هل كان سيف الإسلام القذافي أو المهندس كما كان يطلق عليه الليبيون ضحية طموح وراثة والده معمر القذافي على عرش ليبيا؟ أم قادته إلى خلف أسوار سجن الزنتان محاولاته الإصلاحية التي لم يرض عنها والده، وكانت دون مستوى تطلعات الشعب الليبي التي رآها مجرد رتوش لتجميل وجه نظام جثم على صدره ما يقارب النصف قرن من البطش والطغيان ونهب الثروات وتبديدها في تجارب مجنونة لصناعة امبراطورية وهمية؟ أم أن نهاية المهندس كانت نهاية طبيعية لابن وجد والده وقد حاصرته أخطاؤه وخطاياه فلم يكن قادراً على التخلي عنه مهما كان رأيه فيه؟ ربما اجتمعت كل هذه الفرضيات لتصنع المصير المحتوم ل «المهندس» المفتري وربما المفترى َعليه.. حكاية دولة سيف الإسلام القذافي التي كانت ربما ستكون، وكيف انتهى به الحال من باب العزيزية إلى سجن الزنتان؟ تحاول «عكاظ الأسبوعية» سبر أغوار الحكاية من أفواه من عملوا أو تعاملوا معه، ومن أنصفهم، ومن ظلمهم، ومن اقتربوا من جنته، أو تلظوا بجحيمه.. شتان ما بين البداية والنهاية، مشهدان مختلفان تمام الاختلاف الأول خيمة الامبراطور في قلب الصحراء تضم عائلة محاطة بأجهزة مخابرات ترصد دبيب النمل، وهي تخطط لتوريث الامبراطورية للابن الثاني سيف الإسلام «المهنس سيف كما يلقبة الليبيون»، والثاني مشهد الامبراطور مقتولا على سيارة بضائع وأبنائه المقتولين والمقبوض عليهم بدمائهم. شتان بين سيف الإسلام الذي تلاحقه وسائل الإعلام للتعرف على أفكاره ومشروعاته الإصلاحية وبين الصور الأخيرة التي نشرت له من سجن الزنتان حيث يقبع تحت حراسة قبائل الزنتان التي أسرته جنوب البلاد بعد مقتل والده وأخيه خميس. سيف الإسلام هو النجل الثاني لحاكم ليبيا السابق، والسبب أن سيف الإسلام هو الابن الأكبر لزوجة القذافي صفيه فركاش، القوية التي لم يستطع الزواج عليها إلا ما قيل من كلمات عن تعلقه بممرضته الأوكرانية آخر أيامه، قبل أن يقتله الثوار، حيث عاش معمر القذافي في كنف أمه، وتزوج من فتحية خالد وله منها ابنه البكر محمد القذافي، ثم طلقها في وقت مبكر، وتحديدا بعد استلامه السلطة، وتزوج من صفية فركاش، التي أنجب منها سبعة أبناء هم سيف الإسلام ويليه الساعدي، والمعتصم بالله، وسيف العرب، وهانيبال، وخميس، وابنته الوحيدة عائشة القذافي. صفية فركاش في بداية حياتهما الزوجية، لم تظهر صفية فركاش زوجه الزعيم في وسائل الإعلام إلا نادرا، لكن في الفترة الأخيرة من عهد القذافي بدأت تقوم بنشاطات مختلفة، فظهرت في احتفالات ليبيا بالثورة، مع زوجات الرؤساء الضيوف، كما حضرت حفل تخرج فتيات الثورة الليبية من كلية الشرطة في عام 2010م. كما انتخبت فركاش في منتصف عام 2008 نائبة لرئيسة منظمات السيدات الإفريقيات الأوائل على هامش اجتماع زعماء الاتحاد الإفريقي الذي جرى في شرم الشيخ بمصر، مع العلم بأنها لم تحضر هذا الاجتماع، ولم يسبق لها أن شاركت في أنشطته. وكانت فركاش تمتلك شركة خاصة للطيران، هي طيران البراق والتي تتخذ من مطار معيتيقة مقراً لها بإذن من زوجها، لتنافس الشركة الوطنية للطيران «الخطوط الجوية الليبية»، كما أنها تستأثر بعقود نقل الحجاج في ليبيا، وتناقل الكثيرون أرقاما عن حجم ثروة فركاش، حيث إن البعض قدر أن فركاش تكنز أكثر من 20 طنا من سبائك الذهب، عدا الأموال، التي لا يستطيع أحد معرفة حجمها الحقيقي أبدا، لكن الأهم أن صفية فركاش استطاعت أن تفرض ابنها وريثاً للحكم متجاوزاً أخية الأكبر محمد من زوجة القذافي الأولى فتحية. ولعل هذا ما يفسر ما جاء في وثائق موقع ويكيليكس عن ليبيا وزعيمها السابق القذافي أنه يقود عائلة ثرية لكنها منقسمة ومختلة وظيفيا، وتعاني صراعات كبيرة، ونقلت الوثائق عن صفية أنها تسافر في طائرة مستأجرة في ليبيا، بينما ينتظر موكب من سيارات المرسيدس لنقلها من المطار إلى وجهتها المطلوبة. أزمة لوكربي وعلى وقع أزمة لوكربي كشف التحالف الدولي لمحاكمة مجرمي الحرب «ايكاوس» ومقره فرنسا إحصائية عن ثروة أفراد عائلة القذافي في عام 1992، قدرتها ب 80 مليار دولار، بينما ثروة زوجته صفية 30 مليار دولار، وبلغت ثروة كل من أولاده محمد (من زوجته الأولى فتحية نوري خالد)، وسيف الإسلام والساعدي وهنيبال والمعتصم وخميس وعائشة 5 مليارات دولار لكل منهم. فضيحة الدكتوراه ولد سيف الإسلام القذافي في 15 يونيو 1972 في باب العزيزية بطرابلس، ودرس المرحلتين الابتدائية والإعدادية بمدارس الحي الشعبي القريب من مقر إقامته بحي أبي سليم في مدارس طرابلس الحكومية، ودرس المرحلة الثانوية بمدرسة علي وريث الحكومية، وتخصص في الهندسة المعمارية، حيث تخرج سنة 1994 من كلية الهندسة - جامعة الفاتح بطرابلس. والتحق سيف الإسلام بكلية الاقتصاد بجامعة إمادك بالنمسا سنة 1998؛ حيث حصل على درجة الماجستير منها سنة 2000، وارتبط في تلك الفترة بصداقة مع جورج هايدر، زعيم اليمين النمساوي المتشدد، كما التحق بكلية لندن للاقتصاد لنيل شهادة الدكتوراه، وفي محاولة لتقديم نفسه بشكل مختلف عن أشقائه، زعم أن لديه اهتمامات فنية؛ حيث أقام الكثير من المعارض الفنية في مختلف دول العالم هذه الشهادات المرموقة جعلت المعارض الليبى سليمان دوغه يقول عنه «إنه رجل أراد الله أن يضله عن علم». وعمل سيف في مركز البحوث الصناعية في طرابلس قبل أن ينتقل عام 1996 للعمل في المكتب الاستشاري الوطني، لكنه في محاولة للعب دور سياسي ترأس سيف الإسلام مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية عام 1998، واستخدمها واجهة لنشاطه السياسي والإعلامي، مقدما نفسه كرجل الإصلاح والتغيير المنشود في ليبيا، ولعب دورا بارزا في حل قضية الرهائن الأوروبيين بالفلبين. لاحقا اكتشف الليبيون أن سيف سرق شهادة الدكتوراه من كلية لندن للاقتصاد؛ حيث قالت تقارير صحفية بريطانية إن أكاديمياً ليبياً ساعده أعد له أطروحته لنيل تلك الدرجة، وقد تمت مكافأته لاحقا عبر تعيينه سفيرا لدى إحدى الدول الأوروبية. وعندما نشرته صحيفة ذي إندبندنت أون صنداي البريطانية تفاصيل الفضيحة أن دعا أحد النواب عن حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا كامل أعضاء مجلس إدارة هذه الكلية إلى الاستقالة. ويقول الأستاذ بجامعة قاريونس ببنغازي أبو بكر بعيرة إن نجل القذافي جند الأكاديميين الليبيين لكتابة أطروحته المنتحلة، مضيفا: «أخبرت أن سيف الإسلام جمع بعض حملة الدكتوراه من جامعة قاريونس في بنغازي بليبيا لمساعدته على كتابة أطروحة الدكتوراه، وأن من بين الذين استشارهم أستاذا للاقتصاد تخرج في ألمانيا يدعى الدكتور منيسي». وأكد بعيرة أن منيسي الذي كان قد تقاعد أعيد إلى الحياة مديرا لأحد المصارف الحكومية، ثم محافظا للبنك المركزي الليبي قبل أن يعين سفيرا لليبيا في النمسا، وطالب بعيرة كلية لندن للاقتصاد بتجريده من شهادة الدكتوراه التي منحتها له. هوايات ومهام وسيف الإسلام، البالغ من العمر 39 عاما والذي لم يشهد يوما في حياته لم يكن فيه والده قائدا لليبيا، يتحدث الإنجليزية والفرنسية بطلاقة، ولم يتزوج المهندس سيف ولذلك كان يقضي وقته بعد عمله الرسمي الاعتناء بأسود مروضة، كما كان يحب الصيد في أعماق البحار وصيد الصقور وركوب الخيل، ويمارس أيضا فن الرسم، وأصبح في السنوات الأخيرة موفد النظام الليبي الأكثر مصداقية ومهندس الإصلاحات والحريص على تطبيع العلاقات بين ليبيا والغرب. وأثار سيف الإسلام لدى عرضه مشروع تحديث بلاده تكهنات حول مسألة الخلافة في زعامة ليبيا ولتبديد هذه التكهنات، كان يؤكد دائماً أن «ليبيا لن تتحول إلى ملكية أو دكتاتورية». وبعد سنة واحدة أعلن انسحابه من الحياة السياسية، مؤكدا أنه وضع قطار الإصلاحات على السكة الصحيحة، ودعا إلى بناء «مجتمع مدني قوي يواجه أي تجاوزات على مستوى قمة السلطة، وقد ندد باستمرار البيروقراطية في بلاده التي اضطر إلى خوض معارك عديدة ضدها لفرض اصلاحاته، ويقول: في غياب المؤسسات والنظام الإداري، كنت مجبرا على التدخل في شؤون الدولة». وقد برز دوره خصوصا في الوساطة التي قام بها في قضية الفريق الطبي البلغاري الذي أفرج عن أفراده (خمس ممرضات وطبيب) في يوليو 2007 بعد أن أمضوا ثماني سنوات في السجن في ليبيا بتهمة نقل مرض الإيدز إلى أطفال ليبيين، وهو الذي فاوض أيضا على الاتفاقات من أجل دفع تعويضات لعائلات ضحايا الاعتداء على طائرة في لوكربي بأسكتلندا في 1988 وقضية دفع تعويضات لضحايا الاعتداء على طائرة اوتا التي تحطمت فوق النيجر في 1989. طموحات إعلامية وقام سيف الإسلام القذافي بحملة من أجل فتح بلاده أمام وسائل الإعلام الخاصة، وقد نجح في أغسطس 2007 في إطلاق أول محطة تلفزة خاصة وأول صحيفتين خاصتين في البلاد. ويرى الكاتب والباحث السياسي التونسي الدكتور سامي الجلولي كيف بدأ المشروع الإعلامي لسيف الإسلام القذافي وكيف أجهز عليه، قائلا: استفاق سيف القذافي باكراً وأراد تأسيس إعلام جديد، وقد كان تأسيسه لقناة ليبية منعرجا في المشهد الإعلامي الليبي؛ حيث بدأت القناة في اكتساب شعبية كبيرة في ليبيا على حساب القنوات الحكومية الآخرى. وسرعان ما أجهز بعض المحيطين بالقذافي من الحرس القديم بغبائهم على تجارب ومشاريع عدة بدأت تظهر، موغرين صدر القذافي بأن ابنه ينوي تغيير أسس المجتمع الجماهيري السعيد بأخرى أكثر انحلالاً وأكثر حرية. الضربة القاصمة لقد كانت الضربة القاصمة لمشروع سيف الإسلام القذافي التحريري عند تعاقده مع المذيع المصري «حمدي قنديل» وذلك لتقديم برنامج «قلم رصاص» على القناة «الليبية» يعري فيه الحقائق العربية، الشيء الذي جعل الرئيس المصري حسني مبارك يتدخل لدى القذافي ليوغر صدره على سياسة ابنه الجديدة. وذات صباح باكر على غير عادة الليبيين توجه القذافي إلى مقر قناة «الليبية» وأقفلها ووضع مديرها عبدالسلام المشيرى بالسجن لساعات، وفي مرحلة ثانية وقع تغيير لطاقم القناة، وألغيت برامج كانت تشد المشاهد وكانت تلك علامة شؤم ستظهر انعكاساتها على مجموعة «الغد الإعلامية» التي نجح سيف في أن يستقدم إليها بعض وجوه المعارضة الليبية من الخارج للعمل بها وإدارتها مثل «سليمان دوغة» و«فائز سويري». وحاول سيف الإسلام بعد تأميم قناته من طرف والده أن يؤسس قناة أخرى ببريطانيا وهي قناة «المتوسط» وأراد أن تكون ذات توجه مغاربي ولكن لم يدم حالها إلا بضعة أشهر مقتصرة على البث التجريبي. سيف الإخوان وبينما كان يفضل القذافي الأب ارتداء الملابس الغريبة، واستقبال زعماء العالم داخل خيمته، كان القذافي الابن يرتدى الملابس الغربية كما أنه يرأس مؤسسة القذافي الخيرية، ولطالما روج لنفسه كناشط في مجال حقوق الإنسان، وطالب بالتغيير والإصلاح في ليبيا، وعمل سيف الإسلام من خلال جمعية حقوق الإنسان بنشاط بارز في مجال حقوق الإنسان؛ حيث قامت جمعية حقوق الإنسان التابعة للمؤسسة التي يرأسها بحملات واسعة للإفراج عن المعتقلين السياسيين، مما أدى إلى الإفراج عن أعداد كبيرة منهم خاصة من جماعة الإخوان المسلمين التي انقلبت عليه فور قيام ثورة 17فبراير، كما أطلقت الجمعية حملة ضد التعذيب في ليبيا والشرق الأوسط، وقامت عام 2006 بزيارة أماكن الاعتقال وقدمت توصيات بتحسين أوضاع المساجين وتوفير العلاج للمرضى. وتدخل سيف الإسلام في حل عدد من عمليات احتجاز الرهائن، وقاد سيف الإسلام تيارا إصلاحيا، حيث دعا في أغسطس 2006 إلى استحداث دستور ثابت لليبيا، ووضع مرجعية ثابتة مقترحا القيادات الشعبية والقيادة التاريخية لثورة الفاتح، كما دعا في خطاباته إلى التحول السياسي مما وصفه «ليبيا الثورة» إلى «ليبيا الدولة»، ووجه انتقادات حادة للنظام السياسي الليبي. كما قاد سيف الإسلام القذافي مشروعا يسمى مشروع ليبيا الغد ويهدف سياسيا لإخرج ليبيا من العزلة الدولية على ليبيا ويهدف اقتصاديا لترميم التصدعات التي حدثت للاقتصاد الليبي نتيجة لتلك العزلة، ويهدف اجتماعيا لإطلاق العنان للجماهير وخاصة الشباب لتبدع وتتألق دون قيود وتبني ليبيا على الوجه الذي ينبغي أن تبنى عليه دولة تتمتع بإمكانيات ليبيا الاقتصادية في الألفية الثالثة. حقيقة المشروع الإصلاحي وقد اصطدم سيف الإسلام على ما يبدو بالحرس القديم رغم محاولاته لتمرير مشروع دستور وتحرير الصحافة من سيطرة الدولة. ودافع سيف الإسلام منذ 2007 عن مشروع الإصلاحات بدون أن يذهب بعيدا بالاقتراب أو التعدي على الثوابت الأساسية للنظام الليبي التي تقضي بعدم المساس بالزعيم معمر القذافي وسلطة الشعب والدين، وفي 20 أغسطس 2007 أعلن سيف الإسلام بجرأة وعلى الملأ عن مشروعه الإصلاحي الذي يحتوي على دعوة ملحة لوضع دستور للبلاد وإطلاق خطة تنموية اقتصادية بقيمة 70 مليار دولار وتحرير الصحافة من سيطرة الدولة وقيام مؤسسات مجتمع مدني قوي. وأثيرت في الفترة نفسها مواضيع ساخنة ومحرمة، حسبما يرى الصحفي الليبي سليمان دوغة الذي قال إن «أحجار سيف الإسلام حركت ماء ظل راكدا لعقود ولم يترك ملفا ساخنا إلا وضعه على الطاولة». وأشار دوغة خصوصا إلى إخراج السجناء السياسيين والكشف عن مصير المفقودين منهم، وعودة الكثير من المعارضين الليبيين المقيمين في الخارج وإطلاق حوار مفتوح مع الإسلاميين الذين أطلق سراح عشرات منهم. وفي 20 أغسطس 2008 أعلن سيف الإسلام في مفاجأة لمناصريه انسحابه من الحياة السياسية، وقال مناصروه إن هذه الخطوة جاءت نتيجة تعثر واحتجاج على بطء المؤسسات الحكومية في تنفيد المشاريع الإصلاحية. ويقول سليمان دوغة «القريب من سيف الإسلام»: إن انسحابه انتقد من قبل مناصريه لأنه من وجهة نظري ترك الباب واسعا وفتح المجال والواجهة للمتشددين والمعارضين للمشروع الإصلاحي في البلاد للعودة بقوة. العمود الفقري لكن هذا لم يمنع انضمام بعض من حركة اللجان الثورية العمود الفقري للنظام في ليبيا والتي ينتمي لها الحرس القديم من المتشددين إلى الإصلاحيين وبينهم الأستاذ الجامعي إبراهيم أبو خزام الذي قال: إن البلاد الآن في أمس الحاجة إلى دستور؛ لأن الحجة في عدم قولبة التجربة السياسية الليبية في صيغ دستورية قد تعوق التطور، وأضاف إذا لم ننظم ليبيا بدستور فستسير إلى الوراء، وتابع أبو خزام أن وجهة نظر حركة اللجان الثورية هي أننا لسنا بحاجة للدستور لأنه لا يوجد حاكم ومحكوم. وتابع، لكن الحقيقة هناك حاكم ومحكوم، فرئاسة الوزراء تسن من القرارات ما يصل إلى مرتبة القانون وبالتالي يجب سن دستور لوضع حد لهذا الخلل وتعزيز سلطة الشعب وكبح جماح الحكومة. وفي 20 أغسطس 2009 أي بعد سنة من انسحابه عاد سيف الإسلام في الطائرة التي أقلت عبد الباسط المقرحي المدان في اعتداء لوكربي (270 قتيلا) وأفرجت عنه أسكتلندا لأسباب صحية، وحينها قال إن الملف الذي عمل عليه منذ سنوات وهو إطلاق سراح الرهينة المقرحي هو هدية ونصر يهديه إلى كل الليبيين. قوة فعلية ويقول الصحفي إدريس ابن الطيب «سيف الإسلام باعتباره ابن القائد معمر القذافي كان يستطيع أن يفعل ما لم يستطع أن يفعله الآخرون». وأضاف أن ما قاله سيف تحدثنا عنه 20 سنة ولكنها وجهة نظر فقط، أما بعدما تحدث سيف الإسلام فقد أصبح المشروع فعليا لأنه من قبل طرف من أطراف الدولة ويعني هذا أن هناك قوة فعلية يمكن أن تجعل من المشروع الإصلاحي أن يتحقق. وقال عماد البناني رجل الأعمال والقيادي السابق في الإخوان المسلمين في ذلك الحين «المشروع الإصلاحي ظلت معه ليبيا دون تغيير سواء كانت إصلاحات سيف الإسلام حقيقية أم وهمية».