صدر عدد شوال من مجلة «الفيصل» الثقافية الشهرية مشتملا على مقالات في الفكر والأدب والعلوم، الى جانب استطلاعات مصورة، فتناول جان ألكسان تاريخ طريق الحرير وتأثيراته الاقتصادية والثقافية والسياسية في الماضي، والتأثيرات المتوقعة لبعث الحياة فيه ليربط أوروبا بقلب القارة الآسيوية عبر الأراضي الايرانية والتركية. وأبرز علي حملاوي جانبا من خصوصية العمارة التقليدية بالجزائر من خلال استطلاع عن قصر تاجموت الذي يقف متحديا قسوة الطبيعة في الصحراء الجزائرية على بعد نحو 448 كلم جنوبا من العاصمة الجزائرية. وتعمق جمال عبدالسميع الشاذلي في الكشف عن أصول يهود الولاياتالمتحدةالأمريكية وموقفهم من اسرائيل، وقد أشار الى ان تركز اليهود في المدن الأمريكية يعود الى عدم ممارستهم الزراعة، واحترامهم لمهن اعتادوها مثل التجارة والقروض بالربا، كما أن اليهود الأثرياء حريصون على البقاء في أمريكا للسيطرة على المراكز الاقتصادية وممارسة الضغط على صناع القرار الأمريكيين لتحقيق مآرب اسرائيل. في حين يتم تشجيع اليهود المعدمين منهم على الهجرة الى فلسطين حتى يجدوا بديلا من حياتهم البائسة. وقدم صلاح يحياوي ترجمة لموضوع «معدلات الصرف وما تمثله من علاقة بين علمي الاقتصاد والسياسة» الذي يحاول استقراء التاريخ من أجل بحث مصير القوى العظمى في العالم في ظل تصاعد قوى اقتصادية جديدة مثل روسيا والصين والاتحاد الأوروبي. وتضمن العدد استطلاعا مصورا بعنوان «الكرنك: متحف بلا جدران» طاف خلاله خالد خلف زيدان بالقراء في أروقة هذا المتحف الذي يقف شاهدا على عظمة الانجاز الحضاري للمصريين القدماء، ويتناول الاستطلاع أبرز معالم هذا المتحف من معابد وقصور وغيرها من الآثار. وينصف حسن عزوزي المستشرقين الاسبان في مقالة بعنوان «التجربة الأندلسية في دراسات المستشرقين الإسبان» فيشير الى ان مدرسة المستشرقين الإسبان الحديثة من أكثر المدارس المعتدلة في حقل الاستشراق التي ارتبط بها كثير من المستعربين برباط الانصاف التاريخي الموضوعي للوجود الاسلامي بالأندلس، وألقى عبدالرحمن بن محمد العقيل الضوء على الجهود الكبيرة التي يبذلها المؤلفون في وضع مؤلفاتهم حتى ان بعضها يستغرق سنوات طويلة من أعمارهم، ومن الأسباب التي يسوقها لهذه الظاهرة تعدد مشارب المؤلف وتأليفه في أكثر من فن وأكثر من كتاب في وقت واحد أو الانشغال بالوظائف. وينبه محيي الدين لبنية على خطورة تلوث لحوم الحيوانات بالهرمونات، ومن المخاطر التي أشار اليها ان الاستروجينات الموجودة في النباتات التي تقتاها الحيوانات تسبب العقم لدى الذكور، كما ان للهرمونات تأثيرات مسرطنة. وتناول يوسف بن عبدالرحمن الذكير تاريخ اهتمام العرب بعلم الفلك، مشيرا الى ان العلماء العرب لم يقف عطاؤهم عند حدود التنظير، بل كان لهم دور عظيم في التطبيق العلمي لكثير من النظريات، وكان من نتاج ذلك اختراعات عظيمة كانت منطلقا للعلم العربي الحديث مثل الاسطرلاب ودوره في الملاحة والمراصد الفلكية التي كان أشهرها مرصد مراغة في شمال غرب ايران الذي كان منطلق نظرية دوران الأرض حول الشمس التي هدمت نظرية بطليموس القائلة بمركزية الأرض. وترجم حسين عيد حواراً شيقاً مع الأديب الاسباني كاميلو خوسيه ثيلا أفصح خلاله عن آرائه في الأدب والحياة، ومن تلك الآراء قوله:« الكاتب هو الانسان الذي تحتاج روحه الى كل أنواع التغذية، والروائي الحقيقي هو القادر على ان يظهر نفسه بطرائق لا يستطعيها المؤرخ». وضم العدد ابداعات شعرية وقصصية، فكتب عبدالله الوشمي قصيدة بعنوان «الخيمة» ولصالح الحميدان قصيدة عنوانها «أنشودة الوقت» وهناك قصيدة لجرير من عيون الشعر العربي. ولصبحي أسعد عودة قصة قصيرة عنوانها «زوج الاثنتين» وللروائي المكسيكي خوان رولفو قصة مترجمة بعنوان «نقطة العبور الى الشمال» قام بالترجمة علي عبدالرؤوف البمبي وراجع وليد نذير عتمة كتاب «الرياض في عيون الرحالة» الذي صدر عن أمانة مدينة الرياض، واشتمل على آراء الرحالين الأجانب الذين زاروا الرياض ابتداء من أوائل القرن التاسع عشر الميلادي الى جانب صور نادرة توضح المعالم القديمة لمدينة الرياض. وألقى هيثم الجنابي الضوء على شخصية اسماعيل كسبرالي الذي وصفه بأنه كان مصلحاً واقعياً همه الوفاق الروسي الاسلامي. ورصد الملف الثقافي أهم الأخبار الثقافية على الصعيدين العربي والدولي، وأفصح القراء عن آرائهم من خلال باب «رسائلكم» و«ردود وتعقيبات». وجاءت خاتمة المطاف في هذا العدد مقالة بعنوان «في مفهوم التراث» عبر خلالها أحمد علي محمد عن رأيه في مفهوم التراث وعلاقته بالتاريخ والقيم.