عندما نتكلم عن تربية الأبناء نحو التطلعات المستقبلية يجب ان نعرف ان التربية عبارة عن الازدياد والنمو أو التنشئة السليمة وأنها التشكيل الكامل للشخصية السوية وأنها التهذيب والسمو والتزكية للروح والعقل، فالتربية تنمي العقل وتصقل المواهب والتربية السليمة تدعو الى التزود بالعلم والهدى. ويجب دراسة التربية وتطبيقها على ارض الواقع. وان رسولنا الكريم قرن بين التربية وتعليمها بالتطبيق ودل ذلك بالحديث الشريف حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فانبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها اجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به). وان الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال عن التربية (هم الذين يغذون الناس بالحكمة ويربونهم عليها). والتربية الصالحة أساس نجاح الفرد في تشكيل أبنائه وفق التربية الإسلامية التي تبني الفرد على طاعة الله ورسوله والوالدين. فالتربية الحديثة مهمة جدا في عصر الشبكة العنكبوتية والقنوات الفضائية التي جعلت العالم قرية صغيرة تعرف الأحداث في اقصى الشرق والغرب وتنقل الينا العادات والتقاليد الغريبة على مجتمعنا. نحاول محو العادات الغريبة. فوسائل الاعلام المتنوعة لها تأثير قوي على الأبناء بأن تكون أداة بناء أو أداة هدم فالعنصر الأخير يريد العلاج الحقيقي من المصلحين الاجتماعيين فعليهم دور مهم جدا لتبصير الأبناء بنتائج الانحراف المتمثل باتباع سلوك غير مرغوب فيه أو تعاطي المخدرات أو يغيب في السجن مدة طويلة نتيجة مشاجرات أو قتل أو سرقة الممتلكات الخاصة أو العامة. ويدل هذا السلوك المضطرب إن الوالدين فقدا المتابعة والملاحظة في ماذا يفعل ابنهما في يومه وليلته ومن يرافق من الجلساء. فالتحصين التدريجي للأبناء هو محو استجابة انفعالية عن مثير مسبب الانحراف. فلو فرضنا استجابة انفعالية عصبية زائدة وهيجانا وضيقا في النفس والمثير هو المخدر فيجب أن نقدم المثير (المخدر) وآثاره الخطيرة على حياة الإنسان بتقديم دراسات وأبحاث تبين آفات المخدرات ونتائجها من فقد للذاكرة وموت كثير من خلايا المخ وخمول دائم وتعرج في الأطراف واحمرار بالعينين وفقدان للشهية وقلق زائد واكتئاب مزمن وتبيين أضرارها الاجتماعية والأسرية بداية من التفكك الأسري أو تعرض أفرادها للموت سواء من يد الأب أو انهيارها بسبب ذلك المخدر. فالتحصين يبدأ من التحديد للمثير وتحديد نوع الاستجابة ومن ثم التدرج للإصلاح الاجتماعي بعرض الأقل إثارة الى الأكثر إثارة وعند الوصول الى نقطة الإثارة الأكثر يجب بتر المسبب بالابعاد والإقصاء حتى لا نحصل على استجابة غير مرغوب فيها. ومعالجة نوع الاستجابة بالتوجيه السليم لعرض أضرار المخدرات بشريط فيديو حي بيبين حالة المدمنين على المخدر وبعد ذلك توجيه المدمن بحديث الذات يحدث نفسه ماذا يجني من فعله الذي فعله وما هي النتائج المترتبة على تعاطي المخدر ونقيس على هذا التحصين من الانحراف للأب بعرض الأقل إثارة إلى الأكثر إثارة ومحاولة تقليل المؤثر حتى يصبح المؤثر سلوكاً مرغوباً فيه وعرض صور أو إرشادات تبين السلوك السيىء ويتدرج الفرد لإهمال وإغفال السلوك السيىء نتيجة للارشادات والصور التي شاهدها ومن ثم إبعاد الفرد عن مصادر البيئة المعززة وسحب المعززات البيئية عن الفرد وان اصدقاء السوء هم البيئة المعززة واذا أبعدنا الفرد عن أصدقائه السيئين وبذلك حققنا المعززات البيئية وأشركنا الفرد ببيئته صالحة لتحقق له أهدافه وطموحاته التي يسعى إليها وتصبح البيئية نظيفة سليمة يعيش الافراد بطمأنينة ويحصل على حياة كريمة مستمدة من القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وننادي المربين والمختصين بتحصين أبنائنا من الانحراف الذي حصدهم ليل نهار وليت المهتمين بالتربية والتعليم يزورون المؤسسات الإصلاحية والدور الاجتماعية مثل دار الملاحظة او دار التوجيه الاجتماعي أو مستشفيات الأمل أو زيارة مستشفيات الصحة النفسية فنريد من هؤلاء تطبيق ما درسوه على ارض الواقع فجامعاتنا تزخر بالمنظرين والمطبقين لدراسات التربية وأبحاثها فهلم بالتوجيه والنصح فهذه وسائل الاعلام المختلفة جهازة لتقديم العون والمساعدة حتى نبني أبناء أصحاء غير منحرفين ومن ثم يكونون مواطنين صالحين يفيدون المجتمع والأسرة.