ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ به من شرور انفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا ضال له ومن يضلل فلا هادي له والصلاة والسلام علي خير خلق الله سيدنا محمد بن عبدالله صلي الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين. وبعد: قبل الدخول في موضوع الدعوه بالإبداع ما هي وأهميتها وأساليبها وكيفية أعداد الدعاة وهل المجتمع بحاجه للدعوه الذكيه ام الدعوه التقليدية لابد لنا من دارسة الوضع دراسة تحليلية لنعرف موقفنا الحالي ونقاط قوتنا فنستثمرها وعناصرها ونقاط ضعفنا لمعالجتها. ان عناصر النجاح لأي دعوة هو معرفة الداعي بالجو العام والبيئة المحيطه به فلا يمكن لداعيه ان تنجح دعوته اذا لم يعرف ماذا سيدعوا ومن سيدعوا ومتي يدعوا وكيف سيدعوا اي ان كل داعية ناجح لابد ان يدعوا من خلال معرفته بمنظومة العوامل والجو العام لمحيط دعوته لتكون هذه العناصر عناصر دعوةٍ ناجحه عيني تبكي ألما ليست سوداويه لكنها حقيقة الواقع المؤلمة منذ فترة وبصفتي متخصص في مجال التنميه البشريه والشركات المتعثرة وانا اتتبع حال الامه وأحلل الوضع الذي يعيشه المجتمع بصفه عامه والشباب عماد أي امه وسر نهضتها بصفة خاصه وما ال اليه حال الامه الاسلاميه من وهن وضعف وتخلف وتشرذم وفساد وقد اتهم باني انظر الي المجتع بسلبيه وسوداويه ولكن لن أكون كالنعامه التي تدفن رأسها في التراب عند الخطر وكافة التحليلات والدراسات تؤكد ملاحظاتي والخصها فيما يلي : 1- ارتفاع معدل الجريمه في المجتمع بكافة أشكالها من أخلاقية واجتماعيه واقتصاديه وامنيه. 2- انتشار الفساد الأخلاقي وانحدار مستوي الأخلاق وتراه واضحا في التعامل والمعاملات حتي في بعض المدارس والجامعات والأسواق. 3- انتشار المخدرات بكافة أشكالها وأنواعها بين الشباب لا والادهي والامر بين الفتيات وهم عماد الاسرة والمجتمع. 4- عزوف فئة من الشباب عن طلب العلم او الفشل في ذلك او اختيار علوم لا تحتاجها الامه في المرحله الحاليه ونراه جليا في عودة نسب مرتفعه من المبتعثين بعد صرف الملايين عليهم وما زالت هذه النسب في تصاعد و تزايد مستمر كما تؤكده الإحصائيات الرسميه. والنتيجه : العبره بالنتائج كل ذلك ادي الي ظواهر مفجعه : 1- ضعف حال الامه وازدياد الوهن وتراجع تصنيفنا عالميا في معظم المجالات وخاصة التقنيه والصناعية. 2- انتشار بعض الأمراض الاجتماعيه والنفسية والأخلاقية و الاقتصادية. 3- ما زلنا امة مستهلكه تابعه بعد ان كنا امة منتجه. واسأل نفسي كيف وصلنا الي هذه الحال ولماذا وماهي تكلفة واثار ذلك من النواحي التالية: 1 - اجتماعيا علي بناء الاسره وترابطها وارتفاع معدلات الطلاق والاسره هي المكون الأساسي للمجتمع. 2 - وصحيا وحدث في هذا ولا حرج نفسيا وجسديا نتيجة انتشار العنف الأسري. 3 - وعلي الأمن بظهور بعض الجماعات التكفيريه المتعصبه والجريمة ألمنظمه وغسيل الأموال. كيف وصلنا لهذه الحاله ولماذا: أسباب الكبوه : واسمحولي ان أستعيض بكلمة كبوه بدل كلمة فشل لانها حقيقة تدل علي ان الواقع ماهو الا إخفاق مرحلي مرت به الامه عدة مرات ثم نهضت من غفلتها واستفاقة الصحوة الإسلامية بعد العودة الي الله تعالى. الشباب ثم الشباب ثم الشباب ثم الشباب: ان الشباب عماد أي امه وسر نجاحها وحملة لواء نهضتها ويمثل الشباب في مجتمعنا ما بين سن الخامسة عشر والثلاثين 60٪ من السكان وللاسف هم اكثر من استوطنتهم هذه الأمراض واتسائل لماذا وما الذي أوصلنا لهذه الحال ولم يكن لسؤالي الا جواب واحد وهو البعد عن الله ؛قال عمر رضي الله عنه (أنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله) فانظروا الي ذلنا وتبعيتنا للأمم قال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ). فلنبدأ من هنا التغيير ولكن التغيير بفن وإبداع في جميع الإخفاقات وأذكر منها على سبيل المثال: اولا : اخفاق وكبوة: واتسائل هل أخفقنا في التخطيط للتنميه الشامله للامه واحتواء الأجيال بصفه عامه والشباب بصفه خاصه ؟؟؟ فإن بعدنا عن الله تعالى ساهم في انتشار هذه الأمراض بين شباب الامه والا لكان حال الامه غير ذلك ولكانت النتائج مختلفه ولتناقصت هذه الأمراض في المجتمع ولازدهرت الامه اقتصاديا وعلميا وصناعيا واقتصاديا. ولما كبونا في تحسين الصوره الذهنيه للإسلام في العالم من خلال: 1- اخفاقنا في إيجاد نظام تعليمي مبدع يجمع بين الأخلاق والمعاملات والتعاملات الاسلاميه والعلوم الحديثه المتطورة لابل ان بعض مخرجات التعليم هم محو اميه ولا يقبل بهم حتي القطاع الخاص لدينا فاين المهندس المسلم وأين الطبيب المسلم وأين التاجر المسلم وأين الصناعي المسلم وأين الزراعي المسلم. 2- اخفاقنا إعلاميا و ثقافيا في زرع القيم الاسلاميه والإيجابية في نفوس الشباب لا بل ساهمنا في تدميرها بما تعرضه بعض المحطات الفضائية من أفلام ومسلسلات وبرامج والسماح بغزو فضائنا بقنوات أبدعت في تدمير الشباب اخلاقيا وساهمت في زرع قيم الفساد والتبعيه. 3- اخفاقنا صناعيا رغم ان الدولة تدعم رجال الأعمال بمعونات ماديه وتسهيلات في الأراضي الصناعية ولكن بدون توجيه فالتنمية لا تحتاج الي مصانع البيبسي والبسكوت والحلويات التي كانت تصنع منزليا. ثانيا : كبوة العلماء والدعاة: هل أخفق بعض العلماء والدعاه في احتواء الشباب كيف ؟ ونحن نتاج عملهم ودعوتهم فاذا كنا نعتقد انهم نجحوا مع جيلنا وكما قلنا العبره بالنتائج وكانت نتيجة ذلك تمسك جيلنا بصفة عامه بالقيم والثوابت الاسلاميه وخاطبونا بما نفهم ونحب فهل نحن فشلنا في نقل الامانه. نعم اخفقنا من نعتبر انفسنا دعاة هذا الجيل ومن حملنا الرايه من علمائنا ودعاتنا: 1- اخفقنا وكبونا في التحصيل العلمي الدنيوي وخاصة الاستفادة من الابتعاث الخارجي فترة السبعينات والثمانينات وتركناها لاهل الدنيا بزعمنا وتفرغنا للعلوم الدينيه او الاكتفاء بالتعليم الداخلي او بشهادة الثانويه وعاد المبتعثون وتبوؤا المناصب القياديه ونحن نري النتائج وطبعا لا أعمم فالصالحون منهم كثير. 2- اخفقنا وكبونا في التصدي للعمل العام وتبوؤ المناصب الدنيويه القياديه لنساهم في توجيه الدوله والمحافظة علي الهويه الاسلاميه اما لعدم حملنا شهادات علميه تؤهلنا لذلك او للزهد في الدنيا بزعمنا وتفكيرنا الخاطئ وتركنا الامانه لمن اقتنصها وأوغل فيها ولا حول ولا قوة الا بالله !؟ 3- اخفقنا وكبونا في الدعوه دعوة شباب الامه وعمادها واحتوائهم وزرع قيم الاسلام السمحه في نفوسهم لأننا مقلدين ولسنا مبدعين نعم مقلدين نقوم بما كان يقوم به علماؤنا من خطب رنانه ومقالات تملأ صفحات جرائدنا ولا احد من جيل شباب اليوم يقرأ الا الصفحة الرياضية والحوادث ،ونظمنا محاضرات لبعض العلماء والدعاه في قنواتنا الحكوميه والفضائية لا بل عملنا قنوات دينيه متخصصة للأسف لا يتابعها الا المتدينين و المطاوعه فهل هم من نريد ان ندعوا ليعودوا الي الله ، ومع هذه الكبوات و الإخفاقات والتقصير تركنا الشباب واعرض عنا وأغلق القنوات ولم يعد الكثير منهم تقريبا يشاهد القنوات الحكوميه والتقليدية والدينية لانهم يخاطبونهم باللاوندي كما يقولون لغه لا يعرفها الشباب ولا يحبها ولان هذا ترك فراغا هائلا في مجال الإعلام الذي هو المتنفس لكل البشراستغله شياطين الإنس من اجل حفنة من الدولارات لإفساد الشباب بالأغاني الماجنه والمسلسلات الجنسيه التي تخاطب الغرائز بدءا بالمكسيكية ثم التركيه والكليبات الفاسده والمشينه وبرامج أعاد مفسدي الأجيال القادمه كستار اكاديمي وغيرها فترك الشباب دينهم وراو ان التطور والمدنيه بالحب الحرام وان الاختلاط والصديقات والزنا شي من التطور وان الحشيش والمخدرات افضل وسيلة للهروب من الواقع فمن يتحمل وزر هؤلاء الشباب هل هم الدعاه ام شياطين الإنس وأؤكد لكم ان الجميع يتحمل المسئولية وان كانت بنسب متفاوته.