في قاع اعمق متحف للاحياء المائية في اوروبا يتابع زائرون بشغف من مسافة قريبة غطاسا يرتدي قفازا واقيا يطعم ثعبان البحر. ويجتذب متحف الاحياء المائية بهال زائرين من كل صوب وحدب فيما يهدف لدعم اقتصاد المدينة الصغيرة التي فقدت صناعة الصيد الحيوية قبل عدة عقود. وقال كولن براون الرئيس التنفيذي للمتحف الواقع على الساحل الشرقي لبريطانيا ان عدد زائريه ارتفع منذ افتتاحه في مارس. وفي اول شهرين زاد عدد العاملين بالمتحف الى المثلين واستقبل نحو 170الف زائر وهو اكثر من نصف العدد المتوقع خلال العام بالكامل. ويدار المتحف كجمعية خيرية وقد حقق دخلا بلغ 3 ،1 مليون جنيه (02 ،2 مليون دولار) ووفر فرص عمل في المدينة التي نعمت بالرخاء في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر بفضل صيد الحيتان. وقال براون «طالما استغلت هال البحر» واضاف ان المتحف سيبقي على هذه الصلة التاريخية بالدعوة للحفاظ على المحيط. وفي الوقت نفسه يدر المتحف دخلا لخزينة المدينة، وقد ساعد ما ينفقه الزائرون من مبالغ اضافية على انعاش الاقتصاد المحلي الذي يعاني من الكساد اذ اوردت الحانات والمتاجر زيادة كبيرة في ايراداتها منذ مارس. وقال براون «حتى متاجر بيع الحيوانات الاليفة شهدت اقبالا على شراء احواض السمك، استحوذ على اهتمام الناس لانه يحكي قصة المحيطات.. انه ليس مجرد حديقة اسماك». ويقدم المتحف معروضات وعروضاً تحكي تطور المحيطات الا ان اكثر ما يلفت نظر الزوار هو الحوض البالغ عمقه عشرة امتار وهو مزود بالمصعد الزجاجي الوحيد الذي يعمل تحت سطح المياه في العالم. واجتذب الحوض الرئيسي للمتحف العديد من الزائرين من بينهم نائب رئيس الوزراء جون بريسكوت الذي يمثِّل المنطقة في البرلمان. وبريسكوت غطاس متمرس وقد طلب السماح للزائرين بالسباحة في الحوض الذي يضم سبعة انواع من اسماك القرش، وقال براون ان المتحف رفض الطلب لان الهدف الرئيسي زيادة الوعي البيئي وان رعاية الاسماك تعني السماح بنزول فريق غطاسين تابع للمتحف فقط في الحوض. وقال ديفيد جيبسون امين المتحف انه يجري اختيار مجموعة صغيرة من الاسماك المهددة بالانقراض لاخضاعها لبرنامج تربية الاسماك لتبادلها مع متاحف اخرى للاحياء المائية. وتتكلف رعاية الاسماك في المتحف 200 الف جنيه استرليني فقط وهي نسبة بسيطة من اجمالي الاستثمارات في المشروع وتصل الى 5 ،45 مليون جنيه. وجاء نحو نصف هذا المبلغ من دخل اليناصيب الوطني الذي خصص لمشروعات بمناسبة الالفية الجديدة واعرب براون عن فخرة بنجاح المتحف حتى الان رغم فشل مشروعات اخرى مثل قبة الالفية في لندن. وقال «اصر الناس على مدى سبعة اعوام على ان المشروع لن ينجح في هال ومجرد تنفيذه الان امر عظيم». وقال براون ان جميع الارباح التي يدرها المشروع تعود للمتحف مرة اخرى، ويضم المشروع مركز ابحاث مائية تديره جامعة هال ومركزاً تجارياً يضم شركات تعمل في مجال العلوم البحرية.