تنظم سنوياً مئات المعارض لمختلف انواع الصناعة والخدمات مستهدفة شرائح محددة هي المستهلكة للصناعة او الخدمة المعروضة, ويعود الفضل في نجاح المعرض الى نجاح الشركة المنظمة في تحديد الشريحة المستهدفة أولاً ثم لنجاحها في التسويق لهذه الشريحة فقط ودعوتها وحدها واقناعها بجدوى الحضور لتشاهد آخر ما توصلت اليه هذه الصناعة او الخدمة, فلا يعقل ان يسوق منظم المعرض الخاص بأدوات طبية متخصصة مثلاً في أوساط عامة الناس, بل عليه ان يحدد الشريحة المستهدفة ويقوم بالتسويق لها فقط ولا يسمح لغيرها بالحضور والا ضاع وقت العارضين مع عناصر من غير الشريحة المستهدفة مما يؤدي لضعف العائد المطلوب من المعرض, ومن اهم عناصر التسويق اختيار الاسم الانسب الذي يصف المعروض بدقة وتحديد ليعلم الزائر انه مقبل على فائدة واضحة ومحددة تفي بحاجته تماماً. وفي العديد من المعارض العالمية الناجحة تتضح الأهداف لدى المنظم فينظم معارض متخصصة تستهدف شريحة محددة, ففي دبي مثلاً معرض الخليج لتقنية المعلومات جيتكس الذي يعتبر الاول من نوعه على مستوى الشرق الاوسط والثالث على مستوى العالم, وقد تم تحديد الشريحة المستهدفة وكان الهدف الاساسي هو عرض الجديد من تقنية المعلومات للمختصين من رجال اعمال ومهنيين وتعقد فيه ندوات وتلقى محاضرات متخصصة يبنى عليها توجه الاختصاص في المرحلة المقبلة, والمهم ان اسم المعرض يصف نفسه بوضوح كما انه لا يسمح بالدخول لغير المهنيين حتى لا يضيع وقت العارض في الحديث مع من لا يستوعب تقنية المعلومات على المستوى المهني, ويتزامن معرض جيتكس هذا مع سوق للكمبيوتر مفتوح لعامة الناس Computer Shoppar وفي جزء معزول عن صالات المعرض الأساسي بحيث لا يشكل ازعاجاً للمهنيين المتعمقين في البحث عن تقنية المعلومات والمسؤولين عن رسم الخطط المستقبلية للاستفادة من احدث التقنيات المعروضة في جيتكس والمهم هنا كذلك ان المنظم اطلق عليه اسم سوق ولم يسمه معرض كمبيوتر مثلاً حتى لا يختلط الامر على الزائر من اجل البحث عن آخر تقنيات العصر والاستعداد للمستقبل وبين الزائر من اجل الشراء والبحث عن أقل الأسعار فيختلط الحابل بالنابل. وفي المقابل يقام لدينا عدد من المعارض سنوياً كان آخرها ثلاثة معارض مقامة في نفس المكان والزمان، دعي لها عدة شرائح مختلفة، وعرضت فيها منتجات وخدمات متباينة, وكانت الدعوة مفتوحة لعامة الناس لحضور المعرض الدولي للكمبيوتر وتقنية المعلومات 2000 ومعرض تقنيات المكاتب السعودي 2000 وعالم الانترنت السعودي 2000 , وفي هذه المعارض او المعرض عرضت تحت سقف واحد تخصصات مختلفة ومتباينة: كمبيوتر واثاث مكتبي وخدمات انترنت, وكان هدف اغلب العارضين هو البيع والبيع فقط ولم يكن لديهم وقت لشرح اي تقنية فهل هذا معرض ام سوق؟ المشكلة هنا تكمن في شركة معارض الرياض فهي المنظم الذي لم يستوعب الفرق بين حاجة شريحة المهنيين المختصين في الحاسب الآلي وتقنية المعلومات وبين عامة الناس المستخدمين للحاسب الآلي والمتصفحين للانترنت! وحقيقة الامر ان شركة معارض الرياض بدأت بداية صحيحة في اول الامر عندما لم يكن للبيع دور يذكر ولكن سرعان ما استجابت لطلبات العارضين التجارية البحتة والراغبين في استغلال تجمع المختصين في البيع,, والبيع فقط! وبالطبع في السنة التالية تقلص عدد الشركات العالمية المشاركة وتزايد عدد (المرتزقة!) حتى تحول المعرض لسوق بدون حضور عالمي يذكر! ولتعويض هذا النقص لجأت شركة المعارض لتنظيم اكثر من معرض في نفس المكان والزمان! وهكذا خطأ وراء خطأ آخر. وهنا لنا وقفة فنقترح ان يتم اتخاذ خطوات فاعلة من قبل الغرفة التجارية بالرياض باختيار المسمى الصحيح لمعرض الرياض ويسمى سوق الكمبيوتر بدلا من معرض الكمبيوتر وهذا المسمى سائد في كثير من دول العالم ولا ينقص من قدر الجهة المنظمة بشيء, كما اقترح ان تستقطب الغرفة التجارية الرياض احد المعارض العالمية الناجحة ليعقد في الرياض عاصمة الثقافة العربية, وهنا نذكر القائمين على امر الغرفة التجارية والصناعية بالرياض بأن كومدكس وهو احد انجح المعارض العالمية سيقام في مدينة جدة كما انه يقام في القاهرة! فهل نتطلع لقيام جيتكس في الرياض؟ * العضو المنتدب والمدير العام لشركة حاسب