أعرب الدكتور صالح بن محمد المسند مدير مركز الفهرس العربي الموحد عن سعادته بالنجاح الذي تحقق لمشروع الفهرس العربي الموحد خلال السنوات الماضية والزيادة المطردة في عدد أعضاء الفهرس من جميع الدول العربية وعدد من البلدان الأوروبية . وأضاف الدكتور المسند في حوار ل الرياض بمناسبة انعقاد اللقاء الثالث لأعضاء الفهرس أن دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الرئيس الأعلى لمجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة، وموافقته السامية على تبني المكتبة لهذا المشروع الرائد – كان له أكبر الأثر بعد توفيق الله في كل ما تحقق من نجاح، والذي توج بفوز الفهرس بجائزة الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات " أعلم " لأفضل المشروعات القومية في الوطن العربي لخدمة المكتبات، مشيراً إلى أن اللقاء الثالث لأعضاء الفهرس يأتي امتداداً للقاءات السابقة لتقييم الأداء وبحث كافة الصعوبات التي تواجه الأعضاء المشاركين أو الراغبين في الحصول على عضوية الفهرس، وسبل تعزيز آليات الاستفادة من خدماته بما يساهم في تطوير البنى التحتية للمكتبات العربية ويضاعف قدرتها على تقديم خدماتها بأرقى المعايير العالمية. عدد أعضاء الفهرس قفز من 5 أعضاء مؤسسين إلى أكثر من 3370 مكتبة * بداية نسأل كيف تنظرون إلى مستوى الأداء في مشروع الفهرس العربي الموحد وهو على أعتاب السنة التشغيلية الثالثة ؟ هناك مؤشرات دقيقة لتقييم الأداء في مشروع الفهرس العربي الموحد، والحمد لله فإن هذه المؤشرات تؤكد أنه يسير بخطى واثقة نحو تحقيق أهدافه في تطوير البنى التحتية للمكتبات العربية، وتوحيد قواعد الفهرسة والتصنيف، وحصر الإنتاج الفكري العربي في قاعدة بيانات واحدة، وتبادل المعلومات فيما بينها بما يتيح فرصة أكبر لانتشار الكتاب العربي وتيسير الوصول إليه ويخفض تكاليف التشغيل في أعمال الفهرسة، ويحقق أفضل استفادة من تقنيات المعلومات وشبكة الإنترنت. ومن هذه المؤشرات ارتفاع عدد أعضاء الفهرس من خمسة أعضاء مؤسسين في بداية انطلاق المشروع إلى أكثر من 3370 مكتبة تتبع 176 جهة في كل الدول العربية وعدد من الدول الأوروبية، بالإضافة إلى تجاوز عدد التسجيلات في قاعدة الفهرس لما يزيد عن المليون تسجيلة فريدة ، وليس أدل على ذلك النجاح من فوز الفهرس بجائزة الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات كأفضل المشروعات القومية لخدمة المكتبات، ونحن سعداء بهذا الإنجاز الذي تحقق في وقت قياسي ونتطلع إلى المزيد في المستقبل بمشيئة الله تعالى . الفهرس فاز بجائزة أفضل المشروعات لخدمة المكتبات على مستوى الوطن العربي * من وجهة نظركم – ما هي العوامل التي صنعت نجاح وتميز الأداء في الفهرس العربي الموحد ؟ لعل في صدارة أسباب ومقومات نجاح الفهرس العربي الموحد ما حظى به من دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، الرئيس الأعلى لمجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة ، منذ أن كان المشروع مجرد فكرة ، وموافقته على إسناد مسؤولية تنفيذه لمكتبة الملك عبد العزيز العامة بإمكاناتها الضخمة ، حيث منح هذا الدعم انطلاقة قوية للمشروع، تمثلت في إدراجه ضمن المشاريع والمبادرات الحكومية الرائدة ضمن برنامج التعاملات الإلكترونية، وتكليف وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مكتبة الملك عبدالعزيز العامة لإنشاء المكتبة الرقمية التي هي أحد مشروعات الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات التي تشرف عليها الوزارة، وتوجيه كافة المكتبات بالتعاون لإنجاح المشروع، ومن ثم تأسيس مجلس الفهرس برئاسة معالي المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر والذي قدم الكثير لمركز الفهرس العربي لأداء مهامه على الوجه الأكمل، يضاف لذلك أن الفهرس يلبي حاجة ماسة للمكتبات العربية ويحقق حلما طالما انتظره العاملون بها ومن ثم كان الإقبال كبيرا على عضوية الفهرس والاستفادة من خدماته . * وماذا تقولون عن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله مستشار خادم الحرمين الشريفين لأعمال اللقاء الثالث لأعضاء الفهرس ؟ رعاية سمو مستشار خادم الحرمين الشريفين لأعمال اللقاء الثالث لأعضاء الفهرس ، تجسد بجلاء عناية القيادة الرشيدة – بكل ما من شأنه رفعة الوطن والأمة العربية والإسلامية. وقد سبق لسموه تشريف افتتاح اللقائين الأول والثاني لأعضاء الفهرس ، ونثق أن رعايته الكريمة للقاء الثالث، تمثل دعماً ممتداً مشكوراً للفهرس العربي الموحد من منطلق الحرص على تحقيق أهدافه في نشر الكتاب العربي وانفتاح الثقافة العربية على الثقافات الأخرى، وحافزاً لجميع العاملين في الفهرس والقائمين عليه لمواصلة مسيرة الإنجازات . * وما الذي تطمحون إليه من خلال اللقاء الثالث لأعضاء الفهرس ؟ إن الزخم الكبير الذي صاحب انطلاقة الفهرس العربي الموحد خلال السنوات الماضية يتطلب إجراء وقفة موضوعية مع أعضاء الفهرس من الخبراء وأهل الاختصاص لبحث كل المستجدات وتقييم الأداء والعمل على تفعيل آليات الاستفادة من خدمات الفهرس، وبحث كافة الصعوبات التي يمكن أن تواجه الأعضاء والعمل على تذليلها ومناقشة الخطط والبرامج المستقبلية، حيث يعقد مجلس الفهرس خلال اللقاء اجتماعاً يتعرض لكافة هذه الأمور، بالإضافة إلى حلقات نقاشية وورش عمل حول بعض المسائل الفنية مثل فهرسة المخطوطات وتطوير وصيانة الملفات الإستنادية بمشاركة ممثلي عدد كبير من الجهات الأعضاء، وسوف يشهد اللقاء أيضاً إطلاق الإصدار الثالث من بوابة الفهرس على شبكة الإنترنت، والتي تمثل إضافة نوعية لتقديم خدمات الدعم الفني والتدريب عن بعد، وتحقق قدراً أكبر من التفاعل بين الأعضاء. كما ستدشن في هذا اللقاء الخدمة المرجعية العامة للجمهور وبوابات مكتبات الدول حيث ستسهل هذه الخدمة حصول المستفدين على المعلومات وتحديد أماكن تواجد الأوعية المعلوماتية. شعار الفهرس * بالحديث عن التدريب، هل ثمة برامج محددة لتدريب منسوبي المكتبات الأعضاء بالفهرس؟ بصفة دورية، تبعاً لاحتياجات العاملين في هذه المكتبات من النساء والرجال وقد تم بالفعل إقامة 61 دورة تدريبية لأعضاء الفهرس داخل المملكة وخارجها وبلغ عدد المستفيدين من هذه الدورات أكثر من 700 متدرب ومتدربة في الكويت والأردن والبحرين وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة وعمان والمغرب والسودان بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية، ونأمل بمشيئة الله تعالى في تكثيف برامج التدريب المتخصصة من خلال برنامج Go To Meeting والذي يتيح قدرات كبيرة لتدريب منسوبي المكتبات الأعضاء أينما كانوا دون الحاجة إلى الاجتماع في مكان بعينه وفي السياق ذاته هناك خطة واضحة لتطوير قدرات القائمين بالعملية التدريبية. ويشهد هذا العام أيضًا إطلاق حزمة أخرى من الدورات التدريبية في مجالات تنظيم المعلومات للرفع من كفاءة أخصائيي تنظيم المعلومات في المكتبات الأعضاء. * وما هي الخدمات التي يقدمها الفهرس العربي الموحد؟ يقوم الفهرس العربي الموحد على أساس إيجاد إطار مشترك للعمل الجماعي للمكتبات العربية، لتوحيد وتقنين أعمال الفهرسة والتصنيف وخفض تكاليفها والمساعدة على انتشار الكتاب العربي ونقل أوعية المعرفة العربية إلى العالم . وذلك من خلال حصر النتاج الفكري العربي في قاعدة قياسية واحدة تمثل البنية التحتية الأساسية للمكتبات العربية التقليدية والرقمية وذلك باستخدام أحدث التقنيات في أعمال الفهرسة والتصنيف واعتماد أرقى المعايير الببليوجرافية العالمية لجودة وضمان أعمال الفهرسة . وتتنوع خدمات الفهرس للمكتبات الأعضاء في حزمتين أساسيتين، الأولى يمكن لكل مكتبة الاستفادة منها بمجرد استكمال العضوية ، وتشمل الفهرسة المنقولة ويقصد بها إتاحة تسجيلات ببلوجرافية ذات جودة عالية لتنزيلها من طرف الأعضاء عبر البوابة الإلكترونية للفهرس، وإضافة البيانات المحلية بما يتيح لكل مكتبة إضافة بيانات أوعيتها المحلية للتسجيلات التي تقوم بتنزيلها حتى يتكون لدينا فهرس عربي موحد يمكن من خلاله الاستدلال إلى أماكن تواجد الأوعية، بالإضافة إلى خدمات الفهرسة الأصلية والدعم الفني والتدريب . أما الحزمة الثانية من الخدمات فتحصل عليها المكتبات الأعضاء بناء على طلب بذلك وتشمل ترقية التسجيلات وفق أحدث المعايير وتوفير الملفات الاستنادية، بالإضافة إلى خدمات الإيواء المؤقت للفهارس. * لكن هل ثمة تفاعل من قبل أعضاء الفهرس لتطوير خدماته ؟ حقيقة تختلف درجة التفاعل من جهة لأخرى، وهناك جهات متميزة في هذا الشأن بصورة واضحة وساهمت بمقترحاتها وأفكارها في تطوير عدد من الخدمات ونحن نطمح إلى تنمية هذا التفاعل لدى كل الجهات وذلك من خلال تقديم جوائز تشجيعية لأصحاب الإسهامات المتميزة في تطوير خدمات الفهرس وهذا العام سوف يتم تكريم عدد من هذه الجهات المتفاعلة والملتزمة بمعايير الجودة بالإضافة إلى عدد من المفهرسين . * وماذا عن جهود التعريف بالفهرس والخدمات التي يقدمها ؟ نحن حريصون كل الحرص على هذا الأمر ولا سيما أننا نطمح إلى مضاعفة عدد الأعضاء من جميع دول العالم لذا نشارك دائماً في كافة المؤتمرات والملتقيات والندوات ذات العلاقة بمجال عمل الفهرس، ونستقبل عددًا كبيرًا من إدارات المكتبات ونشرح لهم أهمية الفهرس والخدمات التي يقدمها والجدوى الاقتصادية والثقافية له، بالإضافة إلى إصدار نشرة خاصة بالفهرس للتواصل مع الأعضاء، ونتطلع خلال الفترة القادمة إلى إصدار مجلة علمية محكمة في علوم الفهرسة والتصنيف .