يقف الإنسان أمام مصيبة الموت موقف المعتبر المتألم، يصيبه الفزع عند سماع نبأ وفاة عزيز أو قريب، تلفه لحظات عصيبة يحتار فيها عقله الصغير، وقد تصدر عنه تعبيرات وانفعالات تكون أقرب إلى الخطأ منها إلى الصواب، إلا المؤمن فإنه يدرك حقيقة الحياة، وسنة الله في خلقه، ويعلم أن الموت حق، وأن {كٍلٍَ نّفًسُ ذّائٌقّةٍ الًمّوًتٌ} وأن الناس كافة {فّإذّا جّاءّ أّّجّلٍهٍمً لا يّسًتّأًخٌرٍونّ سّاعّةْ وّلا يّسًتّقًدٌمٍونّ} فيقف موقف المؤمن بقضاء الله وقدره المسلم بتقبل المصيبة الصابر المحتسب عند الصدمة الأولى، ويعلم أن البلاء إذا اشتد به واحتمله وصبر عليه ثابت الجأش قوي النفس يحتسب الأجر عند الله كان ذلك اعظم لأجره، وهذا الابتلاء الذي وقع لأميرنا سلمان، واحتساب الأجر فيه نرجو أن يكون بشرى خير، ترتفع به درجاته ويعظم به أجره، فأشد الناس بلاء الأنبياء والرسل ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل. ومن يعرف الأمير سلمان عن قرب، ويعرف صبره وايمانه بقضاء الله وقدره يجعله يطمع بأن يكون في هذا الابتلاء خير ورفعة في الدارين. وتتالي المصائب امتحان وابتلاء للمؤمن وما شاهدناه من تماسكه ورباطة جأشه حفظه الله رغم المصاب الجلل يدل على احتسابه وايمانه بأن الله سبحانه وتعالى هو الذي أعطى وهو الذي أخذ، وهو أرحم بأحمد من أبيه وأمه.. لقد زاد أسى الأمير سلمان والأسرة ونحن جميعاً وفاة الأمير سلطان بن فيصل رحمه الله الذي قدم للتعزية في أخيه أحمد، فإذا هو يلحق به، ويصلَّى عليه ويدفن معه، رحمهم الله جميعاً رحمة واسعة، واسكنهم فسيح جناته، وانزلهم منازل الابرار، وألهم أهلهم الصبر والسلوان، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، هذا ما نملك أن نقوله مؤمنين صابرين محتسبين.