بعيداً عن تحيز وسائل الإعلام الغربية التي دأبت على تشويه صورة العرب والمسلمين عقب أحداث 11 سبتمبر وبعيداً عن تبني الغرب لأفكار ومصطلحات معادية للحضارة العربية والإسلامية تأتي شهادة اثنين من المفكرين اليابانيين لهم مكانتهم العلمية بجامعة واسيد اليابانية ليؤكدا على الفهم الخاطىء للإعلام الغربي واتهامه للحضارة الإسلامية بما ليس فيها وذلك ضمن فعاليات ندوة العالم الإسلامي والتكنولوجيا المعاصرة التي عقدها مركز الدراسات الآسيوية بجامعة القاهرة بالتعاون مع جامعة واسيد اليابانية وحضرها لفيف من المفكرين المصريين واليابانيين. الدكتور أوساكا الأستاذ بجامعة واسيد اليابانية أكد أن وسائل الإعلام الغربية لعبت دوراً خطيراً عقب أحداث 11 سبتمبر حيث عملت على تشويه صورة الإسلام والمسلمين واتهامهم بالإرهاب ومعاداة الحضارة والحرية والديموقراطية وأنها سخرت هيمنتها الإعلامية لنشر مثل هذه الأفكار موضحاً دور اسرائيل والمخابرات الامريكية CIA في ترويج الأفكار المعادية للإسلام والمسلمين وعن دور وسائل الإعلام العربية والإسلامية أوضح الدكتور أوساكا انه يجب تغيير الصورة المشوهة لدى الرأي العام الغربي والامريكي بأن العرب والمسلمين يمثلون الارهاب؟ وهم العدو الحقيقي للحضارة الغربية واضاف ان هذا يتطلب جهداً إعلاميا كبيراً وأكد دكتور اوساكا على أن أحداث 11 سبتمبر ذكرت عنها بعض الصحف «لغز عملية نيويورك قد تمت باستخدام الكمبيوتر» أو عن طريق الانترنت وان بعض وسائل الإعلام أوضحت انها عملية مخابراتية كبيرة؟ ومع ذلك استطاعت وسائل الإعلام الامريكي لصق التهمة بالعالم الإسلامي وحده موضحاً انه على وسائل الإعلام العربي مواجهة ذلك من خلال مخاطبتها للطرف الآخر بما يفهمه وما يعرفه وتوضيح المفاهيم الصحيحة له لتصحيح ما لديه من مفاهيم مغلوطة وصور مشوشة بثتها وسائل ودعاية معادية للإسلام. مؤكداً أن أحداث 11 سبتمبر الماضي ألقت بظلالها على العالم كله وعلى العالم الإسلامي خاصة وأشار الى خطأ الربط بين الثقافة والعقيدة وبين أشخاص بأعينهم فأسامة بن لادن والظواهري ليسوا مثالاً لكل المسلمين والقاعدة وطالبان ليسوا المثل لكل الدول الإسلامية مؤكداً ان حقيقة الاسلام ليست ارهابا أو عنفا مشيراً الى خطأ واشنطن اتهام العالم الإسلامي فقط عن أحداث 11 سبتمبر دون وجود أدلة حقيقية على ذلك. وعن العلاقات اليابانية مع العالم الإسلامي اشار الدكتور اوساكا ان العلاقة بين العالم الإسلامي واليابان علاقة عريقة وممتدة منذ زمن طويل وحتى تقترب اليابان من العالم الإسلامي اصدرت مجلة باللغة العربية حتى تخاطب بها الرأي العام الإسلامي وأكد ان الرأى العام الياباني لا يؤيد كل ما تنشره وسائل الإعلام الغربية عن الاسلام والمسلمين مشيراً الى عمق العلاقات بين اليابان والعالم الإسلامي. وسائل الإعلام والتكنولوجيا الدكتور يوشي مورا الاستاذ بجامعة واسيد اليابانية أكد أن وسائل الإعلام والاتصال الحديثة قد استخدمت ضد العالم الإسلامي عقب احداث 11 سبتمبر أسوأ استخدام؟ فوسائل الإعلام الغربية (راديو تلفزيون صحافة) اشارت دائما ان العرب والمسلمين هم الذين قاموا بهجمات 11 سبتمبر وحتى الانترنت كوسيلة اتصال أخيرة لها انتشارها الواسع استخدمه كثير من الغربيين لمهاجمة المسلمين وحذروهم وتوعدوهم على الانترنت؟ مؤكداً ان وسائل الإعلام الغربية دائما لم تقدم الحقيقة كاملة فمثلاً الحرب ضد الارهاب في افغانستان لم تقدم عنها الحقائق كاملة؟ فأين اسامة بن لادن والملا عمر بعد حرب مستمرة لاكثر من ثلاثة شهور وهي عندما بدأت كان هدفها الاول القضاء على بن لادن وليس تغيير الحكومة الافغانية؟ وأكد دكتور يوشي مورا على دور وسائل الإعلام العربية والإسلامية وضرورة ان يكون هناك تنسيق واسع النطاق بين جميع الدول العربية والإسلامية من الشرق والغرب والشمال والجنوب؟ وكذلك التعاون مع أصدقائهم الذين يتعاطفون معهم مثل اليابان وذلك في محاولة لتوضيح جوهر الاسلام مؤكداً على أهمية ترجمة القرآن والسنة والمحمدية الى مختلف اللغات حتى يفهم الآخرون حقيقة الاسلام مشيراً ان تكنولوجيا الاتصال الحديثة تتطلب الجهود والأموال كي تصل الى العالم الغربي بصورة أوضح وكم أكبر حتى تستطيع التأثير في المعتقدات التي بثتها وسائل الإعلام الغربي من حقائق مزيفة، واشار د. يوشي مورا ان الدين الإسلامي يعني السلام ولا علاقة له بالارهاب ولكن بعض الاشخاص ينتمون لهذا الدين يغيرون الصورة تماماً، ولكن من الخطأ ان ننظر لشخص على أنه يعني الدين الإسلامي والفكر الإسلامي! مؤكداً ان الاسلام دين تسامح وان علاقات المسلمين طيبة مع غيرهم في العالم. وعن التعاون التكنولوجي أكد دكتور يوشي مورا ان التعاون في مجال التكنولوجيا الحديثة تقابله بعض الصعوبات من حيث المنافسة في الأسعار؟ مؤكداً ان التكنولوجيا اليابانية تستطيع الوصول الى المعادلة الصعبة من حيث الجودة والسعر حتى تغزو السوق العربية والإسلامية.