ما يحدث بين واشنطنوموسكو الآن يمكن وصفه بالمناطحة السياسية، التي تعكس مدى اهتزاز الثقة الدبلوماسية بين القطبين، وهي بالتأكيد ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة لسياساتهما المتراكمة في التعامل مع قضايا المنطقة، وهو ما يعتبره المراقبون تصعيدا جديدا ولافتا للتوتر بين البلدين حول العديد من القضايا وعلى رأسها سورية. مباغتة الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين بطرد 35 دبلوماسيا روسيا أمس الأول (الخميس)، وإعلانه سلسلة من الإجراءات ضد موسكو إثر اتهامها بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية من خلال القرصنة المعلوماتية، جلبا قراءات عدة على مستقبل العلاقات بين البلدين، ومن المستفيد من هذا التوتر السياسي! ويبدو أن الحكومة الروسية قلقة جداً من تحركات أمريكية بحسب ما يتداول إعلامياً من شن ضربات على مواقع الجيش السوري، لأن مثل هذه الضربات ستهدد بوضوح الجنود الروس المشاركين في مجازر حلب وقتل الأبرياء وتهجير الآلاف من السوريين.