اطلعت على اللقاء الذي أجراه الكاتب القاص عبد الحفيظ الشمري بارك الله فيه مع الاستاذ الدكتور عبد الله الغذامي وقد سعدت بهذا المقروء ولي ابداء بعض الخلاف مع الدكتور في بعض جوانب ما ورد في هذا اللقاء. وهو موقع الموازنة النقدية بين شخصي د. طه حسين والاستاذ عباس العقاد وقبل ان ابدأ الموضوع اوجه الشكر الجزيل الى القائمين على شؤون الثقافة والادب في صحيفة الجزيرة وارجو لهم التوفيق والسداد والاهتمام بالجديد والابداعي في الثقافة المعاصرة. والواقع ان الدكتور عبد الله الغذامي حفظه الله اسعدنا في هذه المقابلة الصحفية التي كشفت لنا عن فلسفته النقدية وتوجهه النقدي النظري والتطبيقي، وجهوده من اجل تغيير وظيفة النقد من الادبي الى الثقافي. وهذه المقابلة ايضا تميزت بشيء جديد نشكر الاستاذ عبد الحفيظ الشمري على طرحه مع ضيفه وهو ان النقد الثقافي مصطلح «ونقد الثقافة» مصطلح آخر وهذا يعطي هذا اللقاء مع د. الغذامي بعدا جديدا وتصورا هاما ويحدد ان اهمية دوره لنا قد كبر على الساحة الثقافية. وعندما نقارن بين د. طه حسين والاستاذ الكبير عباس العقاد في التأثير والاثر البارز في الثقافة العربية المعاصرة اجدني اخالف الدكتور عبد الله الغذامي في حصر عباس العقاد في نمط حتى انه يقول منذ مولده حتى وفاته والعكس هو الصحيح ان طه حسين هو نمطية واحدة وعباس العقاد خمسة انماط وشخصيات متعددة مختلفة التأثير والمثير عند القارىء والمثقف العربي وسأشرح ذلك ثم اعود الى نمطية طه حسين. وعندما نحاول تحديد الانماط الثقافية والشخصية المتعددة الجوانب في حياة الاستاذ الكبير عباس العقاد فاني سأكتفي بتحديد خمسة فقط نفس الرقم في المقابلة. اولا: شخصية عباس العقاد السياسي عضو البرلمان الذي كانت له مواقف وطنية قوية أدت به الى السجن. ثانيا: ثورة عباس العقاد ضد شكل الشعر الحر وبروز مدرسة الديوان التي لا تزال علامة مضيئة في التاريخ الادبي العربي. ثالثا: تميز عقلية العقاد بتحليل التراجم والسير والشخصيات المثيرة الشهيرة في تاريخ العالم وهذا نمط مهم جديد بالوقوف عنده عند دراسة اسهام النخبة في مسيرة الحضارة البشرية. رابعا: دور العقاد في ابراز النقد والنقد الثقافي من خلال نوع موضوعاته وغزارة معرفته وتعدد مواهبة اللغوية والعقلية والاسلوبية في كثير من مؤلفاته. هذا النمط الاشهر يكشف شخصية العقاد الثقافية الهامة. خامسا: عباس العقاد موسوعة معرفية غزيرة واسعة جدا في القراءة والتأليف والتطرق الى عدة علوم ومعارف والنظر في التاريخ القديم والاسلامي فقد كان في حياته جامعة مصرية تضاف الى الجامعات الاخرى المشهورة في عصره. ومع هذا كله نسلم بالدور العظيم للدكتور طه حسين رحمه الله في التأثير في الادب وتقدمه والثقافة ورقيها ولكن ليس يقارن مع العقاد حتى انه في حياته لا يقارن نفسه في وضع نِد للعقاد بل كان يحييه ويحترمه ويجله كل الاجلال حتى انه اسبغ عليه لقب امير الشعراء وكانا فارسي الاحداث الجديدة في الدراسات الادبية وتصوير حياة المرسل على ضوء تجربته النصية او الشعرية او الادبية وكان التوجه الجديد هو الاساس لقيام نهضة النقد الثقافي في ثوب جديد في تطوير علم الدراسات الادبية.