لقد شرفني الله أن أكون أحد العاملين في حقل المكتبات العامة وخصوصاً في بداية عملي الوظيفي عندما كنت أعمل في إدارة المكتبات العامة والتي كانت تشمل دار الكتب الوطنية والتي اشبه ما تكون مثل أي مكتبة عامة لأن توفر عنصر المكتبة الوطنية ليس موجوداً فيها باستثناء الاسم فقط ومع ذلك أدت دوراً لا بأس به في حدود إمكانياتها وقدراتها الفنية ممثلة في الإدارة العامة للمكتبات بوزارة المعارف والتي قامت بعملية غير مسبوقة في مجال الإهداء والتبادل وخصوصاً للمواطنين والمقيمين وحتى الذين هم خارج المملكة وقد رصدت عشرات الملايين لشراء الكتب وتوزيعها وخصوصاً في فترة الطفرة المادية التي عاشتها المملكة علماً بأن الإدارة العامة للمكتبات لم تهمل الاهتمام بفتح المكتبات العامة في مدن المملكة بل فتحت الكثير منها وزودتها بالأثاث والكتب والدوريات ونسقت مع إدارات التعليم لأجل استئجار المباني وتزويدها بالموظفين وقد وصل الأمر أيضاً إلى تبني إقامة نماذج لمباني المكتبات العامة موزعة حسب المدينة ودرجة تصنيفها من حيث المساحة وعدد السكان. ومن نماذج المكتبات الكبيرة مكتبة المعذر الواقعة في مدينة الرياضجنوب الإسكان والتي تحولت إلى مكتب لوزارة الحج، ومن العلوم أنه قد أقر في إحدى الخطط الخمسية للمكتبات العامة التابعة لوزارة المعارف بأن يكون في مدينة الرياض عدد لا بأس به من المكتبات ولا يخفى على الجميع أيضاً أن حركة التطور التي تشهدها مدينة الرياض تضاعفت عشرات الأضعاف في حركة التمدد العمراني وازدياد عدد السكان والتي تتطلب العشرات من المكتبات العامة في مدينة الرياض بصفة خاصة حيث لو تأملنا في عدد المكتبات العامة الموجودة في مدينة الرياض التابعة لوزارة المعارف لا يوجد سوى مكتبتين وهي المكتبة العامة الواقعة في مبنى دار الكتب الوطنية في شارع الملك فيصل والتي تم نقلها إلى غرب الرياض ومكتبة النسيم العامة والتي جزء من مبانيها تستخدمه إدارة التعليم بالرياض لبعض أجهزتها، ومن الأمور التي لا زالت في ذاكرتي عن المكتبات العامة هي قلة المتخصصين في مجال الفهرسة والتصنيف وقد بذلت الإدارة العامة للمكتبات في ذلك الوقت جهوداً لمحاولة تعويض النقص في هذا المجال وهو تصنيف الكتب من خلال وضع بطاقات لفهرستها وتصنيفها وترسل في وقت لاحق للمكتبات العامة وقد أدت دوراً لا بأس به خصوصاً عندما يكون في المكتبة المرسل إليها هذه البطاقات موظف توجد لديه بعض المعلومات البسيطة عن الفهرسة والتصنيف، أيضاً من الأمور التي تسجل لإدارة المكتبات العامة هو تبنيها لمؤتمرين هامين للمكتبات العامة عقدا في سنة 1393ه وسنة 1401ه مهمتهما الوقوف على واقع المكتبات العامة في الوطن العربي وسبل تطويرها وقد تمخض عن هذين المؤتمرين الكثير من التوصيات التي اسهمت في تطوير المكتبات في العالم العربي كذلك أيضاً عايشت بعض الاجتماعات التي عقدت في الإدارة العامة للمكتبات بوزارة المعارف من خلال «أعمال سكرتارية» التي كانت تعد للاجتماعات للجنة المشكلة بشأن تحويل دار الكتب الوطنية إلى مكتبة وطنية والتي طلعت بتوصية وهي صرف النظر عن دار الكتب الوطنية حيث إنها غير مهيأة للقيام بهذا الدور ولابد من إنشاء مكتبة وطنية والتي من خلالها تم إنشاء مكتبة الملك فهد الوطنية الحالية. وقبل أن اختتم هذه الانطباعات الشخصية لابد من الإشارة للجهود التي تبذلها وزارة المعارف في الوقت الحاضر لتطوير المكتبات العامة وخصوصاً في إيجاد المتخصصين في مجال المكتبات والمعلومات وأصبحت معظم المكتبات العامة تضم بين جنباتها الكثير من المتخصصين في هذا المجال بل وصل الأمر إلى اتاحة الفرص للكثير لمواصلة دراساتهم العليا «ماجستير ودكتوراه» كذلك أيضاً أقامت الكثير من المكتبات العامة الكبيرة مثل مكتبة بريدة العامة وأبها العامة وتبوك العامة وزودتها بما تحتاجه من كتب ومجلات ودوريات وشبكة معلومات وما زال لديها الكثير من الأعمال التي ستشهدها المملكة خلال السنوات القادمة بإذن الله. والله الموفق،،،،،