اخواني القراء دعوني أطرح عليكم مشكلة تؤرقني وتدعو للاستغراب، مشكلة بدأت تظهر في السنوات الأخيرة، وخاصة عند الشباب ما هذه المشكلة؟ المشكلة باختصار «الثقافة» وما أدراك ما الثقافة حيث فقدت عند كثير من الشباب. فملاحظاتي على شباب هذا الجيل لا تدعو للتفاؤل، فمع انتشار المكتبات ودور النشر ووسائل الثقافة المتعددة من صحف ومجلات وقنوات فضائية وإنترنت، إلا أن الكثير والكثير من الشباب بعيد كل البعد عن الاستزادة والاستفادة من هذه الوسائل. وبحكم عملي حيث أختلط بالكثير من الشباب وجدت وللأسف بأن الثقافة عندهم معدومة أو محصورة فقط بالأغاني والأفلام والاهتمام الزائد بأنواع السيارات وأشكالها. ولكي أدلل على كلامي فأنا أعرف مجموعة من الشباب أنهوا دراستهم الثانوية ومتوسط أعمارهم من 18 22 سنة، وحيث إنني مداوم على قراءة الصحف وخاصة جريدة الجزيرة، طرحت على هؤلاء الشباب بعض الأسئلة عن بعض الكتّاب الذين يداومون على الكتابة وكانت الإجابة للأسف: من هؤلاء؟! وأين يعملون؟! هكذا بكل بساطة لا يعرفون.. لأنهم لا يقرأون أصلاً . وباختصار لاحظت بأن هناك من لا يقرأ الجريدة بتاتا، وهناك من يحرص على الكاريكاتير فقط وهناك من ينتزع الصفحات الرياضية وحدها ليقرأها وهناك من يحرص على الإعلانات وخاصة عن السيارات.. أما باقي صفحات الجريدة فلا ينظر إليها، وهذا باختصار ما لاحظته عن نوع من شباب هذا الجيل، أما بالنسبة للقنوات الفضائية فالمشاهد منها غالباً الأغاني والأفلام والرياضة، أما البرامج الدينية والثقافية والسياسية وحتى نشرات الأخبار فلا ينظر إليها. وإذا كانت هذه ثقافة طلاب الكليات المتوسطة فلا ألوم طالب المرحلة الثانوية عندما لا يعرف «طه حسين».. والله من وراء القصد». قبيل تركي الشمري - الجوف