الهدية.. ماذا تعني.. وهل فسدت.. أو هل افسدوها؟ ** «تهادوا تحابوا» حديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم.. وهو حديث يحمل معنى دقيقاً.. اذ تخيل شعورك وانت تستلم هدية من شخص.. حتى ولو كان عدواً لك. او كنت تكرهه كرهاً شديداً.. لابد انك ستتغير.. وان ملامحك ستتبدل قبل ان تتبدل احاسيسك ومشاعرك. ** الهدية.. لها وقع في النفس.. بل ووقع كبير جداً.. ولك ان تتخيل عودتك من سفر قصير او طويل دون ان تأخذ بعض الهدايا لابنائك او اقربائك..عندها.. ستتحول فرحتهم بك الى وجوم سريع. ** الهدية.. وكما اسلفت.. ليست في قيمتها المادية ابداً..وليست في حجمها.. بل هي شيء معنوي نفسي له وقع في النفس.. وله تأثير كبير على كل شخص ومهما كان ذلك الشخص.. حتى ذلك الانسان الثري جداً جداً.. يحفل بهدية بسيطة جداً.. ويكون لها بالغ الاثر الكبير في نفسه.. مع انه قد لا يراها.. الا ساعة تسلمها.. ** الا ان هناك من قال.. ان الهدايا في هذا الزمن.. فسدت.. لان النوايا فسدت.. ولان الناس اصبحوا ماديين الى درجة كبيرة.. ولان الكثير من الوشائج والروابط السابقة.. اوشكت على الاضمحلال او الانقراض.. او هكذا يقولون او يدعون. ** يقولون.. ان الهدايا.. اتجهت الى المسئول.. او الشخص الذي في موقع يحتاجه الناس عادة.. حتى لو كان موظفاً صغيراً.. فان الهدايا المختلفة تنهال عليه.. حتى اذا نقل او تقاعد او ترك موقعه.. توقف سيل الهدايا.. فهل هذه تعد هدايا؟ ** هل هي هدايا.. وهل ينطبق عليها اسم هدية.. ام انها رشوة.. ام انها «دهن سير» كما يقول المثل الشعبي «ادهن العقدة.. يلين السير؟!» ** لقد قرأت اكثر من فتوى شرعية حول قبول الهدية للمسئول الذي أُعطيت له من باب «غير معروف». هل هو مجرد الاهداء ام مجرد الارشاء؟ ** حتى «العزايم» والولائم اليوم.. او لنكن دقيقين ونقول «بعضها» هي من هذا الباب.. ** تجد هذا الشخص او ذاك لا يجد الوقت الكافي بسبب بكثرة «العزايم» فلديه جدول مضغوط بالمواعيد.. ومتى ترك موقعه.. نسيه الناس.. فهل هذه عزائم لتكريمه وهو يستحقها.. ام انها من باب آخر؟ ** اذاً.. لنعيد قراءة الهدية مجدداً.. او نعيد التساؤل حولها.. ** لقد قرأت ايضاً قبل ايام تحقيقاً صحفياً مطولاً عن الهدايا والهدية.. وشئونها وشجونها.. والجميل والسيئ فيها.. وكان تحقيقاً موفقاً للغاية.. ** ما اجمل الهدية.. لكنهم افسدوها..