ابتعد الجنرال ويرانتو قائد الجيش الاندونيسي السابق عن الانظار مطلقا لخيال افراد الشعب العنان حول ما اذا كان سيتنحى عن منصبه الحكومي بهدوء بعد ان صدر له الأمر بذلك ام سيتشبث به مما قد يثير المخاوف من تهديده للديمقراطية الهشة في بلاده. واستمرت الاضطرابات في الأسواق المالية في اندونيسيا وسط تكهنات برد فعل الجنرال ويرانتو وانخفضت الروبية الى أدنى مستوياتها منذ تولى الرئيس عبدالرحمن عبدالواحد السلطة في اكتوبر/ تشرين الأول الماضي. لكن محللين سياسيين بالاضافة الى الجيش نفسه قللوا من شأن مخاوف من أن تتحرك القوات لعزل الرئيس الموجود حاليا خارج البلاد. وقال الجنرال المتقاعد والمحلل السياسي البارز حسنان حبيب ان مجرد التفكير في مثل هذا الاحتمال ضرب من الحماقة . وأكد عبدالواحد في حديث في باريس أمس الأول سيطرته على مجريات الأمور في بلاده وانه ليس لديه أعداء. ولم يدل ويرانتو بأي تصريح علني منذ اجتماع الحكومة يوم الاربعاء واحجم فيه عن التنحي استجابة لطلب الرئيس بسبب دوره المزعوم في الفظائع التي وقعت في العام الماضي في تيمور الشرقية. وتعرض الرئيس لانتقادات في الداخل بسبب الطريقة التي عزل بها ويرانتو عندما أعلن قراره في مؤتمر صحفي خلال جولته الأوروبية لكن بعض المحللين يرون ان الجنرال ليس بوسعه سوى ان ينقذ كرامته وان يواجه الحقيقة التي تتمثل في أن حياته السياسية انتهت فعليا. وطلب الرئيس من ويرانتو التنحي بعد ان ربط تقرير رسمي بينه هو وخمسة جنرالات آخرين وبين اعمال العنف في تيمور الشرقية التي لقيت ادانة عالمية بعد ان صوت الاقليم لصالح الاستقلال عن اندونيسيا في أغسطس/ آب الماضي. وقال المحلل ويمار ويتولار: ما من سبيل آخر أمام ويرانتو,, انها نهاية الطريق,, وكل يوم يمر دون ان يتخذ اجراء,, يزيد من ضعف موقفه . واثار البعض تساؤلات بشأن ان كان ويرانتو القائد السابق للقوات المسلحة والذي يشغل منصب الوزير المنسق للشؤون السياسية والأمنية يتمتع بتأييد داخل المؤسسة العسكرية. فقد بزغ نجم ويرانتو بسرعة خلال عهد الرئيس السابق سوهارتو الذي أجبره الشعب على التنحي عن الرئاسة,, ويلقي كثيرون باللائمة على حكم سوهارتو في تحويل الجيش الى أداة سياسية لحماية مصالح النظام بدلا من أن يكون قوة محايدة تدافع عن الدستور. وقال ديوي فورتونا أنور المحلل السياسي وأحد كبار مساعدي الرئيس السابق يوسف حبيبي: الجيش يدرك حقائق الحياة, وهو لا يتسم بعادة قلب الحكومات,, ولدينا الآن حكومة ديمقراطية . حتى الجهات الدولية المانحة للمعونات أبدت خلال اجتماع في جاكرتا في وقت سابق هذا الاسبوع عن تأييدها لعبدالواحد من خلال تعهد بتقديم مساعدات جديدة حجمها 4,7 مليارات دولار ما دامت اندونيسيا تتشبث بالاصلاحات الديمقراطية. هذا وفي وقت لاحق أمس حذر الرئيس الاندونيسي عبدالرحمن عبدالواحد أمس الخميس في لاهاي حيث يقوم بزيارة رسمية لهولندا جنرالات الجيش الاندونيسي من مغبة القيام بأي محاولة انقلابية اثناء غيابه مشيرا الى لقاء ضم العديد منهم أمس الاول الاربعاء في جاكرتا.