المستفيد الوحيد من هذا التوتر الساخن الذي يسري إعلامياً ويضج في أرجاء الدنيا في العلاقات السعودية الأمريكية. هو اسرائيل وحسب! * فاستقرار العلاقات السعودية الأمريكية كان دائما هو الغصة التي تمنع اسرائيل من فتح فكها كاملاً لتلتهم ما تريد.. * وتدرك أمريكا ذاتها قيمة الاستقرار في علاقاتها مع السعودية لكنها اليوم تسرب بعض الأوراق والعبارات وتدير حملة إعلامية تبتغي من خلفها تعديل مسار الرؤية السعودية حول قضايا الأمة العربية والإسلامية وهي تود لو أبدت السعودية موافقة مفتوحة على كل سياسات أمريكا في المنطقة. وهو حلم ساذج لا يمكن ان يتحقق واقعاً فالدولة السعودية دولة متماسكة ثابتة تزيدها الأزمات قرباً من شعبها والتحاماً مع كافة تفاصيلها ذلك أنها دولة تمثل شعبها في نظرته السياسية المتعلقة تجاه مختلف القضايا. وإن بدا أن هناك بعض الاختلافات أحيانا في وجهات النظر بين تيارات الفكر في السعودية لكنها في محصلتها النهائية تتفق على سداد رؤية السياسة السعودية وبعد نظرها وعدم انسياقها مع الآني والعاطفي الذي بإمكانه ان يقود الدولة الى مقاعد التخلف دون الحصول على أدنى تقدم في المسائل المرتبطة بمشكلات العرب والمسلمين.. بل إن الاستقرار في العلاقات مع أمريكا وفتح باب الحوار معها كأصدقاء أفضل بمراحل من مناطحتها كأعداء.. وهذه رؤية تنطلق من ثوابت دينية واجتماعية تؤمن بها الدولة ومن خلفها شعبها.. وسيل الاتهامات الذي يهبط مدراراً هذه الأيام على كل عمل خيري سعودي وعلى كل مؤسسة رعت أيتاماً أو أنقذت مشردين هو تناقض كبير تقع فيه المؤسسات الإعلامية الأمريكية.. فالمناشط الخيرية واضحة وتعميم الاتهام هو ظلم جديد يقوض أحلام السلام في شتى أرجاء الأرض ويحرم الجياع والمشردين والأيتام من لفتات إنسانية بريئة من كل رابطة بالإرهاب وأهله. والقضايا والتقارير المربكة سواء ما يحوي منها اتهامات سياسية بتمويل الإرهاب ومطالبة أهالي الضحايا في «11 سبتمبر» بمبالغ فلكية تدفعها المملكة أو هذه التقارير الإقتصادية التي توحي بأن القطيعة أصبحت وشيكة. وان الأموال السعودية ترحل من أمريكا إلى أوروبا نتيجة خوف المستثمرين من تطور الإختلافات، كلها محاولات ستعود أدراجها.. لأن أمريكا ستدرك بعقلائها أيضا.. أن ثمة عودة ضرورية الى حيث النقطة التي لا يمكن للسياسة السعودية أن تتجاوزها في تعاملاتها مع مواقف أمريكا تجاه فلسطين والعراق والتناقض الفادح في رؤية الأحداث والتعامل معها.. النقطة الثانية وغير القابلة للتحول لأنها مؤسسة على اعتبارات دينية وثقافية وعقلانية.. والدفاع حق مشروع بل هو واجب إعلامي وطني يجب ان تتصدى له كل المؤسسات الخيرية في المملكة وتمنح العالم أجمع مؤشرات عملها الخيري وثباتها في دعم المسلمين في أي مكان.. فالأيتام والمشردون وضحايا الحروب ودموع الأطفال التي تمسحها مساعداتنا وقلوب الأرامل التي تلملم جراحها مواساتنا هي رسالتنا الإنسانية التي أتقنا بعثها لكل شعوب الأرض..!! [email protected]