حذر خبير أكاديمي بارز بالأممالمتحدة من أن ضغوط البيئة والفقر والاستغلال عوامل تغذي جذوة النزاع العراقي داخل البؤر الساخنة بمنطقة جبال الهملايا بحيث يمكن أن تتحول إلى «أفغانستان جديدة». وأوضح جاك ايف المستشار الكندي بالجامعة التابعة للمنظمة الدولية أن هناك حركات تمرد وثورة وقلاقل في شمال شرقي الهند وبنجلاديش وبوتان ونيبال وميانمار «بورما» وكذلك اقليم جامو وكشمير بين الهند وباكستان بشبه القارة الهندية بالإضافة إلى منطقة التبت الصينية. ويقول ايف "«إني أرى المنطقة كلها من كاتماندو عاصمة نيبال إلى ميانمار أفغانستان محتملة» حيث خاضت فصائل عرقية وسياسية مختلفة حروبا لمدة 23 عاما. ويضيف أنه في حين تقاتل نيبال حركة التمرد الماوية فمملكة بوتان المعزولة مضطرة إلى طرد ربع سكانها وهم من أصل عرقي نيبالي عرقي، وولايتا أسام وبنغال الغربية الهنديتان تحاربان أيضا مجموعات من المتمردين. وقد أعلنت الأممالمتحدة العام الحالي 2002 عام الجبال التي تغطي ربع مساحة الكرة الارضية وتضم عشرة في المائة من سكان العالم وتوفر أكثر من نصف احتياجات البشر من المياه. وفي حين تتعرض منطقة جبال الألب الاوربية لضغط شديد بسبب تعاقب موسمين سياحيين عليها وتلوث الجو حسبما جاء في تقرير للأمم المتحدة، فإن سلسلة هملايا كاراكوروم هندو كوش تعيش تحت وطأة دمار البيئة والفقر وقمع الاقليات العرقية. ويؤكد الخبير الدولي أن «أكبر أمثلة التدهور البيئي والاجتماعي والاقتصادي وبالتأكيد على حافة الكارثة هي هندو كوش في أفغانستان وكاراكوروم غربي جبال الهيملايا وكشمير المتنازع عليها». ويؤكد أيضا أن السياحة والمصانع التي تقام في الغابات واستنفاد مراعي الماشية تزيد من الضغوط البيئية على المنطقة الهشة، وفي الوقت نفسه أصبحت الجماعات العرقية التي كانت منعزلة آنفا على اتصال ببعضها بفضل بناء شبكة من الطرق تتسع باطراد. ويضيف في تقريره للأمم المتحدة الذي نشره يوم الاحد أن الأساليب القمعية التي تنتهجها الأنظمة العسكرية والحكومات الشمولية بالمنطقة إنما «تزيد من حدة مشاكل خطيرة مثل الفقر والجفاف وإزالة الغابات والهجرة المفرطة والمعاملة غير المنصفة لشعوب تقطن المناطق الجبلية ويمثلون أقلية».