أمر طبيعي أن يفرح بعض الإعلاميين بهزيمة الهلال من الوحدة، ويفرحوا أكثر بخروج الهلال أمام الفتح من بطولة كأس الملك. وإذا عُرف السبب بَطُل العجب! ولكن غير الطبيعي أن تقابَل الهزيمتان ببرود غريب من الإعلام الهلالي، خاصة أنه بطل الثلاثية، وحققها قبل فترة قصيرة. مع علمنا أنه في عالم كرة القدم لا يوجد فريق لا يُهزم، ولكن ما يخيف جماهير الأزرق أن تكون بداية الانحدار وبداية نزيف النقاط، رغم أن الفريق يملك كل المقومات ليكون الأول والأفضل والأجدر لسنوات قادمة. بشهادة الجميع تُعتبر إدارة الهلال من أفضل الإدارات، وتعرف ماذا تريد، ولكن يعاب عليها أنها بطيئة في اتخاذ القرار وتنفيذه، مع أن الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك. حاليًا الهلال يعاني في خط المقدمة؛ والدليل ضياع الفرص السهلة التي كلفته الكثير، وجعلته يعيش أوقاتًا صعبة في أكثر من مباراة. فأمام الوحدة ضاعت فرص لا تضيع، كذلك أمام الفتح. وخسر الهلال المباراتين مع أن الوحدة والفتح في مراكز متأخرة، ويطبقان أسلوب (اضرب واهرب) الفني طوال الموسم، أي إنهما أقل بكثير من أن يهزما الهلال صاحب الثلاثية، ولكن كانت الهزيمة بيدي لا بيد عمر في المباراتين. أعلم أن خسارة الهلال ليست نهاية العالم، ولكن أن تخسر وأنت الأفضل عناصريًّا أمر محزن؛ ويحتاج إلى وقفة جادة لمناقشة موضوع إهدار الفرص السهلة. مشكلة الهلال الفنية تتمثل في الأخطاء المتكررة التي تعطي الانطباع بأن الجهاز الفني لا يعمل كثيرًا لحلها، بل يتركها للزمن وضمائر اللاعبين، خاصة في ظل غياب المحاسبة. بشكل عام الفريق يعاني من تذبذب مستوى اللاعبين؛ فلا تجد المستوى الثابت إلا لدى (البريك والشهراني والمعيوف). أما البقية (حبة فوق وحبة تحت) من مباراة لأخرى، إضافة إلى أن الفريق لا يستفيد من الركلات الحرة، ولا من الركنيات، ومن النادر أن ترى اللاعبين يسددون على المرمى من خارج المنطقة، خاصة مع الفرق التي تلعب بأسلوب دفاعي وتقفيل المنطقة. أيضًا لا يوجد سيناريو لكل مباراة؛ فالفريق يلعب بأسلوب واحد بغض النظر عن قوة الفريق المقابل وأسلوبه؛ وهذا ما جعل الهلال كتابًا مفتوحًا للجميع. شخصيًّا أتفق مع المدرب في أسلوب التدوير مع أن هذا الأسلوب يلغي موضوع تنافس اللاعبين على المراكز، ولا يحفزهم على بذل جهد أكبر لكسب رضا المدرب. أعود للإدارة، وأقول إن الفريق بحاجة ماسة لمهاجم صريح ذي قيمة فنية عالية لحل مشكلة تراجع مستوى الهجوم الهلالي في الفترة الشتوية قبل فوات الأوان، خاصة أن مشكلة الهجوم أصبحت معاناة واضحة بعد أن أصبح الفريق يفوز بصعوبة بغض النظر عن مستوى الفريق المقابل. حل مسألة الهجوم مشكلة لا تحتمل التأجيل يا إدارة الهلال. السجل الشرفي يقول إن الهلال حقق البطولة الآسيوية ثلاث مرات، والاتحاد مرتين. وهنا لا ندري؛ أنصدق الاتحاد الآسيوي القائم على هذه البطولات ومنظمها أم نصدق إعلام الميول والعواطف؟ عمومًا، الجماهير الهلالية تعرف إنجازات فريقها، ولسان حالها يقول «لو حسبنا حساب المتردية والنطيحة ما حصدنا بطولات». الجولات الماضية في الدوري تقول إن الحكم السعودي متردد ومرتبك، ويدير المباريات وهو يفكر في ردة فعل الإعلام والسوشال ميديا، وإن استمرت الحال على ما هي عليه سيستمر الضياع، وسيستمر اللغط التحكيمي إلى ما لا نهاية. باختصار أقول: إن التحكيم للشجعان فقط. خاتمة في موضوع ذلك النادي أقول على نياتكم ترزقون. ومن عاش بالحيلة مات بالفقر. نصيحة: ركزوا على فريقكم، واتركوا الهلال.