الخامس من شهر رمضان الكريم من العام الواحد والتسعين بعد الثلاثمائة والألف أنشئت الجمعية الجغرافية السعودية بجامعة الملك سعود، وبذلك تكون من أوائل الجمعيات العلمية بالجامعة، ومصدر المعلومة جاء من الدكتور أسعد بن سليمان عبده في توثيق مسجل عن هذا الأمر. وحق للمؤسسين أن يحتفلوا بمناسبة الموافقة على إنشاء الجمعية، حضر ذلكم الاحتفال الشيخ عبدالله بن خميس والدكتور عبده يماني والدكتور مصطفى عامر، مستشار مدير الجامعة والدكتور عزة النص عميد كلية الآداب، رحمهم الله جميعا. من المعلوم أن الجامعة تنطلق من أهداف ثلاثة: التعليم، البحث العلمي وخدمة المجتمع، والجمعية العلمية تقوم بتعزيز الأهداف الثلاثة، من خلال الدورات العلمية وورش العمل والإصدارات العلمية وخدمة المجتمع. وما بالك بجمعية موضوعها الجغرافيا، ذلك العلم الذي يعنى بقضايا بشرية وعلمية وبيئية وجيوسياسية وتخطيطية. ويستخدم في دراساته أحدث التقنيات العلمية الجيومكانية والتي تشمل: الأساليب الكمية المتقدمة ونظم المعلومات الجغرافية والاستشعار من بعد وتقنيات تحديد المواقع والارتفاعات الأرضية وسائر المظاهر الطبوغرافية والظواهر المناخية وتتبع الكوارث الطبيعية ومختلف المخاطر البيئية، سواء أكانت في المناطق الجبلية أم في السواحل والسهول. ولقد أخذت الجمعية الجغرافية السعودية على عاتقها التصدي لقضايا، على المستوى الاقليمي والوطني والدولي، في مجال تخصص الجغرافيا وما له علاقة بعلوم متعددة أخرى. وتابعت الجمعية مسيرتها محققة إنجازاتها الخيرة عبر خمسة أجيال، ويحق لها أن تحتفل بمضي خمسين عاماً من النجاحات منذ تأسيسها في جامعة الملك سعود، وتحقيق شرعيتها بتأسيس أول جمعية عمومية لها مطبقة لائحتها التنفيذية بتاريخ 28 ربيع الأول من عام 1405 للهجرة. وهذه المناسبة ستكون دافعا للمزيد من النجاحات التي ستعود، بحول الله، بالنفع لهذا الوطن الغالي ولمواطنيه وستزيد من تحقيق التطور لعلم الجغرافيا، ذلك العلم الذي يستثمر في دعم الرؤية المستقبلية، التي سوف تعود بحول الله إلى المزيد من التطور والنماء لوطننا الغالي ولمواطنيه، وليس ذلك على الله بعزيز. نزف للجمعية الجغرافية السعودية أجمل التهاني وأصدق الأمنيات بمناسبة مرور خمسين عاما من العطاء والنجاحات والمبادرات لعلم يحتاج الجميع إلى منافعه وثمراته. ونتمنى للعلم وطلابه كل الخير والتطور والمزيد من النجاحات وتحقيق الطموحات.