قال تعالى: {كٍلٍَ نّفًسُ ذّائٌقّةٍ پًمّوًتٌ ثٍمَّ إلّيًنّا تٍرًجّعٍونّ (57)} [العنكبوت: 57] وقال الشاعر: كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلةٍ حدباء محمول عرفته منذ ما يزيد على سبع سنوات، فكان نعم الإنسان حيث تتجلى فيه السجايا الطيبة والخلال الحميدة من الحلم والصبر والعطف واللطف ولين الجانب في التعامل والأخذ والعطاء في المنشط والمكره، والله أسأل أن يصدق فيه قول نبينا صلى الله عليه وسلم: «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا» أخرجه الإمام أحمد.إنه الأخ العزيز عبدالله بن عبدالعزيز بن إبراهيم الدايل رحمه الله رحمة واسعة، حيث انتقل إلى رحمة الله في اليوم الثالث من أيام التشريق من عام 1422ه اثر حادث مروري أليم، ولعل عزائي الوحيد وعزاء أهله وأقاربه وأصدقائه وزملائه ومحبيه قول والده عندما كنا عنده في محافظة مرات بعد وفاة ولده حيث قال: «عزائي الوحيد فيه أنه من ولادته وحتى يوم وفاته لم أشتك منه أو اشتكى منه أحد من الناس أيا كانوا ولأي سبب ولله الحمد»، قال صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليبلغ عن خلقه درجة الصائم القائم» رواه أبو داود والحاكم وصححه الألباني.وإني أشهد الله أنني ما رأيت أحداً أو سمعت من أحد يشتكي منه بحق أو بغير حق، بل كان نعم الصاحب في السفر والحضر ونعم الرجل في الشدة والرخاء، ونعم الكريم والمعطاء في بذله وعطائه. قال الشاعر: لأجل مصاب الخلِّ قد أذهل القلب فقد صابه في فقده الحزن والكربُ وعينيَّ عند الغمض جانبها الكرى لما قد جرى من أدمع ما لها طبُ سوى أنها الآجال حق وقوعها فقد قدرت آجالنا ولها الكتبُ وإني أسلي النفس مما جرى لها لعل به سلوة إلى القلب منصب عزائي بعد الله كل حميدة فأخلاقنا العليا أصاب لها الكسب عزائي به بذل الندى سخاوة ونفس تفوح العطر حسبي لها حسب إلى الدائل الأبرار كل عزائنا دعاء لعبد الله في الجنة القرب اللهم ارحمه رحمة واسعة، واجمعنا به ووالدينا وجميع المسلمين في جناتك جنات النعيم، وألهم ذويه وأبناءه وزوجته وأحباءه الصبر وأعظم لهم الأجر إنك على كل شيء قدير، و«إنا لله وإنا إليه راجعون». نقيب. عبدالعزيز بن راشد الرومي