مع العزاء إلى أبناء الحبيب الراحل د. مانع الجهني وأهله وكل مسلم تُشارككَ الأسى هذي التِّلال وتبكي - مثلما نبكي - الجبالُ يشاركُكَ الأسى ليلٌ طويلٌ توارى نجمه وبكى الهلالُ يشاركك الأسى حُلُمٌ جريحٌ وساعات من الشكوى طوالُ كأن الأرض حولك قد أحسّتْ بما نقل الرُّواةُ لنا وقالوا رأتْكَ - عراءُ - تطرق في وجومٍ فبان على ملامحها انشغالُ كأنّ الحزنَ منكَ سرى إليها وأرَّقها وضاق بها المَجَالُ لقد حملتْ أساك على أساها وكم حُرّ ٍيطيبُ له احتمالُ لقد رحل الحبيبُ فلا تجادلْ وهل سيعيد مَنْ رَحَل الجدالُ مآل الناس للأخرى ولكَنْ يغيب عن الذي يلهو المآلُ هنالكَ لا أبٌ يغني غَناءً ولا أمٌّ ولا عَمٌّ وخالُ أَبا عُمَرَ الحبيب رحلت عنَّا وبَحْرُ الذكريات له جُفالُ بكتْكَ «الندوة الغرَّاء» لمَّا نعى الناعي وردَّد ما يُقالُ بكتك وحُقَّ أنْ تبكي محباً له برقيِّ أمته احتفالُ له في دعوةِ الإسلام سعيٌ وأقوالٌ تؤيِّدها الفعَالُ رعى همَمَ الشَّباب وهم كنوزٌ لأمَّتنا بهمَّتهم يُدالُ وداعاًً - مانعُ الجهنيُّ - إني أودِّع، والدموع لها انهمالُ طواك الموتُ عنا، غير أنَّا نراك بحسن ذكركَ ما تزال لك العمر الذي ولَّى ويبقى من الذكر الجميل له اتِّصالُ يُمَدُّ العمرُ بالطاعات مَدّاً وبالعصيان، للعمر اختزالُ أبا عمرَ الحبيبَ بكاكَ وعيٌ بأحداثٍ، لها فينا اشتعالُ بكتْكَ عيون أرملةٍ وثَكْلَى يضيق بوصف ما تشكو الخيالُ بكتْكَ عيونُ أيتامٍ صغارٍ وأعْبَاءٌ لأمتنا ثقالُ بكتْكَ قوافلُ الإصلاح، تمضي عليها من مآثرك الظَّلالُ بكتْكَ إغاثةٌ وبكاك سَعْيٌ دَؤوبٌ لا يُخالطه كَلاَلُ بكتْكَ مدارسُ التحفيظ، مُدَّتْ لها من صِدْق همَّتِكَ الحبالُ مراكزُ دَعْوَةِ الإسلام تبكي فراقك، والبكاءُ لها حَلاَلُ مضتْ سَنَواتُ عمركَ في عطاءٍ به وبمثله يسمو الرِّجالُ وما الدنيا سوى بيتٍ صغيرٍ يقيم على منافذه الزَّوالُ فمن خرجوا ومن دخلوا جميعاً تُشَدُّ لهم الى الموتِ الرِّحالُ لك الدَّعوات بالرَّحمات تَتْرَى وعند اللَّهِ ما خابَ السُّؤالُ عزائي فيكَ أنَّ الموتَ حَقٌّ وأنَّ بقاء دنيانا مُحَالُ