الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد: وقال سبحانه: {قٍلً إنَّ پًمّوًتّ الّذٌي تّفٌرٍَونّ مٌنًهٍ فّإنَّهٍ مٍلاقٌيكٍمً} الجمعة: (8) ، ولذلك فانه يقع للإنسان كبيرا كان أو صغيراً ذكراً أو أنثى صحيحا أو مريضا دون سبق إنذار أو مقدمات ولا يمكن لأحد تقديمه أو تأخيره كائناً من كان قال تعالى: {لٌكٍلٌَ أّجّلُ كٌتّابِ} الرعد: (38) ، وقال:{فّإذّا جّّاءّ أّجّلٍهٍمً لا يّسًتّأًخٌرٍونّ سّاعّةْ وّلا يّسًتّقًدٌمٍونّ } الأعراف: (34) ، والمؤمن يرضى بقضاء الله وقدره عندما يصاب بقريب له أبا كان أو أخا أو ولداً أو قريبا فيسلم ويحتسب ويصبر مما يعظم أجره ويزيد في حسناته، ولقد آلمنا وأحزننا وأدمع عيوننا نبأ وفاة صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز يرحمه الله ومع ذلك لا نقول إلا ما يرضي الرب سبحانه وتعالى: {إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}، ولاشك أن فقد مثل هؤلاء الرجال العاملين الأوفياء لدينهم ووطنهم وولاة أمرهم وأبناء مجتمعهم والذين تربوا في مدرسة القيادة والريادة والتميز خسارة كبيرة ومصاب ذو اثر واضح لأنهم استقوا اعمالهم ومعارفهم وأمور دينهم ودنياهم واستفادوها ونهلوها من معين صاف ومدرسة جامعة للإيمان والتوجيه والتربية والحكمة والبصيرة النافذة والشهامة والشجاعة والرجولة والأبوة الحانية والعاطفة الجياشة حتى أصبحت مضرب المثل ومحط النظر ومكان الإعجاب والاقتداء من جميع من اخذوا عنها أو سمعوا بها او طالهم بعض اثرها وتأثيرها أو لمسوا أياديها البيضاء أو تفيأوا ظلال وفائها لعقيدتها ودينها وولائها لوطنها وولاة أمرها وأبناء شعبها ألا إنها مدرسة أمير الرياض وفارسها سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله التي سداها الإخلاص لله عز وجل ولحمتها الدعوة الى كل خير والتعاون على البر والتقوى والأخوة والمحبة. وأعظم شاهد وأقوى دليل وأوضح برهان وأنصع صحة هو ما تدرع به سموه من الصبر والتحمل ورباطة الجأش عند حلول هذا المصاب الجلل مما لا يستطيعه ويقدر عليه إلا الرجال الشجعان قويو الصلة بالله، وما رأيناه وشهد به الجميع من التفاف الناس حول سموه ووقوفهم معه وحرصهم على تعزيته وتخفيف مصابه على اختلاف مستوياتهم وتنوع تخصصاتهم وتباين أفكارهم وليس الخبر كالعيان ولا راء كمن سمع وهذا خير شاهد على ما يكنه جميع هؤلاء من محبة عريقة وصادقة وولاء ظاهر لأميرنا المحبوب بصدق ذلك ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم (إن الله إذا أحب عبداً أنزل محبته في قلوب الناس) فهنيئاً لسلمان بهؤلاء وهنيئاً لهؤلاء بأميرهم. وأننا في هذا المقام نرفع احر التعازي وصادق المواساة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني وسمو أمير منطقة الرياض حفظهم الله داعين الله أن يحسن عزاءهم ويجبر مصابهم ويغفر لميتهم ويلهمهم الصبر والسلوان وأن يسكن الفقيد فسيح جناته ولله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل وما علينا إلا الصبر والاحتساب.