على جميع الوظائف الادارية وحصرها والزام الشركات الكبرى بسعودتها بنسبة لا تقل عن 70% في الوقت الراهن. لقد نجح فناننا المتألق «صايل» في الوقوف على بيت القصيد من وجوب اعادة النظر في نسبة السعودة التي سيتم تثبيتها لعامين قادمين، سيتخرج خلالهما عشرات الجامعيين لينضموا لقافلة المنتظرين حتى اشعار آخر، كما طرح بعمله هذا وبطريقة المختصر المفيد ما قد يعتري شبابنا الطموح من خيبة أمل نتيجة لطول الانتظار. ونحن اذ نحيي الرسام «صايل» على طرحه الجريء دائماً فإنني أود الاشادة بالنقلة النوعية في الشكل والمضمون لصحيفتنا الرائدة «جزيرتنا الثقافية»، جريدة الجزيرة والتي يقف خلفها عدد من أبناء هذا الوطن وعلى رأسهم سعادة رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك، فتحية لشخصه ولجميع العاملين بهذه الصحيفة التي لا تتثاءب. نكرر شكرنا لكم ونقدر لكم ايمانكم بالرأي والرأي الآخر، والسلام عليكم.