لمع وعلى نحو متزايد نجم سيف الاسلام «29 عاما» النجل الثاني للرئيس الليبي معمر القذافي بما يؤكد تكهنات على نطاق بأنه سيخلف والده. وحاز سيف النجل الاكبر من زوجة القذافي الثانية ثقة من خلال دوره الرئيسي في اصلاح علاقات طرابلس مع الغرب بعد 30 عاما من العداء. وحضوره الملحوظ على نحو متزايد في الداخل والخارج عزز التوقعات بأن والده الذي وصل الى السلطة قبل 33 عاما ربما يعده لخلافته. وأشعل القذافي نفسه الذي نجا من ثلاث محاولات لاغتياله ومن نزاع قديم مع الغرب بقيادة الولاياتالمتحدة، التوقعات. قال لليبيين العام الماضي ان عليهم ان يختاروا شبانا ماهرين لإدارة شؤون البلاد بينما يركز هو على مسائل استراتيجية كبناء وحدة افريقية. وقال دبلوماسي مقيم في طرابلس «لا يتحدث أحد عن خلافة القذافي لكن نجم سيف في صعود ويجبر الدبلوماسيين ورجال النفط وغيرهم من الوسطاء التجاريين على الانتباه لدوره وآرائه». ووصف دبلوماسي آخر سيف الاسلام الحاصل على الماجستير في ادارة الاعمال من فيينا بأنه «سياسي رابط الجأش لديه طموحات سياسية». ولفت سيف الاسلام الانتباه الدولي لأول مرة في عام 2000 عندما ساعد في التفاوض على إطلاق سراح رهائن اوروبيين ومن جنوب افريقيا احتجزتهم مجموعة ابو سياف في جنوبالفلبين. وعززت هذه الخطوة جهود ليبيا الدبلوماسية لإنهاء العزلة الدولية المفروضة عليها منذ تفجير طائرة ركاب امريكية فوق بلدة لوكربي في عام 1988 والذي ألقيت بالمسؤولية عنه على ضباط مخابرات ليبيين. ويشير الليبيون غالبا الى جهود سيف الاسلام الانسانية كمثال على الدورالذي يلعبه بلدهم على المسرح الدولي كصانع سلام. قال دبلوماسي غربي «ان ما قام به سيف لإطلاق سراح الرهائن اكسب ليبيا تقديرا في الخارج اكثر من أي تحرك سياسي أو دبلوماسي على مدى ثلاثة عقود». وليبيا مدرجة على القائمة الامريكية للدول المتهمة بدعم الارهاب منذ سنوات. لكن عندما ذكر الرئيس الامريكي جورج بوش كوريا الشمالية وايران والعراق بالاسم باعتبارهم جزءا من «محور للشر» أشير الى ان ليبيا لم تدرج ضمن هذه الدول. وقال سيف الاسلام خلال زيارة لباريس في وقت سابق من هذا الشهر ان هجمات11 سبتمبر ايلول على نيويورك وواشنطن «قربت بين طرابلس وواشنطن». ويأمل كثير من الليبيين ان يكون تطبيع العلاقات مع الولاياتالمتحدة ممكنا في المستقبل القريب. لكنهم احبطوا في وقت سابق من هذا الشهر عندما رفضت محكمة خاصة تشكلت في هولندا اسقاط ادانة ضابط المخابرات الليبي عبد الباسط المقرحي لدوره في تفجير لوكربي. وقال سيف الاسلام في مقابلة صحفية «لا بد لليبيا من ان تتعامل مع واقع ان الولاياتالمتحدةالأمريكية قوة مهيمنة وباستطاعتها استخدام منطق القوة ومقاطعة ليبيا». ويبلغ الزعيم الليبي معمر القذافي 59 عاما الآن لكن الدبلوماسيين والمسؤولين الليبيين يتفقون على انه يتمتع بصحة جيدة ولا يواجه تحديا. وقال سيف الاسلام لصحفي فرنسي في وقت سابق من هذا الشهر «أكذب ان قلت لك انه ليست هناك فرصة في ان اصبح زعيما في يوم ما». وسلط عليه الضوء من خلال مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية التي يترأسها والتي تمول مشروعات للتنمية في انحاء العالم. وأعطته المؤسسة القادرة على الوصول الى خزائن الدولة وسيلة لإقامة علاقات مع رؤساء دول ومثقفين ومستثمري النفط المتوقعين في الكثير من الدول. ووضع هذا الشهر خطة جسورة للاصلاحات في ليبيا قائلا ان البلاد في حاجة لمزيد من الاصلاحات الليبرالية من بينها وجود قنوات تلفزيونية وصحف خاصة. وتحظى تصريحاته بأهمية خاصة نظرا للافتراض السائد على نطاق واسع بأنه ربما يلعب دورا سياسيا مباشرا اكبر في المستقبل القريب. وكان تدخل في العام الماضي للافراج عن 70 سجينا سياسيا في ليبيا ووعد بتأييد حقهم في الحصول على تعويضات من الحكومة. وهناك ايضا مؤشرات على ان آراء سيف الاسلام تمهد لقرارات سياسية.ففي 28 فبراير شباط الماضي قال انه يؤيد ان تنأى بلاده بنفسها عن «العالم العربي ومشاكله». وبعد يومين من ذلك هدد معمر القذافي بالانسحاب من الجامعة العربية احتجاجا على عدم وجود دعم عربي لخطته السلمية لحل صراع الشرق الاوسط. لكن سيف الاسلام نفى خلال زيارته لباريس الشهر الماضي الحديث عن طموحاته السياسية مؤكدا ان مؤسسته «حققت نجاحات عظيمة دبلوماسية وسياسية في افغانستان وتشاد والفلبين وغيرها». وقال في مؤتمر صحفي انه لا يطمح ان يكون وزيرا أو رئيس وزراء.