في كثير من الدول العالمية المتقدمة رياضياً.. تقوم فرقها الكروية هناك مع كل نهاية مسابقة بإعداد «تقويم» فني للمدرب واللاعب وبعملية حسابية يعرف كل منهما نتاج ما قدمه للفريق.. فإذا كان التقويم ايجاباً فإن مؤشر بقائه على ذلك العطاء يعتمد على ما سيقدمه له الفريق من دعم معنوي ومادي.. أما إذا كان نتاج التقويم سلباً سيتخلله تقرير يوضح من خلاله الدور المطلوب منهما وذلك بهدف دعم نقاط الضعف ومعالجة انحدار المستوى وذلك بأسلوب حضاري.. وبشعور داخلي بين «القواسم» المثلثة النادي والمدرب واللاعب .. وهكذا تتم العملية ببساطة تامة لقناعتهم بأن التقويم هو المعيار الحقيقي والمقياس الطبيعي - وعلى طريقة - لا ضرر ولا ضرار تخرج تلك القواسم بنتيجة ايجابية. بالتأكيد.. فإن الوضع هنا يختلف تماماً فعلى سبيل المثال ان المدرب تتم عين الرضا عليه حسب نتائج الفريق خصوصاً أمام المنافس التقليدي فإذا كان هناك اخفاق سوف يعود سلباً على استمرارية عقده، والعكس تماماً. .. أما اللاعب فيبدو لي بأن البعض يُخيل له بأن الانضباط في التمارين والتقيد بعملية الحضور والانصراف من أهم واجباته - كمحترف - ولا ألومه في هذا.. خصوصاً وأنه لم يحظ بأنظمة وقوانين احترافية يستند عليها من حيث ماله من حقوق قانونية.. أما فيما يتعلق بالواجبات التي عليه فالنادي «لا توصي حريص» يرسخها في ذهن اللاعب وبشكل يومي!! أقول.. في اعتقادي الشخصي - وربما لا يكون صحيحاً - إن عدم تقويم المدرب واللاعب فنياً من قِبل لجان خبيرة في شؤون الأمور الفنية والاحترافية جعل كل امنهما - المدرب واللاعب - يدوران في حلقات مفرغة.. بمعنى إذا كان الفريق يحقق نتائج ايجابية ويصل إلى منصات التتويج فإن شعارات الترحيب والتصفيق سترفع في وجوههما.. بل ان النادي سيتمسك بهما بزيادة المرتب أو بمضاعفة مقدم العقد.. وان حدث النقيض فإن الأنظار ستتجه إليهما وكلها ترميهما بالفشل وتسعى بالتالي لالغاء عقد المدرب.. وخفض مرتب اللاعب. .. أقول أتمنى أن تقف فرقنا الرياضية وقفة تأمل وتكاشف نفسها من حيث حق المدرب واللاعب وترجع في قرارة نفسها ان أكثر الأسباب التي ساهمت بانتكاسة الفريق تكمن في بعض الأمور التي تتجاوز اخفاق مدرب أو فشل لاعب إلى ما هو أكبر!! فلاشات على أولى المسابقات * أتمنى ألا تكون تلك الاحصائية التي نشرتها احدى الصحف عن البطاقات الملونة التي حصل عليها لاعبو الفرق دقيقة من حيث الرصد.. خصوصاً وأن الموسم الرياضي لا يزال في بدايته.. فضلاً عن كون هذه المسابقة تحمل اسماً غالياً على الجميع وكثيرا ما ناشد باللعب النظيف لدرجة أنه - رحمة الله عليه - أمر بمكافأة مالية بحق من يتصدر اللعب النظيف! * على الرغم من أن هذه المسابقة لم تشهد منذ انطلاقتها حتى الآن أي مستوى فني جدير أو حتى نجومي جديد.. إلا أن نتائج لقاءات المجموعة الأولى قد أعطت لهذه المسابقة مذاقا خاصا من حيث تبادل مراكز المقدمة بين فرقها.. وبصرف النظر عن نتيجة البارحة أو ما قبلها والتي - ربما - أحدثت ديناميكية جديدة في صدارة المجموعة.. بعكس المجموعة الثانية والتي لم يحدث فيها أي اثارة خصوصاً وأن فرق الصدارة قد حسمت من قبل انطلاقة المسابقة. * أتمنى أن لا يصل حال أنديتنا إلى الاستعانة بالجمهور «الأجنبي» فما ذكره أحدهما في مجلته الرياضية بحق نادي الرياض الذي استعان بجمهور من الجنسية الهندية الشقيقة أمر لا يجب السكوت عليه.. خصوصاً وأن حسن النية بحق ذلك الزميل يكمن في مناشدة جماهيرنا وليس الاساءة لجمهور نادي الرياض. * احتفالية متميزة.. عاشتها بعض جماهير الأندية حينما أقدمت فرقها بالتعاقد مع لاعبين «عالميين» وفي المقابل كانت المأساة تنتاب لاعبي تلك الفرق التي تتعذر أنديتهم من حيث صرف مستحقاتهم لعجز خزينة النادي!! * أتمنى أن يكون النجم إبراهيم العيسى آخر النجوم الصفراء التي أعلنت ابتعادها عن الملاعب من جراء عدم الاهتمام بمراحل علاجهم.. أقول هذا وأنا أقرأ عن عشرات اللاعبين النصراويين الذين أعلنوا الرحيل «المر»!! آخر المطاف لا تزال هناك «عينة» من الرياضيين تعتقد بأن تبييض صحائفهم لا يكون إلا بتسويد صحائف الآخرين.